أكد حمد القاضي عضو مجلس الشورى أن الإعلام الإلكتروني له دور تنموي مهم بإيصال الأفكار السليمة التي تحمي الشباب من الوقوع في الفكر الضال، معتبرا الصحافة الورقية والإلكترونية وسيلتي تكامل، تبدع كل منهما في مجال معين من حيث المصداقية وهما عاملان مؤثران في تكوين العقول وتوجيه الرأي العام، لذلك يعتبر الإعلام الإلكتروني شريكا بارزا ومهما في هذه التنمية ولكنه في نفس الوقت قد يثير البلبلة وينشر الإشاعات بسرعة، لذلك يجب حل مثل هذه المشكلات بالنقد الإيجابي. كان ذلك في الجلسة العلمية الختامية ظهر امس الأربعاء لملتقى الإعلام الإلكتروني "التطلعات والتحديات" بقاعة الفارس في جامعة الملك فيصل وشمل الملتقى ثلاث جلسات صباحية ومسائية تضمنت العديد من المحاور حول تحديات الإعلام الإلكتروني وكشف غطاء تلك الصعوبات وتحويلها إلى استخدام آمن وصحيح للشبكة العنكبوتية ببرامجها ومواقعها كافة. وركزت الجلسة الختامية على الدور التنموي لوسائل الإعلام الإلكتروني في المملكة العربية السعودية وأدارها الدكتور فايز الشهري عضو مجلس الشورى وشارك فيها الكاتب محمد السحيمي والدكتور محمد الشريف والإعلامي عبدالعزيز القاسم الذي شدد على ضرورة وضع برامج إعلامية توعوية للشباب للترشيد من استخدام تلك الشبكات وإصدار نشرة إعلامية ارشادية جامعية لكيفية الاستفادة من الانترنت بشكل إيجابي والحد من الجهات التي تزرع الفتن بين الشباب عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي للتفرقة وبث الإشاعات والأخبار المغلوطة السلبية، كما يجب على دول العالم عقد اتفاقيات يكون من شأنها تقوية القيم للحفاظ على التماسك بين أفراد الأسرة والسيطرة على شبكات الانترنت خاصة التي تخاطب المراهقين بحيث تطرح برامج تعليمية بدلا من الانحلال الاخلاقي والاجرام والإرهاب. فيما اعتمد مدير التدريب بهيئة الإذاعة والتلفزيون ماجد الغامدي في ورقته على الإحصائيات وذكر أن عدد المشاهدات لموقع اليوتيوب منذ إنشائه وصل إلى 6 مليارات ساعة، وأن الإعلام الجديد اختصر المسافات؛ وذكر أنه تابع الراديو خلال 38 سنة حوالي 50 مليون متابع، فيما نجد بأن الإنترنت في 5 سنوات فقط تابعه أكثر من 500 مليون مستخدم. وفي المحور الثاني تحدث الغامدي عن اللغة وأثر التغريدات في نشر اللغة العربية، بعدها تحدث عن المحتوى الذي يرسخ القيم ثم استخدام الوسيلة الإعلامية والأطفال ودور الإعلام الإلكتروني، ثم ذكر إحصائية في محور الشباب عن تغريدات تويتر أنه في كل ثانية تحدث 9100 تغريدة. بعدها انتقل الحديث لرئيس تحرير صحيفة سبق علي الحازمي الذي استعرض تاريخ الصحافة الإلكترونية بالعالم والمملكة حتى وصل لصحيفة سبق، وأن الطرح الإلكتروني أصبح على المحك بوضع المتلقي في حالة عدم توازن حيث أن بين الانتشار والمصداقية خيط رفيع، ثم انتقل لتجربة «سبق» وأنها مدرسة في الصحافة الإلكترونية يدل على ذلك كثرة متابعيها وأن الصحافة الذكية تكون من خلال زيادة الوعي بالمحتوى الإلكتروني ثم ذكر توصياته المتمثلة في: دعم وسائل الإعلام بالكوادر المهنية والعمل على وضع برامج تأهيلية لهذه الكوادر والاهتمام بالبحث العلمي وكليات وأقسام الإعلام وضرورة وجود معايير قانونية لحماية الملكية الفكرية وكذلك توفير البنية التحتية للوصل لشبكة الإنترنت. من جهته أشار رئيس تحرير جريدة مكة المكرمة الدكتور عثمان الصيني إلى أن موضوع مستقبل الصحافة الورقية أصبح إسطوانة مشروخة بكلام إنشائي لا يستند إلى بحوث ثم عرج على الصحافة الإلكترونية التي تتمتع بمتابعة لحظية لها جعلها تستحوذ على الجانب الخبري والتحليلي، بل إن الورق أصبح منتجا للصحف وبالتالي لا تعيش منفردة عن الآخرين والمستقبل يبقى للأكثر كفاءة وقدرة على النمو. وكان آخر المتحدثين بالجلسة الكاتب الساخر محمد السحيمي الذي نفى أن يكون الإعلام الموجود الآن هو الاعلام الحقيقي الذي تربى الجيل السابق عليه مؤكدا على انتقال ثورة الاتصالات بعد نظام المؤسسات الذي طبقه جميل الحجيلان منذ خمسين عاما وذكر أن رئيس التحرير يقوم بدور الرقيب بدلا من وزارة الثقافة وتساءل هل الإعلام يصنع التنمية في عصر أصبح تويتر يقود المثقفين بعد أن كان المثقفون يقودون المجتمع وأن الوزارة لاتقدم شيئا للإعلام والإعلام الحالي لم يصنع ولن يؤدي إلى تنمية ما دامت ثقافتنا استهلاكية. توصيات الملتقى وفي ختام الملتقى قام الأمين العام للملتقى الدكتور محمد القحطاني بشكر راعي الملتقى الأمير بدر بن جلوي محافظ الاحساء ونائب وزير الإعلام الدكتور عبدالله الجاسر والداعمين والرعاة ليعلن بعدها توصيات الملتقى التي شددت على التأكيد على أهمية الانعقاد الدوري للملتقى سنويا مع تطوير مجالاته وتنوع خدماته وتبني وزارة الثقافة والإعلام لهذا الملتقى وإقامته بشكل دوري بين مناطق المملكة المختلفة لمواجهة التحديات والمخاطر الفكرية الضالة، وأهمية تعزيز الشراكة الإعلامية بين مؤسسات الإعلام الرسمية ومؤسسات الإعلام الإلكتروني الأهلية، والعمل على رفع مستوى أداء العاملين في مؤسسات الإعلام الإلكتروني من خلال التدريب والتطوير المباشر والذاتي، وإقامة مراكز للتدريب الإعلامي في المدن الرئيسة في المملكة، والحاجة لوجود إستراتيجية وطنية لتحقيق الأمن الفكري وحماية المجتمع وتحديد أدوار الجهات ذات العلاقة وتوفير مقاييس دقتها، مع حاجة مؤسسات الإعلام الإلكتروني ذات المهنية العالية لتقديم الدعم التنظيمي والمالي لتحقيق أهدافها ومساعدتها على توفير مصادر تمويل لها، وأن تشجع الوزارة الصحف الإلكترونية للاندماج لتكوين مؤسسات إعلامية إلكترونية قادرة على صناعة النجاح، والمطالبة بلقاء دوري لرؤساء تحرير الصحف الإلكترونية المهنية مع وزير الثقافة والإعلام أو من ينوب عنه للتشاور والاطلاع على السياسة الإعلامية أسوة برؤساء تحرير الصحف الورقية، والطلب من الوزارة سرعة إنهاء ملف جمعية الإعلام الإلكتروني مع ضرورة أن تكون داعمة ومساندة للإعلام الإلكتروني ويشترك في عضويتها المنتمون إلى كافة قنوات الإعلام الإلكتروني، وضرورة العمل على توسيع دائرة المشاركة في الوفود الرسمية المرافقة لزيارات ولاة الأمر الرسمية الداخلية والخارجية من رؤساء تحرير الصحف الإلكترونية.