ماجد محمد الوبيران نقل إليَّ بعض الآباء، وسمعت عن بعض الأمهات ممن تكلموا عن شكوى أطفالهم من إقبال الوالدين المبالغ فيه على التقنية بهواتفهما، ووسائطهما، وانشغالهمم بها عنهم!! ولا يقلل أحد من أهمية التقنية في حياتنا، وضرورة الاطلاع على كل ما هو مهم من حولك، والأطفال من أولويات الاهتمامات !! وهنا أيها الوالد بعض الهمسات أحسبها علامات هدى، ومصابيح دجى في طريق التربية الطويل !! - من الخطأ أن يظن والدان أن دورهما ينتهي بتوفير المأكل والملبس، واصطحاب الأطفال في زيارات الوالدين للأقارب والأصدقاء، أو تسوقهم!! - ومن الخطأ أيضاً أن يستهين والدان بأطفالهما حين يتجاهلان شعورهم، وحاجاتهم، ومواهبهم، وأعينهم!! - الحذر الحذر من الإعراض إن جاءك طفلك؛ ليحضنك .. تتعلل بالضيق، والتعب، والشغل، فطفلك لا يعرف كل هذا، لكنه يعرف أنه ما أقبل عليك إلا لأنه يحبك!! - بادر لاحتضانهم، وأشعرهم بأنك تحبهم .. عبّر بالقول، وعبّر بالفعل، فإن احتياجهم للحب في طفولتهم لا يقل أهمية عن احتياجهم للغذاء والهواء. - أعلن عن حُبك لهم، واعتزازك بهم أمام الآخرين .. لا توبخهم، ولا تقرعهم، بل ادعُ لهم؛ فإن حلمك عن جهلهم سبب في شعورهم بالطمأنينة وهم معك!! - لا تتحرج من تعبيرك عن حُبك لزوجتك أمام أطفالك، فهذا يُشعرهم بمدى تقديرك لها، ويزيد من قدركما لديهم!! - أعطِ البنت اهتماماً أكثر من الولد، فهي بطبعها تحب الاهتمام والسؤال الدائم، بعكس الولد الذي قد يؤثر الاهتمام الزائد به بكمال شخصيته!! - من الخطأ أن تنسف الأم بحنانها، وعطفها جهود الأب في الحزم والتربية، ومن القصور أن يبدد الأب بتدليله، أو تفريطه أعمال الأم في التربية والتوجيه. - اجعلهم يعشقون كل جميل .. ربِّ أذواقهم، وأعلِ من أحاسيسهم .. وظِّف كل موقف جميل؛ لإعلاء ذائقتهم، وإحياء إنسانيتهم !! - علِّم أطفالك احترام الكبير، والرحمة بالصغير في أي موقف إنساني خاص، أو عام، فهم بحاجة في هذا الوقت تحديداً إلى مثل هذا الخُلق الكريم. - درِّب أطفالك على آداب الحوار .. علمهم : (استمع، لا تقاطع، لو اخترت كلمة كذا لكان أجمل)، فعقولهم تعي ما تسمع، وتدرك ما يُطلب!! - اجلس إليهم، واستمع لهم، واعرف كيف يفكرون؟ وماذا يحبون؟ وماذا يكرهون؟ - لا تذكر أحداً أمامهم بسوء .. اجعل خلافاتك، ومشكلاتك الشخصية في منأى عنهم!! - لا تتضايق من كثرة أسئلة أطفالك .. أجب عن أسئلتهم، ووسع مداركهم، ولا تنسَ الأسلوب الحكيم في اختيار إجاباتك!! - شارك أطفالك ألعابهم، ولا تفرض عليهم اختياراتك .. أشعرهم بقيمة اللعبة، اقتصد فيها، ولا تُكثر منها؛ فتفقد قيمتها!! - الحذر الحذر من ممارسة أي عادة سيئة أمامهم .. اجعلهم يرونك دائماً في مرأى طيب، فإن الأطفال لا يسمعون الكلام، بل يراقبون الأفعال، وإن فعلًا طيباً واحداً كفيل بتحقيق ما تعجز عن تحقيقه كثير من الدروس والنصائح!! - ليست تلبية الرغبات دائماً هي الحل الأنجع، وليس الحرمان دائماً هو الأنفع .. فأنت الحكم في ذلك، كن وسطاً، فهناك محطات يجب ألا تتأخر عنها، وهناك مواقف يجب ألا تتنازل فيها!! ليست هذه السطور مثالية زائدة، بل هي علامات في الطريق الصحيح، قد لا تُدرك كلها، ولكن لا تَترك جُلها .. ابدأ مخلصاً نيتك، وستجد العون والسداد.