شباب شحذتهم همّتهم بطموح التعلم، والحصول على الشهادة الجامعية، والحصول على مرتبة أعلى أو وظيفة أفضل؛ فشدوا الهمّة، وواصلوا العمل بالدراسة حتى حصلوا على تعليم أعلى بنظام الانتساب؛ إذ لا تسمح ظروفهم بالانتظام. نظام جيد، يمنح من فاته التعليم أن يلحق به.. لكن التوظيف يتعثر بحجة عدم الكفاءة أو نقص الخبرة. الكثير من الخريجين يرغبون في الالتحاق بالعمل التعليمي، لكنهم اصطدموا برفضهم التوظيف من وزارة التربية والتعليم، وهو قرار متوقع لمن يحرص على وصول التعليم الجيد لأبنائنا الطلاب.. لكن بالرجوع لتاريخ التوظيف في الوزارة قبل سنوات نجد أنها وظفت بشكل استثنائي خريجي الانتساب معلمين للمرحلة الابتدائية، ومن ثم تطوّر أداؤهم، وتدربوا على المهارات التي يحتاجون. هؤلاء يمارسون عملهم اليوم في أفضل أداء، ويمكن مقارنتهم بمن ينتظر من خرجي الانتساب؛ إذ يمكن بالتأكيد إتقانهم لمهارات التدريس؛ لأنها مكتسبة، مع تجاوز كثير منهم اختبارات قياس وحصول بعضهم على دبلوم تربوي! والحال ضعف مخرجات خريج الانتظام الذي أصبح معلماً اليوم! ويمكن على الأقل مساواتهم في التوظيف بموظف المساعد الإداري الجامعي، أو توظيفهم إداريين على المرتبة السادسة في الوزارات الأخرى، أو ترقية الموظف العسكري برتبة أعلى.. المهم أن يجني ثمرة تخرجه من دراسته المنتسب لها. أما تهميش الآلاف من خريجي الانتساب فيقتل طموح غيرهم في إكمال دراستهم، وقد يرفع نسبة الأمية التي تقدمت السعودية في محوها بدرجة عالية جداً خلال العشرين السنة الماضية، فنرجع للخلف ووجوهنا للأمام.