** في الآونة الأخيرة هناك قلة بشكل ملحوظ في البيانات الصحفية لـ»نزاهة» حول اكتشافاتها وجولاتها، وكنا سابقاً نسمع ونقرأ عن جولاتهم الرقابية على بعض المراكز والجهات، التي غالباً تكون خارج المدن الكبيرة. ولا اعتراض على ذلك؛ فقد تكون وجدت في تلك المراكز والقرى الصغيرة مخالفات كبيرة لم تجدها في المدن الرئيسية التي تعج بالمشاريع المتعثرة، التي قد يكون من المزعج فتح ملفاتها، وخصوصاً أننا - ولله الحمد - منذ إنشاء الهيئة لم يعثر على أي حالة فساد كبيرة، بعكس تشاؤمنا سابقاً؛ إذ يعتقد كثير منا أن البلد مليء بالفساد. ** ومنذ افتقادنا البيانات الصحفية ظهرت علينا الهيئة بخبر مفرح حول حرصها على تطعيم منسوبيها ضد الإنفلونزا لتجنب غيابهم عن العمل في حال إصابتهم، وهذا - بحق - إنجاز كبير؛ يستحق أن تبادر الهيئة بإعداد خبر ونشره. ومن وجهة نظري، أرى أن هذا الخبر أهم من بيان يتحدث عن تأخر المشاريع في طريق سعد بن عبدالرحمن الأول بالرياض، أو طريق الملك عبدالله، أو مشروع وادي السلي الذي لا يُعرف بدايته من نهايته، ولوحاته تحمل ملايين الريالات، وغيرها من المشاريع المتناثرة في أرجاء البلاد؛ فهذه المشاريع أصبحت عصية على العلاج؛ وبالتالي تركها أفضل من الصداع الذي قد تسببه، وخصوصاً أن الصداع ليس له «حقنة كما للإنفلونزا»؛ فتطعيم الموظف ضد الإنفلونزا يعني المحافظة عليه وعلى ساعات عمله التي يقضيها بمكتبه، وليس بالضرورة نعرف نحن المواطنين ما هي إنجازات هذا الموظف، فيكفينا رسائل sms التي تذكرنا دائماً بأن هناك هيئة تذكير بحرمة الفساد، فهذه أيضاً إنجاز مهم يضاف لإنجاز حقنة الإنفلونزا. أدام الله الصحة والعافية والطمأنينة على موظفي الهيئة، كبيرهم وصغيرهم.