الهوان والدونية لا موطن لها ولا جنسية، ومن يهن يسهل الهوان عليه، تماما كما هم أولئك المارقون من نفق الوطنية المصطنعة والمطاطة، والذين لفظهم التاريخ من أوسع أبوابه، واستحقرهم كل أبناء هذا الوطن وشرفائه. يأبون إلا أن يسيروا وفق مخططاتهم وحسبما تمليه عليهم نزواتهم المبنية على الحقد والتدليس، ومع ذلك يأبى الله إلا ان يفضحهم على رؤوس الأشهاد. جن جنونهم وبلغ بهم الهوان مبلغه، ووصل بهم البغض ذروته، واسودت الدنيا بأعينهم حتى بات الكون كله سوادا كالحا كسواد قلوبهم الممتلئة بالضغينة والأحقاد. ذلك كله لم يكن وليد اليوم واللحظة، ولم يكن مجرد موقف عابر أو صدفة لم تكن على البال والخاطر، بل هي سلسلة ممتدة لسنوات عجاف ذاقوا من خلالها المر وتجرعوا الأسى والحرمان بفضل مخططاتهم البليدة ونواياهم السيئة والمغرضة. اعتلوا منابر الفضائيات وجاهروا أمام الملأ بمحض إرادتهم بأمنياتهم القلبية ودعواتهم الصادقة بخسارة ممثل الوطن في مباراته القارية أمام سيدني الأسترالي في أكبر استحقاق على مستوى القارة، ومع ذلك يتبجحون جهارا عيانا في أن الوطنية لا يمكن أن يكون لها دور في ذلك، وأن ذلك كله لا يعدو كونه حرية شخصية بحتة!!. أعي جيدا وأدرك أكثر من أي وقت مضى أن التعصب زاد واستشرى وتغلغل في جسد الوسط الرياضي بشكل مخيف للغاية، ومع ذلك كله لن أجد لهم مبررا واحدا لتلك الأماني البغيضة والمغرضة، ولن أحسن النية إطلاقا أو ألتمس لهم عذرا البتة، فالوطن فوق كل اعتبار، شاء من شاء وأبى من أبى. نماذج مخجلة في زمن هو الآخر أضحى مخجلا وذليلا، طالما أن أولئك الشرذمة باتوا يستيدون مشهده، فمن لاعب سابق يجاهر علنا بأمنياته بفوز الفريق الاسترالي على ممثل الوطن، ومرورا بإعلامي ضرب بشرف مهنته ووطنيته عرض الحائط وذهب يتغنى ويتمنى هزيمة أبناء الوطن، ونهاية بمشهد لا يقل أسى عندما ذهب أحدهم إلى مكة حاملا معه عريضة يدعو من خلالها أن يوفق الله الأستراليين وأن ينصرهم على ممثلنا نصرا مؤزرا ومبينا. عار ووبال لم نشهد له مثيلاً من قبل، وصراخ وعويل لم نعتد عليه إطلاقا، ومع ذلك كله تبقى دعوات المخلصين والشرفاء بمختلف ميولهم وانتماءاتهم لممثل الوطن الهلال بالتوفيق والعودة من أستراليا بنتيجة تقربه أكثر من أي وقت نحو اللقب العصي على أنديتنا لفترة ليست بالقصيرة، ومعها ومن أجل الوطن وممثل الوطن دعونا نردد سويا "يا بعدهم يالهلال"، وإلى مزبلة التاريخ يا من تمنيتم وجاهرتم وناصرتم الخصم. قبل الطباعة لفارس الكلمة المبدع فارس الروضان: كل نبض في خفوقي.. لو نطق قال الهلال وكل دم في عروقي.. أزرق ويا للجمال الهلالي وش عليه.. ياخذ اللي هو يبيه بالفرح عايش حياته.. والبطولات تحكيه وأصدق اللي لك يقال.. يابعدهم يا الهلال وعلى دروب الخير ألتقيكم بحول الله في الأسبوع القادم ولكم تحياتي.