×
محافظة المنطقة الشرقية

«القرية» و «الإشعاع» نصيب الشرقية من إنشاء 17 نادياً

صورة الخبر

مشعل السديري سواء أردنا أم لم نرد، سواء أغمضنا أعيننا، أم صممنا آذاننا، أم طمسنا عقولنا، فالحقيقة المؤلمة الصاعقة تؤكد، أنه من بعد وفاة رسولنا الكريم بعقدين أو يكاد، والمسلمون في كل تاريخهم من ذلك الوقت حتى يومنا الحاضر وهم يتقاتلون بين بعضهم البعض، وكل من يقرأ التاريخ بتجرد سوف يذهل من شلالات الدماء، ومن التفنن بالقتل ــ أين منه (السادية) ــ التي تتواضع كثيرا عند عبقرياتهم التي أبدعوها، وأي إبداع (!!). فما من صفحة أفتحها حتى تكاد أن تفقأ عيني، وما من سنة، وما من شهـر، بل وما من يوم مر على هذه الأمة إلا وقطفت فيها الرؤوس والمهج مثلما تقطف الزهور ــ وهذا التشبيه الفادح هو (المضحك الباكي) ــ . ألا تلاحظون مثلما ألاحظ أنا، أن كل من يتقاتلون اليوم من المسلمين في مختلف الجبهات، ويقذفون بعضهم بعضا بكل وسائل القتل والدمار، كل فصيل وكل واحد منهم يقول: الله أكبر؟!، القاتل يقول: الله أكبر، والمقتول الذي كان قاتلا يقول: الله أكبر. الفصائل الفلسطينية التي قتلت من أبنائها أكثر مما قتلت من الإسرائليين تتحارب قائلة: الله أكبر، وحماس ترمي (بأعدائها) من فتح من على أسطح العمائر قائلة: الله أكبر. والجيش السوري يرمي بالبراميل المتفجرة على الجيش الحر وعلى شعبه قائلا: الله أكبر، وبالمقابل الجيش الحر يرد عليه بمدافع البازوكا قائلا: الله أكبر. والشاب الأهبل الساذج يفجر نفسه بالسيارة المفخخة ليقتل العشرات من الرجال والنساء والأطفال بدون أن يرف له رمش قائلا: الله أكبر. القاعدة تقول: الله أكبر، وداعش كذلك، والنصرة، وحزب الله، وشباب الصومال، وطالبان، والحوثيون، وحتى (بوكو هرام) ــ أو حرام ــ كلهم، كلهم وعن بكرة أبيهم يرددون: الله أكبر، الله أكبر. فأي امتهان لإسم الله أكثر من هذا؟!، هل هو الجنون الجماعي ونحن لا ندري؟!، هل تريدون الصراحة أم بنت عمها؟!، إذا أردتم الصراحة فإنني أقولها بضمير مرتاح: إن الإنسانية المتحضرة قد ابتليت بهذه النماذج المشوهة وهي التي مرغت سمعة المسلمين بالوحل، والإسلام منها بـراء. صدق (محمد عبده) ــ الشيخ لا المطرب ــ عندما عاد من فرنسا وقال بما معناه: وجدت هناك مسلمين بلا إسلام، وهنا إسلام بلا مسلمين. هل هناك رادع أكثر من هذا الحديث الشريف الصحيح: إذا تقابل المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول بالنار؟!، أعتقد ليس هناك أكثر من ذلك، ولكن (لا حياة ولا حياء لمن تنادي). فماذا نقول نحن اليوم عن هؤلاء (القتلة) المجرمين، الذين يزعمون أن قتلاهم كلهم (شهداء)!!، والحمد لله أنني لازلت غير شهيد.