حتى الآن ومنذ ستة أشهر وأعضاء من الجمعية العمومية يحاولون عقد جمعية عمومية غير عادية لاتحاد كرة القدم السعودي بعد أن تم رفض عقد جمعيتين عموميتين مستحقتين في مارس وسبتمبر الماضيين بحجة رفض الفيفا لعقد أي جمعية عمومية حتى يتم إصلاح الخلل الذي حذرنا منه في حينه فيما يخص تثبيت ممثلي كيانات الجمعية العمومية. نحن في آواخر أكتوبر 2014م، وقريبا ستبدأ فعاليات دورة الخليج في منتصف شهر نوفمبر تليها بطولة أندية العالم في المغرب في ديسمبر ومعروف أن أحمد عيد رئيس الاتحاد عضو في لجنة مونديال الأندية، وبالتالي سيغيب على الأقل أسبوعين ثم بعدها كأس أمم آسيا في أستراليا معظم شهر يناير 2015م. مشكلة اتحاد القدم رغم طول مدة اجتماعاته التي تبدأ في الغالب الواحدة ظهرا وتنتهي على موعد صلاة العشاء أنه لم يحدد رؤية واضحة لكافة أعماله فهو ضائع تائه بين عدة التزامات وأزمات ومشكلات وصعوبات، ولم يجد من يرسم له خارطة طريق حقيقية سليمة وصحيحة وفقا للوائح كرة القدم في العالم للوصول إلى أهدافه بأسهل وأسرع الطرق. اللجنة المالية في الاتحاد استقال معظم أعضائها وهي لجنة حساسة ومهمة وعليها يرسم الاتحاد استراتيجيته ومستقبله، إلا أن استقالة أعضائها لم تحرك ساكنا وكأن الموضوع لا يعني مجلس الإدارة، وأكدت أن الخلل فعلا كبير ويحتاج إلى إعادة نظر وترتيب من الداخل. الآن أكمل اتحادنا عامين ولا يزال يعيش أوضاعا غير مستقرة وهي نتيجة طبيعية لضعف البنية في اللوائح وهشاشة الممارسة الديمقراطية، خصوصا وأن الاتحاد عاش سنوات تحت مظلة الرئاسة ولا يزال يعاني من هذا الأمر في أدق تفاصيله. المشكلة أن الوقت لا يسمح بالتفكير فالأمور والأحداث متسارعة والأيام تمر وكذلك الأشهر، وقريبا سنجد أن الاتحاد المنتخب قد أكمل المدة النظامية وبدأت رحلة الانتخابات مرة أخرى، وآليات عمل الاتحاد ولوائحه وأخطائه ومخالفاته كما هي لم تتغير. لا يليق باتحاد كرة قدم عمره (58) عاما وحتى اللحظة لم يكمل أبسط أبجديات العمل في الاتحادات الوطنية، وهو النظام الأساسي الذي يمكن إنهاؤه في مدة لا تتجاوز الشهر، وذلك لأن الأمور فيها ضبابية كبيرة لقلة إلمام أغلب أعضاء مجلس الإدارة بأنظمة ولوائح كرة القدم، وأغلبهم يعتقدون أن الأمور ممكن أن تتم بدون تطبيق اللوائح. إذا كان النظام الأساسي استغرق كل هذه المدة ولم يتم إصلاحه، والاتفاق عليه واعتماده فكم من الوقت سنحتاج لتطوير لوائح تفصيلية لكل أعمال الاتحاد من الداخل وكل اللجان والاتفاقيات ليصبح العمل يدار من خلال لائحة واضحة ومكتوبة ومعروفة للجميع ومتاحة للكل لتكون ملاذا آمنا من الفوضى والمخالفات التي تعصف بأعمال الاتحاد صباح مساء. صحيح أن الدوري "ماشي" والأمور الشكلية في الاتحاد "ماشية" أيضا، والمباريات تقام في وقتها والمنتخب تعادل مع الأوروجواي ودورة الخليج على الأبواب وبعدها أمم آسيا، ولكن الأمر لا يسير في الطريق الصحيح، وبالتالي فإن السقوط وارد ويجب أن نتلافاه ونحذر منه، ونضع الحلول كما حدث في مقالات سابقة كثيرة.. اللهم قد بلغت.