حين قرأت خبر اختيار المملكة ضيف شرف في معرض القاهرة الدولي للكتاب في يناير القادم تذكرت مقالة الشاعر محمد الفوز التي تحدث فيها -قبل عام- عن بؤس جناح المملكة في ذات المعرض، وكيف كان شبيهاً بالمقبرة الخالية من رائحة الريحان. الآن ستحضر المملكة ليس بجناح واحد لا يتجاوز الأمتار المعدودة، بل بمساحة قدّرت بين 3000 إلى 4000 متر ليتسنّى لها بكل أريحية عرض منجزها الثقافي والاجتماعي والفلكلوري لزوار المعرض المقدّر عددهم بالملايين من العرب والمصريين والأجانب. وهذا لَعمري هو الاختبار الصعب، فجناح المملكة في معرض الرياض نفسه تجده وحيداً مثل يتيم يحتاج لمن يأخذ بيده، فكيف سيكون خارج بيته؟! سنوياً تحضر في معارضنا الخارجية بعض الكتب ذات التوجه الديني المتطرف، الأمر الذي قد لا يتناسب مع سياسة المملكة التي تخطو من خلالها خطوات عالمية ومحلية كبيرة في الحرب على الإرهاب والتطرف الداعشي والإخونجي. بعض تلك الكتب -مع الأسف- كان شاغلها الكبير تكفير وتسقيط وتجريم بعض الطوائف والمذاهب الإسلامية، هذا بالإضافة إلى عشرات من كتب الفكر الإخواني المصرية التي تمّت إعادة طباعتها بشكل فاخر داخل المملكة في السنوات القليلة الماضية قبل الكشف عن وجهها القبيح. من الطبيعي أن تغيب كتب الإخوان عن طاولات أجنحتنا هذه السنة، ولكن الأهم هو غياب الكتب الداعشية التي كانت ولا تزال سبباً في تفريخ عقلية الإخوان الجهادية التكفيرية؟! هذا الهاجس يجب أن يكون على طاولة الوزارة، وعلى طاولة ملحقنا الثقافي الدكتور خالد الوهيبي في القاهرة. حيث نأمل أن يكون دوره ثقافياً وليس تنفيذياً فقط. فالفعل الثقافي يقتضي تقديم أنفسنا على أساس التنوّع والانفتاح على العالم. هذا إن أردنا أن نكون ضيوفاً مستحقين للضيافة وفق معايير ثقافية لا سياسية.