تمدد منذ زمن، وسعه حلم ولاة الأمر، من مرض داووه، ومن فقر انتشلوه، ومن رافضات عارضات قارضات حاولوا أن يخرجوه، احتملوا مصاريف علاج مرض زوجته المستعصي، وشملوا أبناءه فابتعثوهم للدراسات العليا، فرشوا له الأرض ورودا، وأجروا الخير تحته أنهارا، ونثروا عليه الفضل أزهارا ، وليس لوحدة بل كل من ضمته عمامته فكان كالصحراء القاحلة لا تحفظ ماء ولا تنبت كلأ ولا تقبل نماء، فهتك ستره، وغادر خدره، وفضح عذره، عض يداً امتدت إليه، ونكأ جرح قلب طالما حن عليه، جيش الجيوش، واستدعى الحبوش، وصدح بولاية الملالي، وتراقص لموت أسد السنة الأمير نايف بن عبدا لعزيز يرحمه الله، وجمع السلاح، وضغط الزناد، وتخطى الحواجز، ورفع عقيرته علانية، لم يرع حرمة، أو يرعوي لتوجيه، أو يتأثر بمعروف، لقد كان عليه من الله ما يستحق كالملك في عالم الشطرنج العجيب يراعى ويحمى كما نحن بقية المواطنين في هذه الدولة مع تدليله أكثر طمعا في صلاحه لكنه انسلخ من مواطنته، وفسق من واجباته ليبدو كالكلب يلهث فاغرا فاه، نافثاً أذاه، ناشراً بلاه، يظن أنه يلبس طاقية الإخفاء حتى أخزاه الله فأمكن منه رجال الأمن البواسل الذين أمسكوه متلبساً بجرمه المشهود وتبجحه المعهود، وأجروا عليه حكم الشريعة، وسدوا كل ذريعة، فقال فيه العدل مقولته وأمر بجز رأسه الذي أينع، ونقله في عربة القبور بإذن الله إلى ويل وثبور، فالحمد لله أدام حكمنا بشرعه، وأعزنا بعبد العزيز وأبنائه، ووطد أمننا بأسد السنة وشبله، فدمت يا وطني، وبقيتم يا ولاة الأمر، وكش لنمر الفتنة وإلى ظل ذي ثلاث شعب.