×
محافظة الباحة

500 مقعد لا تكفي لمعلب قلوة

صورة الخبر

  هو واحد ممن أداروا عمليةَ إنهاء حصار الحرم المكي من جماعة "جهيمان العتيبي" التي اقتحمته بالأسلحة لتعلن ظهور "مهديها" المزعوم عام 1400هـ، وبحكم موقعه في ذلك الوقت، كمساعد لرئيس جهاز الاستخبارات العامة؛ فقد اطلع على العديد من التفاصيل والأحداث التي لم يعرفها آخرون، وهي تفاصيل تكشف أبعاد الواقعة الأخطر في تاريخ الحرم المكي.   فقد ترأس الفريق الركن الدكتور محمد بن عيد العتيبي، القوات الخاصة والقناصة التي واجهت المسلحين داخل الحرم وأجبرتهم على الاستسلام، كما تولى عملية التفاوض مع المقتحمين، وإقناعهم بالاستسلام، وكان هو المسؤول عن الاتصال بين القيادة العسكرية والقيادة السياسية في إدارة تلك الأزمة.   وتنشر "عاجل" في هذا التقرير، حوارًا نادرًا وهامًّا، للفريق محمد العتيبي، عثرت عليه "عاجل" ضمن الذخائر التاريخية الموجودة ضمن "قاعدة معلومات الملك خالد بن عبد العزيز" التي تقوم عليها مؤسسة "الملك خالد الخيرية"، والمختصة بتوثيق فترة حكم الملك خالد رحمه الله، إلا أن "عاجل" لم تتمكن من معرفة الجهة التي أجرت الحوار مع الفريق.   ويكشف "العتيبي" في هذا الحوار، العديد من التفاصيل التي غابت عن كثيرين، ومنها حقيقة اشتراك قوات أجنبية في عملية فض الحصار، وخطة التعامل مع المسلحين، وكيف كانت تسليحاتهم وإمكانياتهم داخل الحرم، والنتائج السياسية والاجتماعية التي ترتبت على الحادث، كما يكشف تفاصيل الحوار الذي دار بين الملك خالد بن عبد العزيز رحمه الله ووالدة المهدي المزعوم.   ووجب التوضيح، أن الحوار نشر في شكل إجابات فقط، لذا قامت "عاجل" بصياغة أسئلة مناسبة (بتصرف) لتوضيح معنى الحوار للقارئ، دون المساس بالنص الأصلي للإجابات، وإلى نص الحوار:   عند وقوع حادثة الحرم في 1400هـ.. ماذا كانت وظيفتك ورتبتك العسكرية؟   * بسم الله الرحمن الرحيم رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي. قال رسول الله – صلى الله عليه وسلَّم – في الخطبة التي ألقاها الرسول عند دخول مكة: إن الله حرَّم مكة يوم خلق السماوات والأرض، فلا يحلُّ لمن يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك دماً فيها، أو يفصد شجرةً، فليبلِّغ الشاهد منكم الغائب. أنا الفريق الركن المتقاعد الدكتور محمد بن عيد العتيبي، كنتُ في ذلك الوقت برتبة عقيد وكنتُ مساعداً لرئيس الاستخبارات العامة الأمير تركي الفيصل، ومسؤولاً عن التخطيط والتدريب في ذلك الوقت، ثم تدرَّجتُ بعد ذلك حتى وصلتُ إلى فريق ركن مسؤول عن العمليات والإشراف على التخطيط والتدريب.   أين كنت وقت وقوع الحادث؟   * في ذلك الوقت أنا كنتُ في رحلة إلى فرنسا للاتفاق على امتداد تدريب للقوات الخاصة عندنا في العمليات الخاصة، وعدت في ليلة الحادث وبقيت في الفندق وصباح ذلك اليوم أُبلغت، فاتجهت إلى مكة وفي الوقت نفسه أبلغت المدرسة في الطائف بأن يتَّجهوا.. يقطعوا دورة التدريب ويتَّجهوا إلى مكة للاشتراك في العمل.   من الجهة التي أبلغتك بوقوع الحادث؟   * بُلِّغتُ رسمياً من فرع الاستخبارات العامة في جدة.   كيف جرت عملية إبلاغ القيادات بالحادث؟   * أُبلغ الأمير نايف من قِبَل الجهات المختصة عنده الساعة السادسة، وتحرك فوراً بعد إبلاغ الأمير سلطان، والملك خالد أُبلغ من الأمير نايف وأُبلغ من إمام الحرم اللي هو الشيخ محمد بن سبيِّل، وتحركوا فوراً وأمروا قوات الأمن الخاصة قيادةً ووحدات من مختلف المناطق بالتحرك وكذلك قوات الأمن الخاصة. واستقروا أول يوم في فندق مكة في أجياد مقابل الحرم.   من هي أول جهة أمنية تحركت للتعامل مع الحادث؟   * الكل فُوجئ، أول مَن تحرَّك هو قوات الأمن الخاصة التابعة لوزارة الداخلية، وفوجَي الحرس الوطني الموجودَين: فوج ابن جريس ونايف أبا العَلاء، اللي تحركوا من الطائف ومن الشرائع، وأيضاً قوات الأمن الخاصة هي أول مَن وصل، وصلت تقريباً حوالي الساعة 6 مساءً.   يجب أن نفرِّق بين قوات الحرس الوطني اللي هيَّ الأفواج (اللي كانوا يُسَمَّون "المجاهدين") والوحدات المنظَّمة. الأفواج أتت فوراً.. يعني بعد الحادثة، أما الوحدات فوصلت بعد يوم تقريباً.   هل تم استدعاء كتيبة الملك عبدالعزيز؟   * ما هي كانت كتيبة الملك عبدالعزيز، كان اللواء العشرين.. لواء الملك عبدالعزيز العشرين، وهذا ما دخل بمدرَّعات، دخل بناقلة جنود (113) هذي اللي جَت معه.. ناقلات جنود وليست مدرَّعات. لم تُستَخدم دبابات.. ناقلات الجنود مهمتها نقل الجنود من مكان إلى مكان حماية لهم، مصفَّحة بس ما هي مدرَّعة، فيه فرق بين المصفَّحة والمدرَّعة، وتسليحها خفيف علشان الحماية عاللي حولها بس، بس دبابات ما فيه دبابات.. ولم تُستخدم مدرَّعات بالنسبة للِّواء العشرين، كل اللي جَت منه كتائب مشاة.   كم كان عدد أول من شارك من القوات؟   * يعني في حدود الألف أول ما وصلوا.. مش الشرطة؛ قوات الأمن الخاصة.   هل تم إيقاف الصلاة فى الحرم؟   * وقّفوها الموجودين.. المخرِّبين اللي موجودين همَّ اللي وقفوها؛ لأنه أُقفلت الأبواب وبقي ناس من المسلمين، احتُجزوا داخل الحرم وأُقفلت الأبواب، فلا يوجد إمكانية للدخول.   كيف كانت ردة فعل الأمير خالد على الحادث؟   * ردَّة فعله أنه كلَّف الأمير نايف والأمير سلطان بالتحرك فوراً. الملك فهد (أو الأمير فهد في ذلك الوقت) لم يكن موجوداً؛ كان في مؤتمر القمة في تونس، والأمير عبدالله لم يكن موجوداً أيضاً، لم يكن موجوداً في ذلك الوقت، وأُبلغ من قِبَل المرحوم عبدالعزيز التويجري.   هل هناك من كان يتعاطف مع جماعة "جهيمان" من الناس؟   * هم الخطأ (بصرف النظر عن اتجاهاتهم هل هي سليمة ولاَّ غير سليمة) أنهم دخلوا الحرم مسلَّحين.. كما ذكرت عن الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم، دخلوا مسلَّحين وهذه أوجدت صدمة عند الناس جميعاً، وحتى مَن كان يتعاطف في السابق مع فئة منهم في آرائه إلا أن الحادث هذا أثَّر على نفسياتهم ولم يُقبَل من أي شخص، الجميع كلٌّ يتمنى أن لم تحدث، وإذا حدثت ألا تحدث في الحرم، هذا اللي كانوا يتمناه كل واحد؛ لأن هذي أثَّرت على نفسيات الناس كثير، حتى القوات فيه كثير منهم يتردد في إنه يقدم على العمل هذا لأنه في الحرم.   هل يمكنك أن تصف لنا بداية مشاركتك في التعامل مع الحادث؟   * أنا مجرد ما سمعنا بالخبر نزلت، أنا وصلت الساعة 4 في يوم الحادث إلى جدة، وحاولت أنام، وبعد ما نمت أيقظوني وذكروا لي، فنزلت وجيت أمام باب السلام، وعندما جيت حاولت أتقدم بالسيارة لأنه ما تشوف أحد.. جميعهم في المنائر ويُطلقون النار من جميع الجهات على أي واحد يدور حول الحرم.. بصرف النظر، فتقدمت بالسيارة مع السائق وأنا بالملابس المدنية، فأُطلق النار عَلَيّ، وأُصيب صدَّام السيارة، قد يكون مقصود صدَّام السيارة علشان أرجع، فعدنا إلى الخلف، وطبعاً اتُّخذت الإجراءات في ذلك الوقت.   كيف جري تحديد وتوزيع المهمات الأساسية للقوات في لتعامل مع الحادث؟   * الملك خالد في ذلك الوقت حُدِّد المهمة الأساسية للقوات.. القيادة السياسية – ممثَّلة في الملك خالد –: تطهير الحرم الشريف من المخرِّبين. هذي كانت المهمة الأساسية.   التوجيهات السياسية الصادرة في ذلك الوقت من القيادة على السلطة اللي هوَّ الملك خالد في ذلك الوقت: سرعة إزالة مظاهر عدم الأمن. النقطة الأخرى: محاولة القبض على المخرِّبين أحياء. المحافظة على سلامة الحرم؛ المحافظة على سلامة القوات. هذا كان التوجيه السياسي الذي وُضع من القيادة ممثَّلة في الملك خالد الله يرحمه.   الأسس التي بُنيت عليها هذه المهمة اللي ذكرها: القيام بحرب عصابات (لأن القوات النظامية في الحالة ذي لو استخدمت قدراتها لدمَّرت الحرم ومَن في الحرم).   - تحديد القوات (اللي هي من الحرس الوطني، من الأمن الداخلي "القوات الخاصة"، من الجيش) علشان يساهموا جميعاً في العملية، وهي ممثِّلة للشعب ككل. - بعدين: توحيد القيادة (ليس للحرس الوطني وليس للجيش وليس لقوى الأمن الداخلي)، فوضع قيادة المعركة تحت إمرة الأمير سلطان في ذلك الوقت. - بعدين: تحديد المسؤولية لكل وحدة من الوحدات هذي. - كسب المعركة في أقصر وقت لإمكانية أداء الصلاة للمصلِّين. - بعدين: المحافظة على أرواح القوات. - بعدين: التخفيف من مظاهر القوة. لأنه جت بعد فترة الحج ولا زالوا بعض الناس موجودين فيه.   القوات اللي اشتركت في ذلك الوقت (هذا من ضمن الخطة حقَّتهم): القوات المسلَّحة، مدرسة الأمن الخاص (هذي تابعة للاستخبارات، وكانت مُنشأة حديثاً)، الحرس الوطني، قوات الأمن الخاصة التابعة لوزارة الداخلية والمدرَّبة تدريباً يشابه لتدريب الجيش.   المعدَّات (طبعاً اللي استُخدمت؛ يعني أنا اتَّضح لي في اللي أسأله): الأسلحة الخفيفة، كمَّامات غاز، قنابل يدوية بأنواعها، الذخيرة للأسلحة الصغيرة بجميع أنواعها.   طبعاً وُضع طريقة استطلاع ومراقَبة لاستطلاع الموقع (لأن ما كان عندهم خبر فيه):   - تخصيص قطاع من الحرم لكل وحدة. - توفير وحدة احتياط عام للقوات. هذي اللي كانت في البداية أُعطيت للقوات.   هل كان لدي الأجهزة الأمنية حصر أو إحصاء دقيق بأعداد مَن كانوا في داخل الحرم؟   * ما أحد يعرف عددهم في البداية؛ لأنه الأبواب كانت مغلقة. قامت القوات الجوية بعملية استطلاع فوق الحرم، كانوا مختبئين في المنارات، وكانوا موجودين في الأروقة تحت.. داخل الأروقة، وفي المسعى تحت، طبعاً لم تستطع أن تكشفهم وتعرف عددهم، كلها تقديرات من الناس الخارجين من الحرم اللي أطلقوا سراحهم زي بعض النساء، زي بعض الأطفال، اللي يخرج كان يُقابَل ويُسأل: كم عددهم؟ فطبعاً معلومات غير دقيقة. بس عُرف فيما بعد عددهم تقريباً والموجودين معهم (المسلمين الأبرياء)، المسلمين الأبرياء كانوا في حدود 300، وهم في حدود 70 (اللي استسلموا.. هذول اللي استسلموا).   هل تم فرض حالة إخلاء وحظر تجوال حول الحرم أثناء الحادث؟   * أما إخلاء فلم يُخلَ أي مكان، إنما هو في حدود 500 متر حول الحرم كان فيه نطاق أمني وسيطرة من الخروج والدخول. لم يُمنَع التجوُّل، لم تُعلَن حالة الطوارئ، لم يُطلَب إخراج أي إنسان من مكانه.   هل تم قطع الكهرباء الحرم عن والمناطق التي دارت فيها الحادث؟   * من اليوم الأول.. قُطع الكهرباء. عارفين وش يسوُّون. المكان اللي حنَّا متأكدين من تواجدهم فيه هي المنائر؛ لأنهم كانوا يطلقون النار منها، أما الأماكن الأخرى فكان الظلام – خاصة في الليل – عطاهم فرصة إنهم يتحركوا داخل الأروقة.. هم يشوفونا وإحنا ما نشوفهم؛ لأنهم بيتحركون في الظلام وحنَّا اللمبات في العمائر اللي حولنا تضيء علينا ويشوفون تحرُّكنا؛ ولذلك هذا وُضع في الاعتبار أثناء وضع الخطة.   ولكن فيه بعض الناس تحمَّسوا ودخلوا وراحوا فيها، راحوا.. بعض الضباط والأفراد.. قُتلوا.   لماذا تم اختيار عمارة الأشراف كمقر لغرفة العمليات ؟   * لأنها تقريباً الظاهر 12 دور، وكانت غرفة العمليات في الدور الأول، وكان باستطاعة إنهم يطلعوا من فوق ويستطلعوا ويشرفوا على الحرم إشراف كامل، وهي منشأة على منطقة مرتفعة جهة المروة.   هل كانت هناك أي خرائط تفصيلية للحرم؟ وما هو دور شركة "بن لادن" في العملية؟   * لم يكن عندنا أي خرائط، فاستعنَّا بــ(ابن لادن) وأخذنا الخرائط منه وصرنا نخطِّط عليها ونتتبَّع في هذي. اللي ما يعرف طبوغرافية الحرم وطبعاً صعب عليه إدراكها. يُعتَبر الحرم طبعاً من أكبر الحصون اللي موجودة، فأصبح شكله كالحصن، هذا من الناحية ذي. بعدين عندك القبو (القبو اللي هوَّ الـ"Basement") يتكون من دورين، فيه 225 غرفة (خلوة)، هذولا كانت عبارة عن غرف يجون الناسك وبعض المشايخ يعتكف فيها، وخاصة في رمضان.   بعدين عندك في الحرم أيضاً المسعى ويتكون أيضاً من دورين. عندك صحن الحرم ويتكون من عدة أدوار اللي هي الأروقة من الداخل. وطبعاً نفس الحرم له 8 مخارج (اللي هوَّ القبو) له 8 مخارج إلى مخرج الحرم، و8 إلى داخل الحرم، هذا إلى جانب درج إلى السطح وله مخرج على كل دور وإلى المنائر في كل دور. السطح يوجد له 7 مخارج أيضاً، تنزل لأسفل. الحرم حوله أرضية مفتوحة؛ ولذلك من السهل اللي موجود على المنائر إنه يلاحظ كل الناس اللي حول. هذه طبوغرافية الحرم أو مساحة الحرم. لم يكن هناك موجود أي خريطة إلا خرائط ابن لادن اللي موجودة.. المقاول، فطُلبت منه وأُخذت منه.   كيف تم الإعداد لخطة تطهير الحرم في ظل احتجاز "جهيمان" لمئات الرهائن؟   * كان فيه عدة خطط للاقتحام. فالخطة الأولى كانت عبارة عن وقتية للاستطلاع وتحديد الأماكن، إنما هو عندما استقر الوضع، وبعدين كانت مبنيَّة على إنه إنزالهم..، كانت التوجيهات الأساسية: الإسراع في تطهير الحرم، وفي الوقت نفسه المحافظة على الأرواح سواء القوات. هذي كانت التوجيهات الأساسية: الإسراع في تطهير الحرم، وفي الوقت نفسه المحافظة على الأرواح سواء القوات. هذي كانت التوجيهات السياسية اللي موجودة.   فمن هذا المنطلق كان الموقف صعب، فكان رأي العسكريين.. هذا رأي القيادة السياسية.. رأي العسكريين إنه يجب الاستطلاع أولاً والتأكُّد من العملية. الاستطلاع هذا يجب أن نحصل على الخرائط، نتحرَّى المعلومات، على ضوء المعلومات هذي نستطيع أن نتَّخذ الإجراءات السليمة اللي تمكِّن من تحقيق رغبة القيادة السياسية في هذا الوضع.   ومن هذا المنطلق صارت تعمل القيادة على إنه تجبرهم على النزول من المنائر، من ثَمّ إلى السطح، والانتقال من السطح والأروقة إلى الأقبية، قفل الأبواب عليهم، استغلال الوقت.. وهنا كانت القيادة السياسية حريصة على إنه يُنجَز بأسرع وقت حسب التوجيهات الأساسية، ولكن هذا إذا منُّه استُخدم التوجيه السياسي لابد من المحافظة على الأرواح، فيجب أن تعمل.. اتخذوا القرار السياسي إذاً العمل العسكري يجب أن يُترَك للعسكريين ليعملوا تحقيق رغبة القيادة السياسية.   فبدأ العملية، طبعاً من البداية في التخطيط عسكرياً للعملية ذي؛ لأنك أنت تتعامل مع حرب عصابات ومع مدن ومع حصن.. الحرم حصين، يعني استخدموا فيه (106)، استخدموا صواريخ الـ(تو) للمنائر علشان يجبروهم على النزول تحت، وفي الوقت نفسه لم تؤثر فيها.   فطبعاً الخطة.. كانت الخطة.. المهمة هي تطهير الحرم بأي شكل. علشان تنفِّذ العملية ذي وضعوا أمر عمليات لكل قوة من القوات، طبعاً عمل عدة مَحَاور اللي أول شي: محور باب السلام (قوة تدخل من باب السلام)، وهذي أُعطيت لوحدات المظلات في المملكة، اللي هي تابعة للقوات المسلَّحة؛ وبعدين عندنا المحور الثاني اللي هو عملوه: محور الصفا، وهذا أُعطي للحرس الوطني بقيادة الرائد سلطان بن خليل (من الحرس الوطني)؛ المحور اللي هي مجموعة التمهيد بالنيران وهذي أُعطيت للقوات المسلَّحة بقيادة أحد المهندسين العقيد (في ذلك الوقت، من القوات المسلحة) محمد حامد بحيري ؛ مجموعة الإضاءة وهذي من القوات المسلَّحة وأُعطيت للمقدم ركن ممدوح خطاب الجوفي ؛ وفيه عندنا مجموعة شفط وتصريف الغازات وهي أُعطيت لسلاح المهندسين التابع للقوات المسلَّحة؛ مجموعة القنَّاصة وهذي أُعطيت للاستخبارات العامة؛ وبعدين أُعطيت الكتائب (من الملك عبدالعزيز : اللواء العشرين الآلي) أُعطيت مهمة أخرى؛ واللواء العاشر والفرقة الأولى من الحرس الوطني أُعطيت لها مهام. إذاً وزِّعت مداخل الحرم بموجب هذه الخطة على جميع الوحدات علشان تدخل. إذاً فيه تمهيد للنيران، فيه خطة لشفط المياه، فيه الغازات اللي استُعملت.. هذي كلها.. وقفل الأبواب عليهم حتى يستنفذوا ما لديهم من مؤن وما لديهم من ذخيرة خفيفة ويضطرون للاستسلام، وهذا ما حصل فعلاً.   هل وضع في الحسبان استخدام الصواريخ ومضادَّات الدروع؟   هذي موجودة.. الـ(تو) موجودة، تُطلَق على المنائر بس تعمل (سِكتِرما) تزلق هنا وتضرب.. ما أعطت مفعول ولا أثَّرت على المنائر، بس أجبرتهم على النزول. وأيضاً البندقية مع الحرس الوطني (106 هذي مضادة للدروع)، أيضاً استُخدمت الـ(تو) وهذا ينطلق بسلك رفيع علشان يتابعونه على المنائر.. فقط على المنائر أُطلقت.   هل صحيح أن المخربين كانوا يتحصنون في القبو بالحرم؟   دخلنا الحرم ما كان فيه أحد، كانوا نازلين في القبو، ودخلنا مع قائد القوات اللي هوَّ اللواء فالح الظاهري، وطفنا في الحرم وسعينا وهم كانوا في القبو، كانوا موجودين في القبو.. تحصَّنوا في القبو، وصار القبو ظلام وهم موجودين فيه، وفيه الـ(Biter) ويتحصَّنون فيها، والأبواب واضحة لهم، الضوء خلفنا وأي واحد يقترب منه يطلقون عليه النار، فهم متحصنين بس طبعاً صحن الحرم فاضي ما فيه أحد.   وكيف كانت طريقة نزولهم إلى القبو؟   * فيه ممرَّات من داخل الحرم للقبو ومن المنائر من السطوح تنزل عالقبو مباشرةً. الدرج ينزل على القبو وفيه له مداخل من خارج الحرم، له مداخل (الحرم) من الخارج.   ماذا عن واقعة حريقة المكتبة؟   * بدأ الحريق في المكتبة، واستمرّ الحريق في المكتبة، الحريق حصل في المكتبة، وبعدين هم كانوا.. كثير منهم كان يلف حاله في السجادة من سجادات الحرم وطبعاً علشان يتخفَّى ويبدأ يطلق النار علشان يتلافى الغاز، وكانوا يستخدمون غُتَر مبلولة ويحطُّونها على خشومهم علشان تلافي الغاز. في القبو، قبل لم يُطلق عليهم غاز.   كيف تم إجبار المخربين على الاستسلام وكم كان عددهم؟   * فُتحت فتحات من صحن الحرم.. من الحرم، وبدت تُنزَّل عليهم قنابل الغاز، وأيضاً تُطلق عليهم قنابل الغاز من المداخل، وأصبحوا في موقف لا يتمكنون منه من الرؤية أو من معرفة إطلاق النار، ونفذ ما لديهم من الذخيرة، ونفذ ما لديهم من الطعام أيضاً، وبذلك استسلموا، بالإضافة إلى قتل بعضهم. أُصيبوا بالإرهاق؛ سواءً النفسي أو الجسماني، هم يجون يطلعون رافعين إيديهم، رافعين إيديهم: خلاص حنَّا مستسلمين، وطلعوا ويمسكونهم.. تاخذهم المباحث والاستخبارات ويودُّونهم يحقِّقوا معهم، استسلم منهم 70، هذولا استسلموا بما في ذلك اللي هو جهيمان، واستُخرجت جثث اللي ماتوا فيه.   ماهي المدة التي تم استغراقها لتنفيذ العملية لاستسلامهم؟   * تقريباً حوالي أربعة عشر يوم من البداية للنهاية ليلة 15 انتهت العملية.   كم عدد من قتلوا من الحرس الوطني وقوات الأمن الخاصة؟   * الحرس الوطني قُتل منه عندما حاول الهجوم.. الدخول على الحرم قُتل منه 11 (أفواج الحرس الوطني)، ومن قوات الأمن الخاصة حوالي 13 نفر في ذلك الوقت. طبعاً الحرس الوطني – كما قلت – خسائره كانت 11، عندك القوات الخاصة التابعة لوزارة الداخلية (اللي هيَّ قوات الأمن الخاصة): 13، القوات المسلَّحة فيها 34 ضابط وفيها 82 إصابة من الإصابات ذول. هذه هي الإحصائية اللي تمَّت في النهاية وتم تقديرها.   كيف حافظت القوات المشاركة في الاقتحام على الأرواح وسط إطلاق النار من الجانيين؟   * كما ذكرت في الخطة كانوا على قفل الأبواب؛ لئلا يذهب أرواح من الجانبين، سواء منهم هم (وكانوا حريصين على إنهم يمسكونهم أحياء للحصول على معلومات أكثر) ولئلا تذهب أرواح أكثر من القوات.   وأيضاً المحافظة على معنويات القوات؛ لأنه من أفراد القوات: أول شي داخلين على حرم وقتال في الحرم يخالف حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. 2- هناك بعض الأقارب من القوات العامل النفسي فيها.. العامل النفسي؛ مما اضطر القيادة إلى أن توجِّه نداءات إلى نفس المخرِّبين إنهم يستسلموا ويطلعوا، وقمت أنا بالعملية ذي وكنا نوجِّه لهم نداءات من مكروفون إنه اخرجوا، وكانوا فيه إمكانية لسلامتهم لو لم يقاوموا بالسلاح، ولكن المقاومة هي اللي اضطرتهم واضطرت القوات إلى أن تردّ عليهم ولكن بحذر، وكانت موجود عند أبواب الأقبية موجود إسعاف وموجود ناس يراقبون خروجهم. هذا من الإجراءات اللي تمَّت.   كيف تم التعامل مع المصابين من المخربين؟   * يمسكونه إذا كان مجروح يأخذه الإسعاف وفيه نقاط إسعاف، فيه حول الحرم خمس نقاط إسعاف.. الإسعاف يأخذه ويودِّيه النقطة، وكان فيه المستشفى الميداني من القوات المسلَّحة في (كُدَيّ) ياخذه ويودِّيه له حسب إصابته.   ماهي المهام التي كانت موكله اليك؟   * أول شي كنت مسؤول عن القوات الخاصة اللي هي مدرسة وأمن القوات الخاصة اللي هيَّ القناصة، بالرغم من أن لها قائد مباشر بس كنت أنا مسؤول عنها لأنها تابعة للجهاز.   أنا كنت مسؤول عما يتعلق بالجانب النفسي للأفراد. توجيه نداءات لهم من خلال المكروفون (مكبِّر الصوت) لمحاولة إقناعهم بالاستسلام والخروج وعدم إطلاق النار على الآخرين لئلا تكون لها ردَّة فعل.   وكنت مسؤول عن الجانب الاستخباري في مركز العمليات أو في قيادة القوات، وكنت مسؤول أيضاً عن أن أكون ضابط اتصال بين القيادة العسكرية والقيادة السياسية في ذلك الوقت. وطبعاً شاركت في العمليات وأُصبت فيها.   اشرح لنا كيف تمت إصابتك خلال العملية؟   * أُصبنا كنا مسؤولين أيضاً.. الأبواب عندما أُغلقت، علشان تدخل القوات لابد من إنك تفتح الأبواب، والأبواب قوية (حديد). زي ما أنت عارف أبواب الحرم، فكان علشان تفتح للقوات.. وكانت نقطة الضعف اللي موجودة واللي نستطيع منها أن نسيطر عليه هو من جهة المروة.. مدخل المروة من جهة عمارة الأشراف، فطبعاً كانت هذي مسؤولية الحرس الوطني اللي يدخل فيها، إنما هو ما كان فيه إمكانية للمتفجرات، فاضطرينا لإرسال ثلاثة ضباط قاموا بتفجير الباب بالمتفجرات، طبعاً سقط الباب إلى داخل الدور الثاني من المسعى، طبعاً عندما دخل لازم عندما سقط الباب لازم تدخل، دخلنا.. حصل فيه شيء ردَّة فعل لأنهم كانوا يطلقون الرصاص من فوق من السطح، كانوا موجودين في السطح ويطلقون الرصاص على الأفراد حول الأبواب، فعندما سقط الباب دخلت أنا (وكنت بثوبي) وما يعرفوني الحرس الوطني إنه هذا فلان الفلاني، فدخلوا بعدي، عندما دخلوا بعدي استمرِّينا نبغى نستمر في المسعى، فبدوؤا يطلقون النار من سطح المسعى علينا على المدخل، وبدؤوا يطلقونها بكثافة، فطبعاً أُصبت أنا في الوقت هذا وهم انسحبوا إلى جنوب المسعى وسحبوني أخويانا وأخذوني.   ما هو مكان إصابتك؟   عندما أُصبت أنا كنت أرتدي.. توِّي جاي من برَّا وكنت أرتدي ملابس مدنية؛ علشان ما يعرفون من أنا، وبعدين أُصبت في رِجلي اليسرى في الطلقة، وظلت الطلقة في الرِّجل لم أشعر فيها إلا عندما امتلأ (البسطار) بالدم.. كنت لابس بسطار (بوط)، فأُغشي عَلَيّ فسحبوني بعض الزملاء معي وأخذوني إلى خارج باب المروة إلى مركز القيادة، وأخذوني بالإسعاف للمستشفى، المستشفى اللي في الحجون، وعالجوني ورجعت، جلست بالتليلة وعملوا تضميد لها وسحبوا الطلقة ورجعت ثاني مرة.   هل جاء أحد من القيادات للحرم بعد الاقتحام؟   * كلهم جاؤوا، جاء الملك خالد وصفُّوا في الحرم واستقبلوه وطاف وسعى في الوقت نفسه بعدما أُخلي نهائياً.   هل تم استشارة جهات أجنبية أو قدمت هذا الجهات أي مساعدات من أي نوع، أم تم الاعتماد على الخبرات الوطنية فقط؟ وما هو دور الضابط الفرنسي (باريل)؟   * لم يحصل استشارة إطلاقاً، قيل الشيء الكثير، قيل إنهم جوا اشتركوا، قيل إنهم استُشيروا، قيل إنهم ساعدوا؛ هذا الكلام ما له أساس من الصحة. أيضاً هناك من الدول العربية المجاورة قيل إنهم جوا اشتركوا وهذا غير صحيح، انطلاقاً من مبدأ إنه: هل فقدنا الثقة في أنفسنا لدرجة إنه نستدعي آخرين؟! لم يشترك أي واحد من الخارج لا بالاستشارة ولا بالعمل الفعلي، وما قيل كلها دعايات ما لها أساس.   هذا ( باريل ) اللي هوَّ حقّ القوات الخاصة هذا كان موجود عندنا من قبل، وبعدين درَّب في المدرسة، وراح لقَطَر وذكر إنه هو كان شارك وهذا كذب ولا له أساس من الصحة. وقيل إنه استُشير ولم يُستشار، أنا مطَّلع على الوضع وأنا المسؤول عن المدرسة وأنا عارف وش اللي عمله الأمير تركي فيما يتعلق بالموضوع ذا، ولم يُستشار إطلاقاً، وما قيل غير صحيح. حتى بعض الدول – مثل ما قلت لك – المجاورة ادَّعوا إنهم شاركوا، بعض الناس عرض علينا.. بعض الدول عرضت علينا إنها تشترك، فكانت القيادة السياسية رافضة الشي هذا تقول إنه حنَّا هذا وضعنا داخلي وإحنا مَن يتصرف فيه.   هل تمت دراسة الحادث بعد نجاح عملية فض الحصار؟   * اللي ترتَّب على هذا الشي إنه شُكِّلت لجنة من المشايخ، من وزارة الدفاع، ومن الاستخبارات، ومن الحرس الوطني، كان يرأس اللجنة ذي الأمير تركي، وطبعاً بتوجيه من الأمير نايف وبموافقة المقام السامي عليها؛ لدراسة الوضع من جميع نواحيه: الاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية، والخلل اللي حصل. اللي حصل إنه تمت دراسة هذي، أنا كنت عضو فيها، والحرس الوطني عضو فيها، ووزارة الدفاع عضو فيها، من الاستخبارات، فرفعت توصياتها بالدراسة ذي إلى المقام السامي في ذلك الوقت.   صدر أمر من المقام السامي بأن تقوم الاستخبارات العامة والمباحث العامة (وزارة الداخلية) ووزارة الدفاع برفع تقرير شهري لتقويم الأوضاع الداخلية والاقتصادية والسياسية والعسكرية، وتوصياتها حول هذا الشي ترفعها إلى القيادة السياسية في ذلك الوقت. فصدرت الأوامر بهذا الشي وبدأ تنفيذ العملية ذي بعدها مباشرةً.   هل كان هناك ارتباط بين الجماعة والإخوان المسلمين؟   * جماعة اللي هم الإخوان على أساس الإخوان المسلمين؛ ارتباطهم بالإخوان المسلمين، هذا المفهوم الأساسي اللي فيه بس.   ما هي جنسيات المخربين وكيف كان تسليحهم؟   * كان مشترك، فيهم كويتيين، وفيهم أفارقة، وفيهم سعوديين أغلبهم من المنطقة الوسطى.   أول حاجة إن الأسلحة عند البادية ذي بنادق طبيعية وليست قنَّاصة، ما هيب قنَّاصة، بنادقهم هي البنادق الطبيعية والمسدَّسات الطبيعية اللي يستعملها حقّ البادية. التدريب: كل واحد من البادية يطلعون في البَرّ ويستخدمون إشارات ويبدؤون يتدربون عليها.. شي طبيعي.. كل تدريبهم بدائي.. وما فيه (Snipers).. ما فيه (Snipers).. لم يثبت.. بس هم.. المهارة.. البادية معروفين بمهارتهم.   إنما هو.. ما فيه أي تأثير خارجي عليهم، هذي مؤكَّد إنه : من برَّا لهم اتصال مع ناس من برَّا يؤثر عليهم ويوجههم أو شي من هذا....!! التدريب كان شي طبيعي يطلعون، بعضهم يتبارون في عملية الإشارات: يحطُّوا حتى سيكارة ويبدؤون يؤشّرون عليها ويضربونها بالبندقية، ما هي شي غريب بالنسبة لهم وجود السلاح معهم ومهارتهم في استخدام السلاح لأنه كل شي طبيعي ما هيب مشكلة.   كيف كانت تأثير العملية على القوات المشاركة في عملية الاقتحام؟   * أثرها ما أعتقد إن ردَّة الفعل كانت على القوات... لأن فيهم الحرم وهذا له قدسيته: القتال في الحرم، فيه بعضهم له أقارب من اللي موجودين واللي قُتلوا واللي.. هم ساهموا في دخول الحرم، فنفسيتهم طبعاً.. وكان يتطلب الشي هذا إنه يُعاد تأهيل الناس نفسياً وروحياً، وتبرير.. لأنه بعضهم قُتل له ابن عم.. قُتل له.. من الجانبين.. من جانب القوات ومن جانب المخرِّبين ذول، إنما هو الشي إنه تحرر الحرم وبدؤوا المصلِّين يجون وانتهى الموضوع ذا، وترتَّب عليها عاد الحراسات الشديدة اللي بدأت بعد هذا الشي على دخول الأشياء عامة؛ التشديد عليه.   هل تم تكريم القوات المشاركة في عملية الاقتحام بعد نجاحها في فك الحصار؟   * الملك خالد جاء بنفسه عند الانتهاء، معه بقية القيادة، وسلَّم عليهم وشكرهم وصدرت إعطاء أقدميات لأفراد القوات كلهم، وتخصيص مخصَّصات للشهداء اللي موجودين من كل الأطراف اللي موجودة.   * قابلت الملك خالد من ضمن الضباط، هم جابونا كل القيادة.. الضباط.. القيادة اللي اشتغلوا في غرفة العمليات (الرُّتَب الكبيرة وقادة الوحدات) وصفُّونا وجاء وسلَّم علينا في الحرم. يتشكَّر على هذا الموضوع و: إن هذا عمل لوجه الله وجزاكم الله خير ووفقكم في المستقبل.   كما أرسلوا خطابات شكر للقادة، خاصة اللي في المراكز القيادية، أرسلوا خطابات شكر: الأمير نايف أرسل خطابات شكر لهم كلهم، والأمير سلطان أرسل، حتى غرفة العمليات كان فيها موجودين بصفة مستمرة حوالي عشرة من الأمراء اللي موجودين فيها.. في غرفة العمليات، أذكر منهم الأمير سعود الفيصل، الأمير نايف (هو اللي مسؤول في الدرجة الأولى)، بندر بن سلطان، سعود بن نايف، محمد بن نايف، فهد بن خالد بن سعو د، فيه فهد بن عبدالله بن عبدالرحمن.. مجموعة كلهم كانوا موجودين فيها.. في غرفة العمليات بصفة مستمرة.   هل تذكر أي مواقف طريفة وقعت وقت الحادث؟   * من القصص الطريفة إنه الملك خالد استدعى والدة محمد عبدالله القحطاني، وعندما استدعاها قال لها: إن ابنك يدَّعي إنه المهدي المنتَظَر. قالت: إذا كان يدَّعي إنه المهدي المنتَظَر وهذا صحيح فلن تستطيعوا القضاء عليه، أما إذا كان إنه كاذب فسيُقتل.. قال: صدقتِ. وهذا اللي حصل.   ما هي نتائج نجاح العملية؟   * زاد التماسُك؛ تماسُك المواطن مع القيادة السياسية، فقدوا مصداقيتهم أمام كثير، بما في ذلك مَن كان يؤيدهم من علماء الدين، هذه الأشياء الثلاثة تحققت: تماسُك المواطن مع القيادة، عدم تعاطُف المواطنين معهم في عملهم، عدم تعاطُف بعض علماء الدِّين المؤيِّدين لهم في السابق؛ لأن البعض منهم أُلقي القبض عليه.. تدخَّل بعض علماء الدِّين عند السلطات فأفرجت عنهم السلطات إكراماً لعلماء الدِّين.