انتهى "كلاسيكو الكرة السعودية" الأكبر بين الهلال والاتحاد بفوز هلالي عريض وبخماسية أشكال وألوان سجل أربعة منها خلال العشر دقائق الأخيرة محولاً خسارته إلى فوز مستحق واصل من خلاله تربعه على صدارة ترتيب دوري جميل للمحترفين من دون منافس في واحدة من أقوى مباريات الدوري حتى الآن كانت فيها سجالية اللعب واللمحات الفنية حاضرة حتى ما قبل النهاية بعشر دقائق التي انهار فيها الاتحاد وحضرت العشوائية والشرود الذهني لكل اللاعبين ليتمكن خصمه من استغلالها خير استغلال ويحوّل تأخره بهدفين إلى فوز كبير وبخماسية كانت قابلة للزيادة لولا ضيق الوقت. استغرب أن يقع اختيار لجنة الحكام برئاسة عمر المهنا على طاقم تحكيمي محلي من فئة "درجة أولى" لم يكن موازياً لأقوى وأشرس المواجهات السعودية وأكثرها سخونةَ وأوسعها متابعة تجاوزت حدود الوطن العربي ولا مجال فيها لأخطاء مفصلية تؤثر في النتيجة النهائية للمباراة، فلم يكن صالح الهذلول الذي حاول واجتهد كي يُخرج المباراة إلى بر الأمان ويعلن من خلالها ولادته كأحد حكام النخبة من وجهة نظر كثير من المحللين وخبراء التحكيم موفقاً إلى درجة كبيرة في مجمل قراراته التي كان لها تأثير واضح على سير المباراة سواء في تغاضية عن طرد مدافع الهلال الكوري الذي انذره في الشوط الأول بعد منعه لهجمة واعدة لمهاجم الاتحاد مختار فلاته أو قراره باستمرار اللعب قبل الهدف الهلالي الثالث رغم وجود خطأ واضح من المرشدي على معن الخضري، ناهيك عن عدم إنذاره لدخول ناصر الشمراني العنيف على الحارس الاتحادي وهذه القرارات لم تكن سبباً رئيساً في الانهيار الاتحادي غير المبرر ولكن اتخاذها سيعيد حسابات كثيرة لمدربي الفريقين، وهذا لا يلغي التفوق الهلالي المتميز في الجزء الأخير من الشوط الثاني واستغلاله الأمثل للخلل الاتحادي بشكل دقيق وتسجيل أربعة أهداف خلال عشر دقائق كانت كفيلة بعدم النظر إلى تواضع ادائة في بعض فترات المباراة واستحقاقه الاستمرار في صدارة الترتيب بالعلامة الكاملة من النقاط. مدرب فريق الاتحاد بينات شارك الهذلول بقراراته الخاطئة وعدم قراءته الدقيقة لسيناريو المباراة وأثبت عدم قدرته على قراءة تقلبات أيّ مباراة بشكل صحيح واتضح ذلك قبل هذه المباراة في مباراة العروبة، ففي الوقت الذي تقدّم فريقه بهدفين لهدف حتى ما قبل نهاية المباراة بعشر دقائق كان حريا به أن يغلق كل المنافذ إلى مرماه أمام الأمواج الزرقاء العاتية التي تحاول الخروج ولو بالتعادل على اقل تقدير وكان يجب عليه اشراك عبدالمطلب الطريدي واعادة شراحيلي متوسط دفاع ثالث بجانب أسامة المولد وأحمد عسيري وإشراك معن الخضري محورا دفاعيا بجانب سعود كريري وإبقاء فهد المولد وجيبسون للاعتماد على سرعتهما في الكرات المرتدة واستغلال عدم تناغم متوسطي الدفاع الهلالي التي وضحت كثيرا خلال مجريات المباراة ولكن ما حدث انّه حاول توسيع الفارق أمام فريق متمرس وقوي ويملك كل الحلول الهجومية التي تمكنه من اللحاق به وكان مدربه سامي الجابر ذكياً واستطاع استغلال فوضى غير مبررة لم تجد تدخلا مباشراً من غريمه الاسباني وقام بتطويعها لمصلحته بطريقة متقنة ونجح باقتدار.