×
محافظة المنطقة الشرقية

وزير التربية يشيد بدور التدريب التقني ويزور الأسر المنتجة والمعسكر الكشفي

صورة الخبر

أريدُ هذه المرة أن أريح النفس وأريح القارئ بالابتعاد عن هموم الشأن العام، وأتحدث عن مسائل لغوية، وقد يرد فيها الحديث عن الخمر التي أمرنا الله باجتنابها، ولكن الهدف ليس الحديث عنها، وإنما الحديث عن اللغة، وعمرو بن كلثوم يقول: ألا هبّي بصحنك فاصبحينا ….. ولا تبقي خمور الأندرينا مشعشة كأن الحصّ فيها … . إذا ما الماء خالطها سخينا ترى اللحز الشحيح إذا أمرّت …. عليه لمالِه فيها مهينا وقد اختلفت مع أحد الأكاديميين اللغويين في معنى كلمة سخينا، فقال إنها ساخنة، فقلت له إن المقصود : سخونا، والسياق يحدد المعنى، والبيت الثالث يقول أنّ الشحيح إذا أمرت عليه يهين ماله ويسخو، والعرب تقلب الواو ياء وبالعكس كما في هذا البيت، ولا أعرف أنّ الخمر تخلط بالماء الساخن، وإذا كان عمرو بن كلثوم يخلطها بالماء، فإنّ حسان بن ثابت لا يفعل ذلك بل يقول أن الماء يقتلها: إنّ التي ناولتني فرددتها … . قتلت قتلت فهاتها لم تقتل كلتاهما حلب العصير فعاطني …. بزجاجة أرخاهما للمفصل وفي هذين البيتين طرفة لغوية : فكيف تحدث في البيت الأول عن مفردة « قتلت » وتحدث في البيت الثاني عن اثنتين : « كلتاهما » والمقصود أنها قتلت بالماء لأنّ حلب العصير هو الماء، وفي القرآن الكريم : « وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا » والمعصرات هي السحب، على أنّ الأخطل يفضلها مخلوطة بالماء حيث يقول: وإني وإياها إذا ما لقيتها ...لكالماء من صوب السحابة والخمر ولاحظ أنه يتحدث أيضا عن السحابة أو المعصرة، ولا يتسع المجال هنا لمسائل أخرى، ونعوذ بالله من الخمر..