×
محافظة المنطقة الشرقية

"أمانة الشرقية": حريصون على تنمية القطيف

صورة الخبر

لم يعد مرض هشاشة العظام غريباً على قرائنا الأعزاء، فأعراض هذا المرض وكيفية الوقاية منه قد عرفها الكثير من الناس، وحديثنا اليوم عن أحد أهم آفات التعامل مع هذا القاتل الصامت، ألا وهي آفة عدم الالتزام بالعلاج، وهي آفة قد تكلف المريض انتكاساً في صحته وتكلف الجهاز الطبي خسارة بشرية ومادية كبيرة. يشترك مرض هشاشة العظام مع غيره من الأمراض المزمنة كارتفاع ضغط الدم والسكري في مشكلة الالتزام بالأدوية المصروفة، لكن تبقى لهشاشة العظام في هذا الجانب حالة خاصة قد تجعله أكثر عرضة لسوء استخدام الدواء. فهشاشة العظام يكاد يكون مرضاً خالياً من الأعراض، لا يشعر المريض بوجوده إلا عند حدوث كسر في عظامه، إذاً فالمريض غير الملتزم بالعلاج لن يجد فارقاً ملموساً في جسده كالذي يجده مريض السكري مثلاً عند عدم الالتزام بالأدوية من زيادة في التبول أو ضعف البصر، أو ما يجده مريض ارتفاع ضغط الدم من قراءات عالية لضغط الدم عند غياب العلاج. أضف إلى ذلك بعض الاعتقادات الخاطئة عن هشاشة العظام عند مرضانا، التي قد تؤدي إلى اهمال كبير أو ترك كامل للعلاج، فقد يخلط المريض بين هشاشة العظام وبين آلام الاحتكاك في المفاصل على سبيل المثال، فتجده قد أوقف علاج الهشاشة متعللاً بعدم تحسن آلام المفاصل، وغير ذلك من الأمور المغلوطة. ومما يزيد من احتمالية عدم التزام المريض بعلاج الهشاشة هو خصوصية الأدوية المتوفرة لهذا المرض، فأخذ علاج الهشاشة قد يتطلب طقوساً خاصة تختلف عن غيره من الأمراض التي قد لا يحتاج المريض فيها إلى عمل شيء سوى بلع جرعة الدواء مع قليل من الماء! إن طريقة تناول علاج الهشاشة الأكثر فاعلية وشيوعا بين المرضى (الندرونك اسيد أو ما يعرف ب"فوساماكس"تتطلب من المريض تناول الحبة قبل الإفطار، مع الكثير من الماء ولا شيء غير الماء، والتزام وضعية الوقوف لما لا يقل عن نصف ساعة بعد أخذ العلاج، وإذا عرفنا أن معظم مرضى الهشاشة هم من كبار السن، فمن السهل تخيل مدى صعوبة التزام المريض بهذه الخطوات جميعاً في كل مرة. فما الحل إذاً؟ التعامل مع هذه المشكلة هو مسؤولية مشتركة بين المريض وطبيبه، فلكل منهما دور، فعلى الطبيب أن يشرح أعراض المرض ومضاعفات عدم الانتظام بالعلاج وكيفية تناوله بصورة صحيحة، وأن يتأكد أن المريض قد فهم أبعاد هذا المرض وفهم العلاج، فهذا حق المريض. يلي ذلك المتابعة المستمرة مع الطبيب، فهذا من شأنه أن يعزز مفهوم العلاج عند المريض ويجيب على تساؤلاته ويعينه على الاستمرار بتناول الأدوية بانتظام، كذلك فإن اختيار العلاج المناسب لكل مريض هو أمر مهم، فقد بينت الدراسات، ومنها دراسة اجريت في عيادة هشاشة العظام في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض، أن الالتزام بالعلاج يتحسن مع العلاجات التي تؤخذ أسبوعياً مقارنة بالعلاج اليومي مثلاً، فالتغلب على مشاكل الالتزام بعلاج هشاشة العظام عملية تحتاج لتعاون المريض والطبيب وتحتاج لوعي المرضى ومعرفتهم وتحتاج للمجتمع ومؤسساته لنشر هذا الوعي وهذه المعرفة. * قسم طب العائلة