أفادت مصادر في الشرطة العراقية، أمس، بأن السلطات المحلية في كربلاء اتخذت إجراءات أمنية مشددة بمشاركة أكثر من 30 ألف من قوات الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية والاستخباراتية لتأمين إحياء يوم عاشوراء الذي سيصادف الثلاثاء. وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية إن السلطات اتخذت تدابير أمنية لإحياء يوم عاشوراء في كربلاء، حيث تم اعتبار يومي غد الأحد وبعد غد الاثنين عطلة رسمية تسبق إحياء المناسبة في كربلاء، فضلا عن إقامة أطواق أمنية متعددة في محيط المدينة ونشر نقاط تفتيش إضافية والاستعانة بطيران الجيش لحماية ومراقبة الأوضاع في محيط كربلاء. وذكرت أن الخطط قيدت حركة السيارات والمركبات باستثناء السيارات المكلفة بواجبات أمنية. وتوقعت المصادر أن يتدفق الملايين من العراقيين خلال اليومين المقبلين إلى كربلاء للمشاركة في إحياء المناسبة التي تتزامن هذا العام مع معارك كبيرة بين القوات العراقية ومسلحي تنظيم داعش في مناطق متفرقة في العراق. في غضون ذلك، أعلنت الأمم المتحدة أن أعمال العنف أودت بنحو 1300 عراقي على الأقل خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) الفائت، في حين أشارت أرقام حكومية إلى أن الحصيلة كانت أعلى من ذلك بكثير. وأعلنت بعثة الأمم المتحدة في العراق، في بيان تلقت وكالة الصحافة الفرنسية نسخة منه، أنه «قتل ما مجموعه 1273 شخصا على الأقل وأصيب 2010 آخرون في أعمال الإرهاب والعنف التي حدثت في شهر أكتوبر المنصرم». وبحسب أرقام المنظمة الدولية، قتل 856 مدنيا بينهم 139 عنصرا من الشرطة، إضافة إلى 417 عنصرا من الجيش العراقي والمسلحين الموالين له وقوات البيشمركة الكردية. وبحسب الحصيلة، جرح أكثر من ألفي شخص خلال المدة نفسها. وكانت الحصيلة التي تنشرها الأمم المتحدة أشارت إلى مقتل 1119 شخصا في سبتمبر (أيلول) الماضي. في المقابل، أظهرت حصيلة رسمية تعدها وزارات الدفاع والداخلية والصحة في العراق أن 1725 مدنيا وعنصرا من قوات الأمن والجيش قتلوا خلال أكتوبر، بينما جرح أكثر من 2300 آخرين. ورغم الأرقام المنشورة عن الضحايا، يرجح أن أعداد المئات من القتلى لا تزال غير معلنة، كما أن مصير المئات في البلاد يعتبر مجهولا. وتستثني حصيلة الأمم المتحدة محافظة الأنبار في غرب العراق، التي تشهد مواجهات متواصلة بين «داعش» والقوات الحكومية والمسلحين الموالين لها، وحيث حقق التنظيم المتطرف خلال الأسابيع الماضية تقدما إضافيا رغم ضربات التحالف الدولي بقيادة واشنطن. بدوره، قال ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف «أود أن أعبر عن غضبي الشديد إزاء عمليات الخطف والقتل المستمرة التي يرتكبها تنظيم داعش الإرهابي ضد العشرات من جميع الشرائح والأعراق والأديان من العراقيين، والذين عثر على جثثهم في مقابر جماعية». وأضاف «يتعين ضمان تطبيق العدالة والمساءلة ضد المسؤولين عن تنفيذ هذه الإعدامات الجماعية وعمليات القتل والإخفاء والتهجير». وشن التنظيم هجوما واسعا في يونيو (حزيران) الماضي أسفر عن سيطرته على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه، أبرزها الموصل، كبرى مدن الشمال وثاني كبرى مدن البلاد. ورغم استعادة القوات الحكومية بعض المناطق من التنظيم المتطرف، فإنها تواجه صعوبة في استعادة المدن التي سيطر عليها، وأبرزها الموصل وتكريت والفلوجة.