تقدم الإعلامي داود الشريان، مقدم برنامج «الثامنة»، ببلاغ على الهواء مباشرة ضد قناة «شدا الحرية». جاء ذلك خلال حلقة ساخنة ناقش خلالها البرنامج ظاهرة انتشار القنوات الدينية وتأثيرها السلبي على المجتمع والشباب. وطالب «الشريان» في بلاغه بإغلاق الاستوديو الذي تبث منه القناة في مدينة الرياض، كما طالب مدير فرع هيئة التراخيص بمكة بأن يعدّ بلاغه رسميا، عادًّا ما تقدمه القناة تحريضا على الانضمام إلى جماعات مسلحة في بلاد أجنبية تحت اسم الجهاد. واستعرض الدكتور مساعد المحيا، رئيس قسم الإذاعة والتلفزيون بكلية الإعلام والاتصال بجامعة الإمام محمد بن سعود، دراسة تفيد بأن عدد القنوات الفضائية الدينية يبلغ نحو 123 قناة من أصل 1300 في العالم العربي، يعمل فيها آلاف الموظفين وأغلبهم دون خبرة شرعية، مشيرا إلى أن الإعلام الإسلامي يرتبط بالمضمون الذي يقدم عبر تلك القنوات. من جانبه، أكد الأكاديمي الدكتور إبراهيم البعيز، أن انخفاض تكلفة إنشاء القنوات بسبب الثورة التكنولوجية أدى إلى ظهور الكثير من هذه القنوات، مما سهل ظهور من يتخذونها سبيلا لتمرير آيديولوجيات سياسية بلباس ديني، مشددا على ضرورة سن قوانين تمنع الكراهية أو تحدد السلوكيات التي تحُدّ من الطائفية. وأشار البعيز إلى أن التحريض والدعوة إلى العنف لا يأتيان فقط من القنوات الدينية، فقناة «الجزيرة» كانت تعرض خطابات مسجلة لأسامة بن لادن ولذلك، عدَّها الغرب قناة محرّضة. يذكر أن برنامج «الثامنة» استضاف في حلقته عبر القمر الصناعي من القاهرة الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، الذي أكد أن القنوات الدينية لا تخدم الإسلام، ولكن تخدم مذاهب معينة. وأشار كريمة إلى أن القنوات السلفية في مصر اهتمت بالعلوم الفقهية السلفية فقط، وقنوات جماعة الإخوان المسلمين اهتمت بعرض آيديولوجيات الجماعة، إضافة إلى قنوات أخرى سارت على النهج نفسه، مما أسفر عن ظهور متطفلين على العلم يدعون إلى العصبيات والحزبيات، وكل هذه أمور دخيلة على الثقافة الإسلامية، معربا عن تأييده قرار إغلاق القنوات الدينية في مصر. وشدد كريمة على أن الدعوة إلى الله مكانها المسجد وليس الشاشات، مضيفا أن القنوات الدينية أيام الرئيسين السابقين مبارك ومرسي كانت تهاجم الأزهر وتخرجه من الملة، موضحا أن القنوات السلفية أخرجت 95% من مسلمي العالم من الملة. وأضاف أن هذه القنوات حرضت أيضا ضد المسيحيين وكادت تتسبب في فتنة طائفية، مشيرا إلى أن الاحتقان قد قل في مصر بعد إغلاق القنوات الدينية. من جانبه، أكد حمزة الغبيشي، مدير الرقابة والتراخيص بفرع الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع في مكة المكرمة، عدم وجود تراخيص باسم قناة دينية، كاشفا عن أن قنوات «وصال» و«شدا الحرية» و«صفا» و«دليل» غير مرخصة، موضحا أن «هناك قنوات كثيرة تعمل من خارج السعودية تقدمت للحصول على تراخيص للعمل داخل البلاد ولم نوافق عليها، لأن منهجها مخالف لتوجهات البلاد». واعترف مدير قناة «دليل»، عبد الله القرشي، بأن التقرير المعروض في أول الحلقة أظهر أمورا حقيقية تعرض على القنوات الدينية، لكنه أغفل جانبا منيرا فيها حسب قوله، معبرا عن رفضه التعامل مع المحسن كالمسيء والتشبيه بينهما، نافيا ما قاله مدير التراخيص والرقابة بأن قناة «دليل» ليست مرخصة، مؤكدا أن لديهم رخصة للمؤسسة ولديهم موعد مع وزير الإعلام، وهناك اتصال بينهم وبين الوزارة. وحول حديث الدكتور أحمد كريمة بأن الدعوة إلى الله مكانها المسجد فقط، أبان أنه بهذا المبدأ لا بد من إغلاق إذاعة القرآن الكريم أيضا، أما حديثه عن إخراج القنوات السلفية لـ95% من مسلمي العالم من الملة، فأكد أنه غير دقيق. رابط الخبر بصحيفة الوئام: الشريان يتقدم ببلاغ ضد «قناة دينية» على الهواء