عجيب أمرنا نحن السعوديين نعشق الإجازات مثل عيوننا.... أنا هنا لا أعمم لكني أصف حالة تكاد تصل إلى درجة الظاهرة .. فأعجب ما مر علي من الفيديوهات المصورة في اليوتيوب منظر مجموعة من الشباب يطاردون سيارة أحد كبار المسؤولين دون ملل يطلبون منه ... "يوم إجازة"؟! لذا لم أتعجب كثيراً لتغريدة نشرها أخيراً (نفر مسكين @nfr_mskeen) على موقع تويتر يقول فيها: "السنة القادمة اليوم الوطني يصادف يوم عيد الأضحى ، وش الدبرة ضاعت علينا يوم إجازة"؟! *** التلمظ على الإجازات يوحي للقارئ المحايد أن الموظف السعودي "دودة" عمل .. لا يكل ولا يمل، ولا يصدق أن يكون هناك يوم إجازة ليأخذ راحة من العمل يقضيها مع زوجته وأبنائه حتى يستعيد نشاطه ليوم عمل جديد يضيف فيه إلى منجزات بلاده بما يساهم به من مجهود كبير من أجل أن يرى بلده في مقدمة الدول في العالم. لكن الحقيقة الصادمة هو أننا نعمل ولا ننتج!! *** وقد رصد الأستاذ منار منير الصغير في مقال في جريدة اليوم (2 ديسمبر،2007) عدداً من الأسباب لقلة إنتاجية الموظف السعودي في قمتها أن ساعات عمل الموظف السعودي طويلة مقارنة بالدول الأخرى المتقدمة. فساعات العمل الأسبوعية في فرنسا تصل بحدها الأقصى الى 35 ساعة، وفي الولايات المتحدة الى 40 ساعة، وفي اليابان الى 44 ساعة، بينما تصل لدينا في السعودية إلى 48 ساعة. إضافة إلى أن عدد أيام الإجازات الاسبوعية والوطنية والمهنية تعد الاقل بواقع 90 يوماً و هي اقل بـ 37 يوماً من الولايات المتحدة و اليابان أقل الدول السابقة في عدد أيام الإجازات. لكن رغم هذا فإنتاجية الموظف السعودي في اليوم لا تتجاوز 45 دقيقة في اليوم. *** وهكذا فإن التركيز على ساعات العمل وحدها دون النظر الى حجم الانتاجية هي في رأيي إحدى المعضلات الرئيسية التي يعاني منها القطاع الحكومي فغالبية الأجهزة الحكومية تعطي قضية (الدوام), أي مواعيد حضور وانصراف الموظفين, جل اهتمامها دون النظر الى حجم الإنتاج ومستواه. لذا اصبحت عملية الحضور في الموعد والانصراف في الموعد, بالنسبة لكثير من الموظفين, هي الضمانة الوحيدة للبقاء في الوظيفة.. دون إنتاج حقيقي ودون إنهاء لمصالح المواطنين. *** النتيجة هي انخفاض مستوى الأداء وتدني إنتاجية الإدارات الحكومية. وهو ما يدعوني أن أقترح أن تعتمد الإدارات والمؤسسات والأجهزة الحكومية نظاماً يقوم على الإنتاجية وليس الدوام ، فيتم تقويم الموظف استناداً الى حجم الإنتاج ومستواه لا على ساعات دوامه ومواعيد قدومه وانصرافه وحدها. فالإنتاجية أهم من الدوام. #نافذة: [[ظن قطاع كبير من الموظفين الحكوميين أن الوظيفة الحكومية تعنى الاختباء داخل سور المبنى لحين وصول موعد الراتب.]] الوطن 18/1/1425 nafezah@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain