كم طفل سعودي يتعاطى مع (تويتر، فيسبوك، واتس أب، يوتيوب.. إلخ) من وسائل الزمن الحديث؟!. هل يمكن ترك -جيل بأكمله- تتلاطمه (أمواج التقنيات) دون حمايته، وتوعيته، ومنحه (بوصلة آمنة) تساعده في معرفة الاتجاه الصحيح؟! لنسأل أنفسنا بشفافية: ماذا يتصفح أبناؤنا؟! بماذا يغردون؟! من يتبعون في هذه الوسائل؟ هل لديهم -الحصانة اللازمة- لحمايتهم من (المتربصين تقنياً) من أعداء الدين والوطن، والفطرة السليمة والسوية؟!. العصر هو عصر (التقنية)، ولا يمكن فصل المستقبل القريب -على أقل تقدير- عن وسائل التواصل الاجتماعي المتعاقبة والمتطورة بسرعة مذهلة، وما نشاهده من أخطاء، و(جرائم الكترونية) يرتكبها بعضهم، بعدم إدراك خطورة ما يتم نشره، أو إعادة نشره سيتكرر ما لم نتدخل بحزم، لتؤدي مؤسساتنا (التعليمية والرقابية) دورها المنتظر!. ربما نفهم، أن الأخطاء التي تم ارتكابها من البعض، وهي -غير مبررة بالتأكيد- تأتي نتيجة تطورالعصر، وولادة هذه التقنيات في أحضانهم حيث لم يدركوا خطورتها بعد، ولكن كيف نبرر أخطاء (الجيل القادم) إن وقعت؟! مع تطور هذه الوسائل -أكثر فأكثر- وبشكل مخيف؟!. بالتأكيد لا نريد (تكرار الأخطاء)، فما الحل؟!. في تقديري أن وزارة التربية والتعليم (معنية) مع الأسرة، لخلق (جيل سعودي) واع، ومدرك لكيفية التعامل مع هذه الوسائل (بمحتوى سليم)، ليحافظ على مكتسبات الوطن، وينمي المسؤولية الاجتماعية، وفق آدابنا وأخلاقنا الإسلامية والعربية الأصيلة، من خلال إدخال مناهج (وسائل التواصل) ضمن الخطط الدراسية (لحمايتهم)!. نحن لن نخترع العجلة، دول متقدمة كثيرة سبقتنا في هذا الطرح، بل إن هناك دولا عربية، وخليجية، بدأت بالفعل في تطبيق بعض المناهج التي تناقش (المحتوى) في هذه الوسائل، وكيفية التعاطي معها بشكل صحيح، وأخلاقي !. ما أعرفه أننا فقط نعلم (طلابنا) في مدارس التعليم العام،كيفية التعامل مع (الحاسب الآلي) كجهاز، والتعريف ببرامجه، وتطبيقاته، ولكن ماذا عن (المحتوى)؟ ماذا عن (المضمون)؟!. لا يجب أن نخسر المزيد من أبنائنا، لنؤمن أن تعليم الطلاب كيفية التعاطي السليم، والصحيح، والآمن مع (محتوى) وسائل التواصل الاجتماعي -ليس ترفاً- بل حاجة، وحماية؟!. وعلى دروب الخير نلتقي.