وصف وزير الاقتصاد والتخطيط الدكتور محمد بن سليمان الجاسر الاحتفاء بذكرى اليوم الوطني بأنه فرصة للتأمل والتفكر وأخذ العبر من تلك المحطات الاستثنائية في تاريخنا المجيد وتذكر الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- الذي استطاع ببصيرة القائد وشجاعة الفارس أن يجمع الأمة في كيان واحد متماسك ومتآلف ينعم بالعيش في أمن واستقرار وسلام ،مؤكدًا إنها ذكرى المواقف والدروس والعطاء التي تحكي قصة ماضٍ أصيل وبناء حاضر زاهر وتستشرف آفاق مستقبل مشرق وواعد. وقال في كلمته بمناسبة اليوم الوطني الثالث والثمانين للمملكة: يمثل الاحتفاء بذكرى اليوم الوطني مناسبة عظيمة وفرصة لنتأمل ونتفكر ونأخذ العبر من تلك المحطات الاستثنائية في تاريخنا المجيد، حيث نتذكر الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- الذي استطاع ببصيرة القائد وشجاعة الفارس أن يجمع هذه الأمة في كيان واحد متماسك ومتآلف ينعم بالعيش في أمن واستقرار وسلام.. إنها ذكرى المواقف والدروس والعطاء، التي تحكي قصة ماضٍ أصيل وبناء حاضر زاهر، وتستشرف آفاق مستقبل مشرق وواعد. ويأتي الاحتفاء باليوم الوطني هذا العام والمملكة تواصل تحقيق نقلات نوعية في مسيرتها التنموية ظلت تتجسد في مظاهر مرموقة من الازدهار الاقتصادي والرفاه الاجتماعي والتقدم العمراني في كافة أرجاء الوطن وينعم بثماره كل أبنائه منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدارحمن آل سعود رحمه الله وقد شهدت المملكة ما بين العام المنصرم والعام الحالي تطورات حضارية وتنموية بارزة ارتبطت بالمبادرات والخطوات التي ظل يتبناها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- من أجل تعميق سياسات الإصلاح والتحديث والتطوير الاقتصادي والإداري في إطار رؤيته الاستراتيجية النافذة والبعيدة المدى. لقد شهدت المملكة منذ العام 1426ه (2005م) وهو العام الذي تولى فيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- الحكم قفزات تنموية على كافة الأصعدة، حيث صدر العديد من القرارات التنظيمية، وتم اعتماد المزيد من المشروعات التنموية، وتوسعت قاعدة المشاركة الشعبية في صنع القرار بإجراء انتخابات المجالس البلدية، وتعددت منابر الحوار الفكري والثقافي وتعاظم دور المرأة السعودية في الإسهام التنموي وتقلدت العمل القيادي في أكثر من موقع، وتوج ذلك بالقرار التاريخي لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- بإقرار حق المرأة في عضوية مجلس الشورى في دورته الحالية 1434 ه (2013م) والترشح لعضوية المجالس البلدية للعام 1436 ه (2015م) وهو ما يمثل مرحلة جديدة وفاصلة في مسيرة المرأة السعودية على طريق تعظيم دورها في مستقبل وطنها وتنميته. إن المشروعات العملاقة التي يتم الإعلان عنها تباعاً والتي تغطي كافة أرجاء الوطن تقف دليلاً ساطعاً على خطوات المملكة الثابتة نحو استكمال انطلاقتها على طريق التقدم والازدهار وبلوغ أعلى مراقي النهضة الحضارية التي يطمح إليها قادة الوطن وأبناؤه. وتمثل هذه المشاريع العملاقة معالم بارزة على طريق التنمية المستدامة والمتوازنة والتنويع الاقتصادي الشامل الذي سيفضي - بإذن الله - لبلوغ المستوى المنشود لحياة أكثر تقدماً ورفاهية للمواطن الذي هو محور التنمية وهدفها. كما يأتي الاحتفاء بذكرى اليوم الوطني ومكانة المملكة عربياً وإسلامياً وعالمياً تزداد رفعه ورسوخاً من خلال الإنجازات المرموقة والتحولات الكبرى التي ظلت تحققها في مختلف المجالات السياسية والإقتصادية والصحية والصناعية والزراعية والتعليمية والاجتماعية، ففي المجال الاقتصادي حققت المملكة وعبر خطط التنمية المتعاقبة منجزات مشهودة وهي تولي اليوم اهتماماً خاصاً بتسريع خطى التحول نحو "الاقتصاد المعرفي" الذي تعد فيه المعرفة المحدد الرئيس للإنتاجية والنمو الاقتصادي. ولقد كان محصلة تراكم المنجزات التنموية خلال السنوات الماضية أن تبوأ اقتصاد المملكة مكانة مرموقة إقليمياً وعالمياً حيث أصبح أكبر الاقتصادات العربية حجماً، فضلاً عن كونه أكثرها حيوية باحتضانه لأكبر قاعدة صناعية، وأضخم قطاع تجاري، وأوسع سوق مالية على مستوى المنطقة. وعلى الصعيد العالمي يصنف الاقتصاد السعودي ضمن أكبر عشرين اقتصاداً عالمياً من حيث الحجم والإمكانات، وهو ما أهل المملكة للانضمام إلى مجموعة العشرين الكبار، فضلاً عن عضويتها في الكثير من المحافل الدولية الأخرى. كما احتلت المملكة وعلى مدى الأعوام الأخيرة مواقع متقدمة في تقارير الاستثمار والتنافسية العالمية التي تؤكد جميعها قوة ومتانة الاقتصاد السعودي. وفي هذه المناسبة الغالية لا بد أن نشير إلى المشاريع التطويرية العملاقة التي يشهدها الحرمان الشريفان، وهو ما يؤكد من جديد على النهج الذي قامت عليه المملكة منذ تأسيسها وحتى يومنا هذا، ووضعها خدمة الحرمين الشريفين في مقدمة أولوياتها.