بعد أن انتهى مؤتمر إعمار غزة الذي عقد بالقاهرة مؤخرا، والإعلان عن نجاح المؤتمر بحضور حشد كبير من الدول والمنظمات الأممية، والتبرع السخي الذي قدمه المؤتمرون من أجل إعمار ما دمره العدوان الاسرائيلي، استبشر أهل غزة خيرا، وساد شعور عارم بالارتياح ساد الأوساط الفلسطينية الرسمية والشعبية، غير أن هذا الشعور بالفرح والارتياح سرعان ما أخذ بالتبدد، بعد التأخير الذي بدت ملامحه بالابتزاز الاسرائيلي في تأخير دخول مواد البناء، رغم قرب دخول فصل الشتاء، ويأمل أصحاب البيوت المدمرة ألا يطول هذا الحال، والا يستمر هؤلاء بالعيش في العراء، وانهاء حالة التشرد التي تسبب بها العدوان الاسرائيلي. وبحسب المصادر فانه رغم الآلية التي تم الاتفاق عليها بين السلطة الفلسطينية واسرائيل والأمم المتحدة بإدخال مواد البناء تحت المراقبة الدولية، بحجة أن اسرائيل لا تريد أن تصل مواد البناء لحركة حماس لإعادة ترميم وبناء الأنفاق، وفي نفس الوقت تشترط سيطرة حكومة الوفاق الوطني على المعابر في قطاع غزة، وبسط سيطرتها على القطاع الذي تسيطر عليه حماس منذ 8 سنوات. مصادر السلطة الفلسطينية تؤكد ان إعادة اعمار ما دمره الاحتلال، في غزة هي مسؤولية أخلاقية تقع على العالم قبل أي شيء آخر، خاصة في ظل تقاعسه عن ردع دولة الاحتلال، خاصة انها قامت قبل ذلك بعدوانين همجيين قبل حرب الـ50 يوما الأخيرة، الأول في عام 2008/2009، والثاني في 2012، وكانت النتيجة مدمرة وكارثية في كليهما، ولم يقم العالم بعمل أي شيء من اجل منع تكرار الاعتداءات، وفشل تماما في إنهاء الاحتلال أو إعادة إعمار ما تم تدميره.