في الدبلوماسية: يُطلق لقبُ (عميد السِلْك الدبلوماسي) في أيّ دولة على أقدم سفير أجنبيٍ فيها!. أمّا في البطالة: فأستطيع إطلاق لقب (عميدات سِلْك البطالة) على خرّيجاتنا الجامعيات (القديمات) اللاتي تأهّلْن بجدارة لوظائف في قطاع التعليم، ثمّ لم يُوظّفْن حتى تاريخه!. إنّ عددهنّ غير معروف بدقّة، لكنه كبير، بالآلاف حتماً، وأزمان تخرّجهنّ متفاوتة، لكنها بعيدة، بالسنوات الكثيرات الطويلات، ويُقال أنّ بعضهنّ على قاب قوسين أو أدنى من عُمُر التقاعد الوظيفي المُبكّر، لكن بالطبع بلا وظيفة، ممّا يجعلهنّ حالة فريدة، ليس على مستوى المملكة بل على مستوى العالم!. إنهنّ ضحايا لضعف التنسيق، أو انعدامه إذا أردتم وجه الدقة، بين جهات التعليم، والخدمة المدنية، والمالية، وإلّا كيف يُقبلْنَ كطالبات في الجامعات والكليات المختلفة، وبالتخصصات التي لا وظائف لها إلّا في القطاع التعليمي، وبأعداد مهولة، بينما لا تتوفّر لهنّ وظائف كافية بعد التخرج؟. وحتى بعد ضخّ الآلاف من الوظائف في قطاع التعليم بناء على أوامر ملكية كريمة، حال بينهنّ وبين التوظيف شرط وزارة التربية والتعليم أن يتجاوزن اختبار قياس الذي ليس من الإنصاف تطبيقه عليهنّ كما يُطبّق على الخرّيجات الجديدات، لابتعادهنّ الزمني عن المعلومات الدراسية وتطبيقها، وعدم مساواتهنّ ببعض زميلاتهنّ القديمات اللاتي توظّفْن بلا قيد أو شرط!. هذا باختصار شديد هو وصفي لمأساة هؤلاء المعلمات، أو عميدات سِلْك البطالة، مع ملاحظة أنّ العميدات عادةً ما يُكرّمْن ويُعوّضْن ويُؤتيْن حقوقهنّ، أمّا هنّ فمسكينات، إذ يقبعْن في بيوتهنّ عاطلات عن العمل، عاجزات عن خدمة وطنهنّ الذي تكبّد المليارات على تعليمهنّ، ثمّ لم يستفد منهنّ بسبب تخطيط تعليمي هو أيضاً يستحقّ أن يكون عميداً، لكن لسِلْك التخبط لا التخطيط!. أدركوهنّ يا قوم، فهنّ قوارير بشرية، قد مُلئت لفوهاتها علماً وحكمة، فإذا ما كُسِرَت سيكون علمهنّ وحكمتهنّ هباءً منثورا!. أدركوهنّ يا قوم، فذلك خيرٌ لنا قبل أن يكون خيراً لهنّ!. أدركوهنّ يا قوم، فذلك أحسن مصيراً!. @T_algashgari algashgari@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (47) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain المزيد من الصور :