يستطيع أي كائن حي أن يهدم، وقليل أولئك الذين يعرفون البناء.. قد يبدو لآخرين أنهم يحسنون صنعا، وفي الحقيقة أن صنيعهم هو السوء نفسه.. إن تلك الإشعاعات التي تنطلق من عينين تملك صاحبهما الشر لا يمكن إلا أن تعيد الشر مرة أخرى إلى مصدرها، ويظل المرء يندب حظه وفي الحقيقة هو البادئ.. لا يمكن أن تحيل قلبا يملأه الشر إلى خير مهما حاولت.. فالشر قد تملك وران على القلب، وأصبح سعادته في كيفية صنع الأعداء أو الخصوم.. ولا تجيز تلك العبارات التي تنطلق من مفهوم غير معروف إلا أن ترى من خلالها مصلحة ما تحقق ذلك التجاوز في قلب كله شر.. فبقدر تلك المصلحة يجوز لك أن تسمع ما يسر.. ومن خلف القلب الذي لا يسمعه غير صاحبه ترى في عينيه شرا كبيرا.. ربما يريد أن يبطش بك أو ينفيك من أمامه ويظل يهضم تلك الكلمات ويكبتها ليزداد الشر شرا.. مع كل بذرة خير تجد يدا قد اقتلعت تلك البذرة لتطيح بها في الهواء وتردف وراءها ضحكة ترن في أذن صاحبها فتطربه وتحول الوجود من حوله إلى حزن عميق.. كيف العلاج، وكيف الخلاص من تلك الآفة أو الآفات التي تعيش في الوجدان؟.. تجد الجواب أن لا بد لك من التعايش، ولا بد لك من السلام، ولا بد لك من بذر المحبة ربما تأتي يوما بالفرج.. لا تيأس.. وسيأتي ذلك اليوم الذي ينتصر فيه الخير بكل قوة، وتبقى شجرته لتنبت ثمارا تعتز بها حدائق الوجود، وتحيل الظلام إلى نور يملأ الكون، وإلى نغمة تسر لسماعها الآذان. pr@fitaihi.com.sa