×
محافظة المنطقة الشرقية

«الله لا يغيّر علينا»

صورة الخبر

أكد الدكتور عبد الله الربيعة وزير الصحة، أن نمط فيروس كورونا معقد ومتغير، متوقعا ألا يتمكن وزراء الصحة والمختصون المجتمعون في مؤتمر طب الحشود من الخروج ببيان موحد بشأن مصدر كورونا أو لقاح خاص به. وأوضح عقب افتتاحه، أمس، المؤتمر الثاني لطب الحشود في العاصمة الرياض، برعاية خادم الحرمين الشريفين، وبحضور نحو 15 وزيرا للصحة من مختلف دول العالم، وجمع من المختصين من دول مجلس التعاون وأمريكا وأوروبا وإفريقيا وآسيا برفقة المنظمات والمؤسسات العالمية والإقليمية الصحية في دول العالم، أن السعودية حريصة على التعاون خلال الاجتماع الحالي مع وزراء الصحة والمنظمات الصحية لإجراء البحوث عن فيروس كورونا. وقال في رده على سؤال لـ "الاقتصادية" عقب افتتاح المؤتمر حول فيروس كورونا الذي يمثل المحور الرئيس للمؤتمر: "إن آخر دراسة لنا أكدت أن نمط فيروس كورونا معقد ومتغير، ولا أتوقع أن يخرج اجتماع الخبراء والوزراء في هذا المؤتمر ببيان موحد بشأن مصدر كورونا، أو لقاح خاص به؛ لكن ما أتوقعه هو أن نصل لأفضل الطرق للوقاية منه". وشهد المؤتمر وصول 15 وزيراً للصحة من دول الخليج والعالم برفقة المنظمات والمؤسسات العالمية والإقليمية الصحية العالمية. ولفت الربيعة إلى أن الوزارة ليست قلقة لقرب حلول موسم الحج باحتمالية إصابة الحجاج بمرض كورونا قائلاً: "قدم نحو خمسة ملايين معتمر إلى مكة المكرمة خلال رمضان الماضي وغادروها دون إصابة أي منهم، كما أننا استقبلنا حتى الآن 200 ألف حاج قادم من دول عدة ولم تسجل عليهم أي حالة وباء أو حالات محجرية". واعتبر غضب بعض دول الآسيوية مثل الفلبين، من وزارة الصحة بعد إصابة إحدى مواطناتها بفيروس كورونا "ليس مبرراً"، وقال: "إن المرض لا يعرف أي جنسيات وهذا قدر الله، وأي إنسان معرض له سواء كانت الإنفلونزا الموسمية أو المستجدة أو كورونا، ونعمل في الوزارة على ألا يصاب أي شخص بالوباء سواء كان مواطناً أو مقيما". وأضاف وزير الصحة أن الوزارة قامت بعمل دراسات كبيرة جدا مع الهيئات العلمية سواء داخل السعودية أو خارجها، من أجل وضع اشتراطات صحية وتوصيات وزعت على كل دول العالم، وتم نشرها على موقع وزارة الصحة الإلكتروني باللغتين العربية والإنجليزية، وسيتم خلال هذا المؤتمر مراجعة هذه التوصيات، لافتا إلى أنه إذا رأى الخبراء أن تقوم الوزارة بتعديل بعضها ستعدلها، وقال: "نتابع الوضع بشكل دقيق جدا، وتعتبر السعودية من أكثر الدول في العالم التي تقوم بعمل استقصاء وبائي دقيق جدا، حرصا على سلامة مواطنيها أولاً ثم من يفد إليها وفي مقدمتهم الحجاج والمعتمرون". وأكد أن التوصيات تطالب الحجاج القادمين بالوقاية والابتعاد عن الأماكن المزدحمة، لافتا إلى أن هذه التوصيات يتم نشرها في وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي التي ستستعين بها الوزارة لكي توصل رسالتها وجميع المعلومات للمتلقين وبأي لغة، داعيا جميع الدول إلى التكاتف من خلال منهج علمي مبني على البراهين للتخلص من هذا المرض والأمراض الأخرى والوقاية منها. وأوضح الربيعة في كلمته في افتتاح المؤتمر، أن السعودية تمكنت من خلال تجربتها الطويلة في مجال صحة وطب الحشود من التعامل بسرعة وإيجابية مع الطوارئ والمستجدات والمتغيرات المفاجئة التي تواجهها، ونجحت في ذلك بكفاءة واقتدار، مدللا بعمرة رمضان الماضي التي تمت بنجاح رغم ما يواجه العالم من تحديات صحية مثل فيروس كورونا وإنفلونزا الطيور وغيرهما، مشيراً إلى أن السعودية حريصة على تعزيز تجربتها الثرية في مجال صحة وطب الحشود، التي اكتسبتها عبر تاريخها الطويل من خلال استشعارها بمسؤوليتها تجاه الحشود الكثيفة التي تفد إليها في موسمي الحج والعمرة من جميع أنحاء العالم. وذكر أن الوزارة دشنت أخيرا، البرنامج العلمي والتدريبي المخصص للدبلوم السعودي لصحة طب الحشود والكوارث ومدته سنة واحدة، تزامناً مع إنشاء المركز العلمي لطب الحشود بتعاون مع منظمة الصحة العالمية، ومن أبرز مهامه إثراء البحث العلمي في مجال طب الحشود وتدريب الكوادر الصحية في هذا المجال وتقديم الاستشارات للدول الأخرى، كما أن الوزارة تحرص من خلال ما تراكم لديها من تجارب سابقة وما توافر لديها من خبرات علمية في هذا المجال على أن يوصي هذا المؤتمر بوضع معايير دولية للتعامل بشكل علمي مع الحشود البشرية. وحول موضوع مؤتمر طب الحشود والتجمعات البشرية، أكد أنه تم اتخاذ عنوان له، مؤملا أن يمثل انطلاقة حقيقية نحو ضمان سلامة الحشود في أي منطقة على مستوى العالم وفي أي مناسبة تحوي حشوداً بشرية كثيفة، مشيرا إلى أنه تمت دعوة كوكبة من العلماء والباحثين والخبراء العالميين والمختصين في المنظمات الدولية والدول الشقيقة والصديقة، حرصاً على الاستفادة منهم والاطلاع على التجارب العلمية والعملية التي سبق التعامل معها في ظروف مشابهة، فضلاً عن استعراض تجربة المملكة في موسم الحج؛ لكونها تدير أكبر تجمع بشري في نطاق جغرافي وزمني محددين، مما يعد فرصة لتبادل الخبرات وتطوير الخطط والبرامج في هذا المجال الحيوي، تأكيداً منها على أهمية التكامل والتعامل بين علماء العالم لخدمة البشرية جمعاء. جانب من الحضور. وقال وزير الصحة: "نحن على مشارف مناسبة دينية عظيمة تهم العالم أجمع وهي الحج، مما يؤكد الدور المنوط بكم تجاه طب الحشود والتجمعات البشرية ومواكبة اهتمام العالم لدراسة ما يواجه هذه التجمعات من مخاوف صحية وفي مقدمتها فيروس كورونا النمطي، وغيره من الفيروسات والأمراض بمعيار علمي محايد يحقق الهدف العملي الذي يصب في مصلحة الشعوب دون أي اعتبارات أخرى"، لافتاً إلى أن وزارة الصحة تؤكد نهجها العلمي المبني على الأدلة والبراهين وتلتزم بالتعاون مع الهيئات والمنظمات الصحية العالمية وفي مقدمتها منظمة الصحة العالمية، كما تؤمن بمبدأ الشفافية الذي هو نهج هذا الوطن. من جهة ثانية، قال الدكتور زياد ميمش وكيل وزارة الصحة للصحة العامة، إن هذا الكم الهائل من التجمعات البشرية وفي رقعة جغرافية محدودة يجعل تدافع البعض لتأدية المناسك يؤدي إلى إصابات بالغة قد تؤدي إلى الوفاة، مما يجعل سلامة الجميع من هذه الإصابات مهمة شاقة، مشيراً إلى أن اختلاف الناس وقدومهم من مختلف دول العالم التي تفوق 150 دولة خلال العام يجعل مهمة التوعية الصحية والتواصل الصحيح بين الجميع مهمة صعبة. وذكر أن التعاون وتبادل المعلومات والخبرات يصب في المصلحة العامة، وهذا ما مكن السعودية من العمل بشكل دؤوب لمجابهة هذه التحديات، وعقد هذا المؤتمر الذي دعي إليه العديد من الخبراء العالميين والمتخصصين والمهتمين بالشأن الصحي.