بلا (عدالة وتنمية)، بلا (حرية وعدالة)، بلا (نهضة)، لقد اخترعت الجماهير السعودية مقياساً جديداً للوطنية والحرية والولاء والبراء: إنه نادي الهلال (رياضي. ثقافي. اجتماعي)، وعاصمته (عريجاء) الرياض، وله فرعٌ في كل بيتٍ سعودي حرٍّ (لم يخضع للاستعمار)، صافي العقيدة (لم تشبها البدع والخرافات)!! من يحب الهلال فهو وطني أصيل، ولكن كيف نميزه وسط ملايين الأمشاج؟ لا بد أن يتقدم رئيسه بطلب إضافة علامة فارقة على بطاقة الهوية الوطنية؛ كأن تكون النخلة زرقاء، والسيفان فضيَّين لامعين! أو أن يضاف لقب (الهلالي) على اسم كل مواااطٍ حقيقي؛ حتى زميلنا (أحمد الهلالي) لا بد أن يعدل اسمه إلى: (أحمد الهلالي الهلالي مو الهلالي الهلالي)!! أما النساء، والأغلبية الكاسحة منهن يشجعن الأزرق؛ في دليل واضح على أن المرأة السعودية أكثر وطنية من الرجل، فالكاشفة منهن تُعرف من قوس حاجبها، أو من عدستها الزرقاء و... كاشفة؟ آفا.. هذه مخالفة صريحة للدين، لا تليق بجمهور الزعيم.. تَغَطَّي يا مَرَة.. ولكن بعباءة زرقاء وعلى الرأس بعد؛ لتتميزي عن الأقلية المارجة، المارقة عن الدين والوطن!! ولا بد أن يستجيب كوكب الترعية والتبليم أخيراً، للنداءات المتواصلة منذ (60) عاماً، ويغير المناهج والمقررات، بناءً على المقياس الوطني الجديد، فينزع منها العصب الداعشي، ويحل محله العرق السماوي، بدمه الأزرق النبيل!! ولن يفوت وزارة الإسكان قريباً أن تعتمد هذا المقياس؛ لإعادة حفلة التنقيط من جديد، بعد أن تستغرق (7) أشهر في إحصائية دقيقة تحدد بالضبط: كم لدى شركة (الكرهب) من عداد (220)؟ وكم لديها من عداد (110)؟ وتستفتي كبار العلماء في جواز مصادرة الأراضي (البيضاء) من أعداء الوطن!! وحسب قانون الزميل (نيوتن) الشهير: لكل فكرة (متردية)، فكرة (نطيحة) مساوية لها في السفاهة، ومخالفة لها في (الإدِّجاج)؛ فإن مقياس حرية الرأي والمعتقد، عند بعض الجماهير السعودية الأخرى، هو: أن تعلن كراهيتك للهلال، وتصبح عميلاً مجانياً لأي منافسٍ له! وإذن: لم تعد كرة القدم فناً ممتعاً، بل أصبحت حسداً وحقداً، واحتقاناً تتقيؤه الجماهير المكبوتة، في وسائل التفاصل والتسافل (الارتجاعي)! ويا السعودي أحيِّي روحك الحية........ نقلا عن مكة