المرأة والموبايل .. قصة عشق لا تنتهي : بقلم : أ. عبدالرحمن القراش منذ أن تعرفت الأنثى على هذه التقنية وأصبحت تتحكم بها عقدت معها عهدا لا تنقضه ولا تتخلى عنه مهما كلفها الأمر أحبتي : منذ الأزل ونحن نسمع بقصص العشاق فيما بينهم وعن ليالي السمر والالفة التي تحدث وعن الاشتياق والحنين الذي يخلب الألباب وعن العتب والرضا والقرب والبعد الذي ارهقهم ولكن ، لم نسمع بقصة عشق حدثت بين كائن حي وجماد يسمع وينطق كيفما أراد صاحبه ، دون مخالفة لأمره ، أو معارضة لفكره ، أو رافضا لرأيه ، إلا قصة الأنثى والموبايل ، إنها قصة عشق من نوع خاص حيث أصبحت لا تنام إلا وهي محتضنة له ، تنثر عليه احاسيسها وتداعب ازراره بانوثتها وتمسح احزانها بمعانقته ، عشق لا يمنعها منه أحد ولا يرفضه عاقل . بل أصبح الكثير من الأزواج والاقارب والعرسان إذا أرادوا التودد والتقرب منها ، قدموا لها أحدث الأجهزة التي ترضيها عنهم فتحتضنه أمامهم دون خجل فهنيئا مريئا أيها الجوال ، فقد أصبحت ، الأفضل والاقرب لها اكثر من الأزواج والأبناء تجمع لها صديقاتها دون تكليف ، وتقدم لها كل جديد دون عنا وتكسبها المعرفة بضغطة رقم . أحبتي : عاشت المرأة ردهاً من الزمن تقبع في قوقعة الرجل لا تنظر إلا بمنظاره ، ولا تسمع إلا كلامه ، ولا تفهم إلا بطريقة ، حتى حصلت هذه التقنية الرقمية ببرامجها المتعددة ،فأخرجتها من بحر الظلمات ، إلى محيط المعرفة والإدراك دون تدخل من الرجل بشكل أساسي في حياتها . فمن قبل أن تتزوج وهي قد كونت لنفسها عالمها الافتراضي الخاص الذي تقضي معه جل وقتها ، دون حسيب أو رقيب إلا في بعض الحالات من تدخل الوالدين بحرمانها منه ، فتعيش مثل الضائعة التي فقدت نفسها وعندما يعود لها فقدت عادت لها الحياة مرة أخرى وبعد زواجها لا تفتر من معانقة ، إما هربا من واقعها السيئ مع زوجها القاسي الذي لم يستطع أن يحتويها بحبه ، أو راغبة في اكتساب المعرفة ، وكل جديد يساعدها في إدارة شؤون منزلها بأوقات هي تحسبها ، ولكن هناك فئة ، من النساء تنسى أو تتناسى أن لها زوج وأبناء لهم حقوق عليها ، فلا تتعب ولا تمل من المحادثات والمواقع والمتابعات ، حتى أصبحت تعيش منفصلة عنهم بحياتها الخاصة دون مراعاة لأحد أو إدراك لخطورة فعلها ولو خاطبها أحد لاقامت الدنيا ولم تقعدها . أحبتي : كثيرة هي المشاكل الأسرية والاجتماعية التي حدثت بسبب تقنية الجوال وتطبيقاته المتعددة خصوصا في جانب المرأة فكم من أسرة هدمها وكم من أبناء فرقهم وكم من ضغينة نشرها دون وعي أو محاسبه وكانت المرأة تلعب دور البطولة فيها ويعود سبب ذلك ، لعدم إدراك ثقافة ترشيد الاستخدام اليومي له . حيث تعتبر المرأة مدرسة قيمها تنعكس على كافة أفراد الأسرة ، فمهما كان الرجال أشد تعلقا بالموبايل وأكثر متابعة لبرامجه فإن ضرره عليهم لا يحاسبون عليه كما تحاسب المرأة ، فمهما وجدوا للرجل من أخطاء فيه فإنها تغفر له اجتماعياً ولا تغفر للمراة بل تزيد عليها العقوبة وتتضاعف مهما كان صغر ذلك الخطأ . لذلك يجب على المرأة ان تدرك انها الجانب المشرق في الاسرة وأكثرها تعقلا واتزانا فترشيدها لاستخدامه سيكون صورة تنعكس على باقي الأفراد ولا نعفي الرجل من ذلك بل هو معها في كفة واحدة يجب عليه ما يجب عليها . لأن التربية بالمحاكاة والتقليد أكثر من النصح والإرشاد المباشر للأبناء والمساندة الأسرية والمتابعة الفكرية والاحتواء العاطفي تنعكس على واقع الأسرة بشكل أفضل . همسة : اللهم لا تشغلنا إلا بطاعتك وحبك