بعد سقوط طفل ووالده -رحمهما الله- في إحدى فتحات الصرف الصحي بشارع التحلية في جدة، قام مطورون لتطبيقات الأجهزة الذكية بإتاحة الإبلاغ عن فتحات المجاري لتحذير الناس، وتطبيق «لمى» هو نفس التطبيق الذي يتيح التبليغ عن الآبار المفتوحة. في بعض الطرق بين القرى والمدن يقوم مواطنون بردم الحفر المنتشرة في الطرق بالإسمنت، خوفاً على مرتادي الطريق من الوقوع فيها مما قد يؤدي إلى الوفاة أو الإصابات الجسدية أو تعطل السيارة في أقل الأحوال. عند فقد مواطن يقوم آخرون بجهود تطوعية للبحث عنه، وتشكلت جمعية عون للإنقاذ من هواة للطيران الشراعي، يقومون بالبحث عن المفقودين والتائهين في الصحارى والجبال. هذه الأمثلة وغيرها كثير، تثبت أن المواطن قادر بوعيه على تجاوز سلبيات أداء بعض الأجهزة الحكومية، ومستعد للتطوع، وبذل وقته وجهده وماله لإصلاح الخلل بدلاً من انتظار تدخل الجهات المعنية وإجراءاتها البيروقراطية لتصحيح الأخطاء. المواطن باستطاعته العمل دون أجر مراقباً للخدمات، مكتشفاً للعيوب، لكن هذه الوظيفة المجانية لا فائدة منها إن كانت ستُقابَل بتبلُّد في التجاوب من مقدمي الخدمات، ومسارعة للنفي في بيانات المتحدثين الإعلاميين، وهو قادر على المساهمة في التصحيح بشرط منحه الثقة، والتعاون معه بدلاً من إدارة الظهر لمبادراته، وإحباط حماسه للمشاركة والإصلاح.