×
محافظة المنطقة الشرقية

تطبيق فكرة المواقف الذكية في مدينة الدمام

صورة الخبر

قال الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين والوكيل المساعد للأمين العام للأمم المتحدة سابقا جان ايغلاند: إنه لابد من إغلاق دائرة الحرب بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وخاصة على قطاع غزة، كفى دمارا كفى قتلا للمواطنين الفلسطينيين، مؤكداً اهمية رفع الحصار عن قطاع غزة؛ كي يعيش المواطن الفلسطيني في غزة كباقي شعوب الأرض. وقال ايغلاند في لقاء خاص بـ (اليوم): يجب أن نغلق تلك الدائرة المجنونة، وهذا يعني يجب أن نجد الحلول السياسية و نهاية لهذا الإغلاق الانساني والاقتصادي على الحدود، ونظام امن يمكن ان يوفر الامن لغزة واسرائيل أيضا، لذا لدي سؤال كبير في ذهني، اذا استطعنا نقل الملايين من البشر عبر مطار هيثرو- في لندن - بشكل آمن فما الذي يمنع ان يتم نقل الناس وتبادلهم بشكل آمن في قطاع غزة. وأضاف إن الارهاب الان مشكلة عالمية، فهو يحدث في اوسلو تماما كما يحصل في غزة، اعتقد ان عصر الاغلاقات وبناء الاسوار والجدران كما هو الحال في الضفة الغربية يعود الى العصور الوسطى، استطيع ان اتفهم بناء الصينيين لجدار ضد الحروب المغولية ولكننا اليوم في عام ٢٠١٤ ويجب ألا يسمح للاسرائيليين باقامة مثل هذا الجدار. واضاف ايغلاند: "لقد زرت غزة بانتظام منذ ٢٥ عاما حتى اليوم، وفي كل مرة اقول ان الوضع لا يمكن ان يسوء أكثر من ذلك، ولكن في كل مرة ارى الوضع قد ساء اكثر واكثر، ولقد شعرت الان بذلك الاحباط واليأس الكبير لان دمار الحرب الاخيرة كان بالفعل كان شيئا صادما، عاصرنا ثلاثة حروب في السنوات الست الاخيرة ويبدو ان الوضع يسوء اكثر في كل مرة، هذه المرة اصبح هناك ١٢٠ الف مواطن غزي بلا مأوى، وبالتالي فإنني اشعر الآن وبقوة اننا لا نستطيع اعادة بناء غزة في كل مرة كل ثلاث سنوات. وشدد ايغلاند الذي اختتم زيارة للاراضي الفلسطينية المحتلة بعد مؤتمر المانحين في القاهرة على انه رغم ان المانحين العرب والاجانب كانوا كرماء في هذا المؤتمر، مع ذلك ومرة اخرى الأمور ليست واضحة تماما، فما يحصل في سوريا والعراق، وهناك حوالي ١٥٠ مليون لاجئ مهجر في العالم، وبالتالي حملة تضامن إنسانية غير مهزوزة وثابتة مع الفلسطينيين ومنظمة مجلس اللاجئين النرويجية ومنظمات أخرى على أهبة الاستعداد لتعمل مع ومن خلال الفلسطينيين حتى إزالة كل الانقاض وانهاء المهمة. وقال: "الحقيقة انه حتى الان هناك 200 شاحنة فقط تدخل الى غزة محملة بمواد البناء في اليوم الواحد، ولكننا نحتاج الى 2000 شاحنة يوميا، لذا فما يتوفر الآن اقل من عشر الحاجة القائمة، وبذلك بدل ان ننهي المهمة خلال خمس سنوات هذا سيستغرق ٢٥-٥٠ عاما، لذا فان اغلاق الحدود يجب ان ينتهي فورا. خمسة أضعاف سكان ايسلندا وأضاف ان غزة كبلد يضم مليونا و٨٠٠ ألف شخص فهي تمثل دولة كاملة، فهي تضم خمسة اضعاف عدد السكان في ايسلندا ولا نستطيع اغلاق ايسلندا لمدة خمسة أيام كما فعلت إسرائيل في (عيد العرش)، وهذا دليل على ان الوضع لم يتحسن ولم يتغير. ومضى ايغلاند يقول التقيت خلال زيارتي لقطاع غزة بزملائي الفلسطينيين والدوليين العاملين في مجال الاغاثة على الارض وبعض منظمات حقوق الانسان الفلسطينية، والأهم من ذلك أنني التقيت بمن تأثروا بالحرب على ارض الواقع ومن جرت ضدهم الانتهاكات وهدمت بيوتهم وتجولت معهم، رأيت اليأس في عيون الناس في غزة وهم يشعرون بمرارة شديدة ويخشون من فصل شتاء بارد وماطر، ولن يكون لديهم مكان لايوائهم. مؤتمر الإعمار وحول تقييمه لمؤتمر إعادة الإعمار في القاهرة، قال: لقد استطاع المؤتمر تحقيق هدف واحد من اصل هدفين، فقد جمع الاموال، وانا اؤمن ان قطر ستفي بمبلغ مليار دولار التي وعدت بها، وكانت حصيلة الاموال التي تم تجميعها ما يقارب ٥.٥ مليار دولار، وبعض هذه الاموال كان قد جرى التعهد بها في سنوات ماضية وحوالي نصف هذا المبلغ ٢.٧ مليار من أجل إعادة البناء ومساعدة غزة الآن. و"لقد استطاع المؤتمر جمع هذا المبلغ الكبير ولكنه لم يحقق اي اختراق سياسي، اسرائيل لم تكن مدعوة ولم تكن هناك، كثير من المانحين قالوا ما يجب ان يقال، ولكن اخشى ألا يغير ذلك وضع الاحتلال القائم على الارض وعدم تحقيق العدل، وايضا لن يغير مسألة انعدام الامن لكلا الجانبين، اسرائيل تعتقد ان قطاع غزة يجري فيه التخطيط لبناء وتصنيع صواريخ جديدة، لذا يجب ان ينتهي ذلك وهذه الفكر التي طرحتها بشأن مطار هيثرو، ودعونا نتعامل مع الوضع على انه تحد أمني جديد وعدم معالجته بحل يعود الى العصور الوسطى. المشكلة ..ايجاد حل وتابع يقول : "التقديرات لاعادة اعمار غزة هي ٤ مليارات، وللعلم فالفلسطينيون يحصلون على اموال اكثر من مناطق اخرى تتعرض للحروب مثل سوريا ومقارنة بملايين الناس المحتاجين للمساعدة فاذا نظرنا للصومال او مناطق اخرى في افريقيا لا يوجد هناك اموال أصلا لإعادة إعمار الدمار. ولفت إلى ان المشكلة ليست المال، المشكلة هي ايجاد حل، انا كنت من الذين نظموا اتفاقية اوسلو لذا فانا اعرف هذا المكان جيدا، ولست معجبا بالافكار التي يطرحها سواء الفلسطينيين او الاسرائيليين او الدوليين لحل الصراع القائم، وكلنا يدور حول نفسه، او كاسطوانه مشروخة تكرر نفسها، دعونا نتعامل مع قطاع غزة وكأنه مطار هيثرو، المشاكل الامنية يمكن ان تحل هذه الايام، وهناك دائما حلول سياسية جديدة للمشاكل الحقيقية الجادة. وعن موضع الخلل بعد ٢٠ عاما من المفاوضات في اوسلو بلا حل قال ايغلاند: انا مفطور القلب اننا لم نستطع التقدم الى الامام بعد التوصل الى اتفاق اوسلو، اعتقد اننا حققنا بعض الامور، فلأول مرة جلس الطرفان وجرى بينهما حديث بدل اطلاق النار على بعضهم البعض، ثانيا كان من الجيد مناقشة كل القضايا وكان هناك اعتراف متبادل، اتذكر عندما بدأنا كان كل من يتحدث مع منظمة التحرير الفلسطينية يذهب الى السجن. وأوضح أن اتفاقية اوسلو لم تكن صفقة سلام بل كانت برنامجا لكيفية التعامل مع قضايا الصراع وكيفية الوصول الى سلام في النهاية، ولكن ما جرى بعد ذلك ان اعداء السلام اصبحوا اقوى من انصار السلام في فترة الخمس سنوات، فرابين قتل على يد جماعته من اليمين الإسرائيلي و بدأ الفلسطينييون يفجرون الحافلات في تل ابيب، كنا اقلية ممن يؤمنون باوسلو، وانا ألقي اللوم على الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني وعلى الدوليين ايضا. ورغم ذلك انا لا أساوي بين الطرفين ولكن ما اقوله ان من الصعب جدا المضي قدما في عملية السلام في الوقت الذي يجري فيه تفجير حافلات في تل ابيب، لذا فقدنا ثلاث سنوات من عام ١٩٩٤ حتى عام ١٩٩٦، ولكنني اتذكر رحلتي على غزة في تلك السنوات الثلاث وكانت هناك عمليات بناء كبيرة ولم تكن هناك بطالة كما كان هناك العديد من المستثمرين الفلسطينيين من الشتات يستثمرون اموالهم فيها، وكان هناك عشرات الاف من الفلسطينيين كانوا يعملون في المناطق الصناعية، وكان هناك نوع من التفاؤل اما اليوم انا لا ارى الا التشاؤم في وجوههم.