قبل عدة أيام، تابعت تغطية صحفية لمحاكمة القاضي المسحور الذي ادعى أن جنيا بداخله هو الذي دفعه لارتكاب واحدة من أشهر قضايا الفساد قبل عدة سنوات، وقد استغربت من طول مدة المحاكمة في هذه القضية التي فجرها الزميل خالد الجابري قبل عدة سنوات، والتي لم يبق كاتب صحفي لم يكتب، قبل أن تكون موضوعا لحلقة في مسلسل طاش الذي توقف منذ أربع سنوات وأصبح من التراث التلفزيوني، واعتزل الجني العمل مع القضاة وبدأ بكتابة مذكراته، دون أن تنتهي جلسات المحاكمة!. وقبل ثلاثة أيام، كشفت جريدة الحياة عن فضيحة لقاض آخر ضبط متلبسا وهو يستلم رشوة دسمة من أجل نقض حكم صدر بحق أحد المتهمين، فلم يستطع هذا القاضي الفاسد أن يتذرع بحجة الجني أثناء التحقيق معه؛ لأن هذا الجني المتخصص في القضاة اعتزل ــ كما أسلفنا؛ لذلك ابتكر عذرا جميلا، وهو أنه (لم يأخذ كفايته من النوم) حين جاء إليه المتهم لتسليمه الرشوة!، وبما أننا نلف وندور في ميدان البحث عن العدالة، فإن العدالة تقتضي أن نشهد بأن القاضي الأول (أبو جني) بذل مجهودا في البحث عن عذر أكثر من القاضي (المتثائب)، ولإغلاق هذا الباب الجديد أتمنى أن يتضمن مشروع تطوير القضاء أسرة مريحة للقضاة الفاسدين وأغطية دافئة.. وتصبحون على خير في منتصف النهار. ** لم يعجبني أبدا ما قاله الكابتن فهد الهريفي في برنامج تلفزيوني خليجي حول تمنيه فوز فريق سيدني الأسترالي على الهلال في النهائي الآسيوي، حتى لو كانت هذه مشاعره الحقيقية فعلا، ففوز الهلال فوز لنا جميعا، وهو لاعب دولي سابق له مكانته ومن واجبه عدم تشجيع الأطروحات المتعصبة التي دمرت كرة القدم في بلادنا، ولكن ما هون علينا خطأه هو تأكيد الكابتن فيصل أبو اثنين ــ وهو لاعب دولي سابق أيضا ــ بأن كل من يتمنى هزيمة الهلال جاهل بدينه وحقوق وطنه!.. هكذا أقحم أبو اثنين الدين والوطن في مباراة كرة القدم نصرة لفريقه في لحظة تعصب (تشبيحية).. حقا (ما أردى من المربوط إلا المنفلت). ** إذا كانت موضة تحدي دلو الثلج التي قام بها بعض نجوم الفن في العالم العربي تقليدا لحملة مماثلة في الغرب قد أزعجتكم، فإنني أبشركم بأن تلك الحملة الجليدية الغربية التي انتشرت للتذكير بأحد الأمراض قد انتهت، ولكن جاءت حملة أخرى للتذكير بمرض آخر وعنوان هذه الحملة الجديدة: (نداء الاستيقاظ من النوم)، وتتلخص في أن يقوم النجم أو النجمة بتصوير نفسه بعد استيقاظه من النوم مباشرة، طبعا نجماتنا سيظهرن في هذه الصور وهن بكامل مكياجهن!.. وهذا تزوير محمود؛ لأنهن لو أظهرن صورهن الحقيقية بعد استيقاظهن من النوم مباشرة، فإن الجماهير سوف تصاب بأمراض عصبية لا تنفع معها كل الحملات اللاحقة!. نقلا عن عكاظ