لا يوجد أكثر إسرافاً من مضاربي الأسهم والعملات ومدمني القمار! وبينهم جميعاً روابط مشتركة! هي الإدمان والإسراف والقلق! وشعارهم جميعاً (الخطر مهنتي.. النقود لعبتي!)، وحين تصبح النقود لعبة فقد دخل صاحبها زمرة (السفهاء) الذين لا يجوز أن يعطوا الأموال! وصف بعض المفسرين القدماء كلمة (السفهاء) الواردة في القرآن الكريم (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياماً..) الآية 5 من سورة النساء، بأنهم (الأطفال والنساء)! ربما لأن الآية الكريمة وردت في سورة النساء! وفي هذا التفسير نظر! فكثير من النساء أعقل من أعقل الرجال! وخاصة بعد أن أصبحت المرأة عاملة! وعرفت أن المال لا يأتي بالساهل! والسفه صفة لاضطراب الرأي والسلوك والأخلاق! وينطبق هذا تمام الانطباق على مدمني القمار ومضاربي العملات من الأفراد! فالخطر هنا ماحق والسفه بلا حدود! ويليهم من يسلم محفظته لفرد يديرها على هواه بلا ترخيص! فقد يضحي به كالشاة! وقد يوقعه في مخالفات جسيمة تجعله يتردد على الهيئة! وبصفة عامة فإن المضاربين -فوق أنهم أسرفوا على أنفسهم وعرضوا عقولهم للزعزعة وأسرهم للضياع خاصة من يتبع (توصيات) كل ناعق!- فوق هذا فإن المضاربين مسرفون في صرف المال إلى حد التبذير في الغالب العام!! لأن المضارب إن ربح مبلغاً كبيراً طار عقله وصرف ببذخ! وإن خسر مبلغاً كبيراً قال في سره: لماذا أبخل على نفسي وأسرتي وربعي وأنا خسران كذا وكذا في غمضة عين! طبعاً ليس كل المضاربين ولكن أكثرهم، وإن كثيراً منهم مآله للإفلاس التام! أعني مضاربي الخشاش!.