يترقب أهالي الباحة، باهتمام بالغ، البت في واحدة من القضايا الشائكة في المنطقة، والمتمثلة في تحديد موقع المدينة الرياضية التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين مؤخرا، بعد الاختلاف الكبير فيما بينهم حول الجزء الأكثر ملاءمة لها والأجدى نفعا لسكان المنطقة إجمالا. وفيما دخلت الأمور حيزا معقدا؛ نتيجة تشبث كل طرف بمبرراته التي ساقها طمعا في الانتصار لرأيه، لا يظهر أن الشركة المنفذة للمشروع التي زارت المنطقة منذ أسابيع لهذا الشان قد حسمت أمرها واتخذت القرار، بسبب جملة من التحديات التي ستواجهها، والتي ربما تقوده لموقع محايد عن الموقعين المقترحين. وتستأثر العقيق بموقعها الاستراتيجي في المنطقة، وتوفر شبكة طرق منظمة لقربها من مطار الباحة والمدينة الجامعية وملعب مدينة الملك سعود الرياضية، تسهل ــ بحسب رأي المناصرين لهذا الموقع ــ وصول الوفود ولاعبي الأندية إلى المدينة، فضلا عن قرب الفنادق منها، إلى جانب الطبيعة الجيدة، بما فيها المساحات الواسعة من الأراضي. فيما تقفز الأطاولة إلى الواجهة، بصفتها واحدا من مراكز الثقل المهمة في المنطقة، لكونها المنفذ البري من جهة الشمال، يرى المناصرون لهذا الرأي أن وجود بعض المشاريع التنموية المنتظرة قريبا، وبينها ما ذكر عن الخط السريع الذي يتوقع أن يربط محافظة القرى بالمطار، فضلا عن أن تدشين المدينة في هذا الموقع سيسهم في تنمية هذا الجزء من المنطقة ويعزز فرص الجذب للمشاريع والاستثمارات تباعا. وتشير توقعات مراقبين إلى أن العقيق قد تكون الأوفر حظا نتيجة الفوارق في البنية التحتية والمساحات الشاسعة المنبسطة، والتي ستشكل للمهندسين معيارا أساسيا في تحديد المكان. وفيما تولي إمارة المنطقة هذا الملف عناية خاصة يتوقع أن تصل مع خبراء الشركة المنفذة إلى حل مرض ومقنع يحقق المصلحة من تدشين المدينة في غضون أيام ــ بحسب مصادر «عكاظ» ــ التي تتوقع أن تفند أسباب اختيار الموقع بالتفصيل، وهو ما يطالب به سكان الباحة.