×
محافظة الرياض

بحضور المحافظ وعدد من المسئولين ومشاركة الأهالي فعاليات متنوعة و«3» آلاف هدية في احتفالات عفيف باليوم الوطني

صورة الخبر

شهدت وتشهد مدارسنا بين آونة وأخرى ضروبًا شتى من العنف غير المبرر على الإطلاق، هكذا عنف يراوح ما بين العنف المعنوي (اللفظي) من قبيل الألفاظ الجارحة والسخرية والاستهزاء إلى العنف الحسي (المادي) الذي هو الآخر يراوح ما بين الضرب إلى الإيذاء البدني الذي ربما يصل في بعض الأحيان إلى الإعاقة والقتل، إما باستخدام الأسلحة البيضاء التي عادة ما يُسهل إخفاؤها في الملابس وتمريرها إلى المحاضن التربوية (المدارس)، وحتى الأسلحة النارية التي عادة يشيع اقتناؤها وحملها في الهجر والقرى والمناطق التي توصف بالنائية!. وما انفكت إدارات المدارس تقف مكتوفة اليدين لا حول لها ولا قوة تجاه "ظاهرة" العنف والتنمر المتنامية في جل مدارسنا رغم ما تتوافر عليه من أنظمة ولوائح للضبط السلوكي إلا أنها تفتقر للفاعلية وتفتقد الهيبة خاصة تجاه العنف الساخر.. الذي تابعنا بكل أسف وأسى آخر نماذجه بمقتل المربي شهيد الميدان التربوي المعلم المرحوم (محمد بن بكر برناوي) الذي استشهد على يد أحد طلبته وهو يُمارس دوره التربوي في كف الأذى عن عامل مغلوب على أمره في مدرسة عثوات المتوسطة والثانوية بني مالك التابعة لإدارة التعليم بمحافظة صبيا (منطقة جازان) في يوم الاثنين (8/11/1434هـ). إن ما تعرض له المرحوم (محمد بن بكر برناوي) علاوة على أنه عنف سافر إلا أنه يُصنف في الأدبيات، على أنه سلوك إجرامي وصورة من صور العدوان، يتعين على من يقترفه أن ينال جزاءه!. وزارة التربية والتعليم وتفاعلها مع الحادث المؤسف محل تقدير تمظهر في اهتمام سمو وزير التربية والتعليم بالأمر وتوجيهه بتكوين فريق لدراسة حادثة الاعتداء على الأستاذ البرناوي وذلك ببحث حيثيات الواقعة، ودوافعها وسبل الوقاية من مثل تكرار هذه الحادثة مستقبلا ينبئ بأن الوزارة تضع قدمها بل وتخطو خطوتها الأولى على طريق لا يخلو من وعورة في التعاطي مع ظاهرة العنف، وهي ظاهرة مركبة لها جوانب متعددة منها الاقتصادي والاجتماعي والنفسي، فلعل الفريق المكلف بدراسة حادثة القتل هذه أن يوسع نطاق مهمته وذلك بدراسة مظاهر ظاهرة العنف على مستوى المملكة بالتعاون مع الجامعات وإلى ان تنجز الدراسة نتمنى على وزارة التربية أن تعجل في تطبيق إستراتيجية "الأمن والسلامة المدرسية" وهو من المفاهيم الحديثة نسبيًا "يهتم بالمحافظة على أمن وسلامة منسوبي المدارس من طلاب ومعلمين وإداريين وزوار" لكي تصبح مدارسنا آمنة!. ولتكن البداية غير المكلفة بالطبع هي التعاقد مع شركات أمنية تتولى أعمال الحراسة والأمن والسلامة فمستقبل هذا الوطن يُصنع في المدارس أليس كذلك؟!. * إلى سمو وزير التربية والتعليم مع التحية: كما يعلم سموكم أن الشهيد (محمد بكر برناوي) تم الاعتداء عليه وهو على رأس العمل في داخل المدرسة إلا أنه لفظ أنفاسه خارج المدرسة إما في الطريق/ إلى أو في المستشفى مما يعني أن ورثته -زوجته وأبناءه أكبرهم (16) عامًا وأصغرهم (8) أعوام- سوف لن ينالوا كامل مرتب والدهم "شهيد الميدان التربوي" لا لشيء وإنما لأن واقعة الوفاة حصلت خارج مسرح الجريمة وحسابات نظام الخدمة المدنية للأسف تعتمد على مكان واقعة الوفاة، لا مكان واقعة الاعتداء الدامي. أقارب المتوفى يتمنون على سموكم توجيه من يلزم بمعالجة هذه المفارقة النظامية!. خالد بن الوليد لم يمت في ميدان المعركة وإنما مات على فراشه وشهيد الميدان التربوي لم يمت في فناء المدرسة بل على سرير المستشفى مفارقة فارقة!. يا حبذا معاملته كشهيد -يرحمه الله-. * ضوء: "الإخوة والأصدقاء هم أولئك الذين يقفون أمامك حين تبكي ليحجبوا عن البشر رؤيتك منكسرًا". As-dirbas@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (34) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain