لا شك أن الحرب على ما يُسمى «الدولة الإسلامية» ستمتد لشهور طويلة حسب تصريحات وزير الدفاع الأمريكي ومرؤوسيه من العسكريين.ولأجل ذلك يقول ريتشارد أبو العافية نائب رئيس مجموعة تيل غروب للاستشارات «إنها الحرب المثالية للشركات التي تتعامل مع الجيش وكذلك للمطالبين بزيادة الأموال المخصصة للدفاع». باختصار، ستعمل معظم مصانع السلاح الأمريكي على مدار الساعة لتلبي احتياجات الحرب . إنها فرصة ذهبية سانحة لا تتكرر إلاّ مرة كل عدة سنوات لتلك الشركات العملاقة ذات الصفقات المرعبة، وهي مرعبة لأنها تستأثر بجزء من الكعكة، ويفوت عليها جزء آخر مقابل عمولات ما تحت الطاولة وما فوقها. ومن المثير للعجب أن الطائرات الأمريكية (حسب التقارير العسكرية الأخيرة) ستعمل على تدمير كل الأسلحة التي سبق لها بيعها إلى الحكومة العراقية، ثم استولت عليها قوات تنظيم الدولة الإسلامية بطريقة هي الأخرى مثيرة لأشد العجب، ولعل آخرها دفعة من 42 دبابة من طراز أبرامز التي هي أفضل ما في جعبة الجيش الأمريكي. ومن أقوى مؤشرات السرور البالغ الذي تضفيه هذه الحرب على قطاع الصناعات الحربية الأمريكية، ارتفاع أسهم الشركات المعنية في البورصة منذ أن أرسل الرئيس باراك أوباما مستشارين عسكريين إلى العراق في يونيو الماضي، ثم هي ما زالت تواصل ارتفاعها مع بدء الضربات الجوية في العراق منذ أكثر من شهر. وخلال الأشهر الثلاثة الأخيرة صعدت أسعار أسهم شركة لوكهيد مارتن بنسبة تجاوزت 9%، فيما صعدت أسهم ريثيون ونورثروب غرامان بنسبة تقارب4% وأسهم جنرال دايناميكس بنسبة مماثلة، مع أن مؤشر ستاندارد اند بورز لأكبر 500 شركة مالية أميركية تراجع خلال الفترة ذاتها بأكثر من 2%. ولذا يُنصح لمن استطاع إلى ذلك سبيلا بالاستثمار في سلة خاصة بالصناعات الحربية الأمريكية، فهي ستظل رابحة لسنوات طويلة حتى بعد انتهاء الحرب، ذلك أن الدول المشاركة في الحرب ستكون في حاجة لتعويض ما سيتعرض له مخزونها من نقص كبير في الذخائر والعتاد والأسلحة الخفيفة والثقيلة، فضلاً عن توقيع عقود للتدريب والتطوير والتحسين. شعوب تخسر، وشركات تكسب!! salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain