لغة الأرقام عند المُنجزين لها دلالة تختلف عن دلالتها عند الباكين على الأطلال والمتباكين على الماضي التليد الذين لا يرتهنون إليه إلا لاجترار قصص وأساطير لم يبق إلا رُسومها في مُخيلتهم الواهنة ، دون أخذه مُحفزاً للانطلاق للمعالي والإضافة التراكمية للمنجزات على أرض الواقع ، وتسجيل مواقف جديدة تؤسس لمستقبل يتشح بالتفاؤل ويعكس أن ثمة أملاً يتحقق ، ورؤية تُزيل معوقات النجاح . ( 83 ) عاماً من العطاء ، و ( 83 ) عاماً من الإنجاز ، و ( 83 ) عاماً من الحِراك المُتعطِّش لإحداث ثورة مُخطط لها في مساقات التنمية المُختلفة جعلت من هذا الرقم علامة بارزة في تاريخنا الحديث ، ورسمت ابتسامة على مُحيِّا كل مواطن حُق له أن يفتخر بوطنه ، ويُفاخر بمُنجزاته ، ويتغنى بأحلى الألحان في يومه المجيد – احتفاءً – بأن ما تحقق لا يعدو كونه إلا عِقداً يتلألأ في منظومة تتطلب الفرحة بها بذل المزيد من الجهد للحفاظ على رونقها وصقلها بمزيد من البذل وكثير من الاهتمام. نحتفل يوم غدٍ بيومنا الوطني ( 83 ) ونحن نعيش واحدة من ملاحم الوحدة المُتفرِّدة ، والألفة المُجتمعية الوارفة ، والتنمية الشاملة المُستدامة ، وكل هذا لم يتحقق من فراغ ، بل هو نتاج أجيال متتابعة قدّمت عُصارة جهدها الفكري والجسدي لتُسقي به تراب وطنها الغالي ، مترفعة عن مصالحها الذاتية مقابل مصالح مُجتمعها العامة ، ولولا ارتفاع وتيرة هذا الإحساس لدى الفكر الجمعي بأكمله لما تحقق ما نحن فيه الآن من سكينة في الحياة ، ورغد في العيش ، وراحة في البال . إن ( 83 ) نحتفل بها في يوم واحد لا تعكس بحسب مُتغيِّر الزمن مقدار ما تحمله الأنفس من حب جارف للوطن ، ولا تضحية مُقدَّمة له على الذات ، ولكنه – مجازياً – يُعبِّرُ عن سقفٍ عالٍ من الإحساس المُفرَط بالمواطنة في أعلى درجات جذوتها ؛ كخيارٍ استراتيجي يحفظ للوطن كينونته ، وللإنسان قيمته في علاقة يُوقدها الإيثار من الطرفين شوقاً ، ويئدها في مهدها الانصهار حتى الثمالة وفاءً ؛ لتُكرِّس في المرجعية المُجتمعية أنهما وجهان لعملة واحدة . لقد تشكَّل بعد ( 83 ) وطني الذي أعطاني حق الخلود ، وأهداني تباشير الحياة ، فحريٌ بي أن أكتب له – في يوم عيده – بماء الذهب الوجداني أرق المُفردات ، وأُشكِّل له أعذب العبارات بمداد الألماس إقراراً مني بأنه في سويداء القلب يتربع مُنفرداً لا ينازعه في مكانه أحد ، ولا يدخل في سباق مفاضلته شريك . إن ( 83 ) عاماً مضت لهي جديرة بالاحترام بأن نقف عندها لنتذاكر ما كان عليه أسلافنا من شظف في العيش ، وتشتت في التعايش ، وما نحن فيه الآن من حياة هانئة يتخللها حتماً – هنَّات – لكنها لا تؤثر على استقرار عام أو تُخِّل من مسيرة وطن ، بل تُعزز فينا الهِّمة ، وتُوقظ في نفوسنا الرغبة الجامحة بأن من أخطائنا نتعلَّم ، ومن أجل وطننا نتحمَّل ، ولأجل مُقدراتنا التنموية المُتحققة في جبين الزمن نُعطي بدون كلل ، فالكل مُطالب بأن يعطي وكما يُعطي فعليه أن يُحافظ ؛ لأن المُحصلة النهائية لأي جهد يُبذل فإنه ضمان لرفاهية أجيالنا القادمة ، وتوفير سُبل العيش الكريم لهم . خالص التهاني بـ ( 83 ) عاماً خلت لقيادتنا السياسية ، ولشعبنا السعودي الأبِّي ، ولقرائي الكرام الذين أبوح لهم في كل أسبوع بما يجول في خاطري وأتمنى أن يتقبلوه بقبول حَسن . Zaer21@gmail.com Zaer21@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (33) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain