عبدالعزيز السويد تصعد إيران من لهجتها العدائية ضد باكستان، قبل أيام هدد مسؤول عسكري إيراني بالتدخل وتجاوز الحدود الباكستانية لملاحقة معارضين لطهران، تطور الأمر خلال أيام، بالأمس بثت وكالات الأنباء خبراً عن قصف متبادل بين البلدين بالهاونات، باكستان الآن تقف على حدود ملتهبة مع الهند وأفغانستان وإيران. خلال العقد الماضي اجتهدت السياسة الأميركية في تخريب باكستان وابتزازها سياسياً، حليف الأمس في الحرب على الإرهاب أصبح لا هو بالصديق ولا العدو، وكل ما قدمته باكستان للسياسة الأميركية في أفغانستان ذهب مع الريح ليتحول لاحقاً إلى مشكلة داخلية، هي هنا نموذج يمكن أخذ العبرة منه لنتائج التماشي مع السياسات الأميركية، الحصاد قلاقل وحروب وعدم استقرار. علاقات العرب ودول الخليج العربية تحديداً مع باكستان علاقات قوية قديمة، صداقة ومصالح مشتركة، ومن مصلحة العرب ودول الخليج العربي استقرار باكستان وقوتها، ولأن لهذه الدول أيضاً علاقات جيدة مع الهند ينتظر منها أن تقوم بجهد مضاعف لمساعدة باكستان سياسياً، الدعوة هنا لأن تقوم دول مجلس التعاون خاصة السعودية والإمارات بالوساطة بين باكستان والهند لتخفيف التوتر على الحدود بين البلدين، وفتح آفاق المفاوضات حول قضية كشمير وغيرها، الحاجة لا تنحصر فقط في أن باكستان والهند دولتان صديقتان، بل أيضاً في أن كشمير قضية المسلمين، الرياض وأبوظبي على علاقة جيدة بالطرفين، ومن المهم الحضور حضوراً فاعلاً للسياسة الخليجية في هذا الظرف الصعب.