كشف كبير المحللين الاقتصاديين لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في بنك ستاندرد تشارترد فيليب دوبا، أن نسبة النمو المتوقعة للاقتصاد البحريني في العام 2015 هي 4.5% وهي نسبة أعلى من النمو المتوقع لباقي دول الشرق الأوسط حيث من المتوقع ان تكون نسبة النمو لتلك المناطق 2.5%. وأوضح فيليب ان الانخفاض الحالي في أسعار النفط سيكون له تأثير إيجابي على الاقتصاد البحريني، ولن يكون له أي تأثير سلبي، مشيراً إلى أن هناك الكثير من التقارير الدولية التي اشارت إلى أن البحرين ستكون من الدول التي ستستفيد من انخفاض أسعار النفط. وأكد أن الاقتصاد البحريني حالياً يعتمد على مصادر متنوعة للدخل ولا يعتمد بشكل كلي على واردات النفط، مضيفاً ان الناتج المحلي الإجمالي للبحرين خلال العام 2014 بلغ 5.6% وهي نسبة أعلى من المتوقع، مبينا أن نسبة الناتج المحلي الإجمالي للبحرين ودول الخليج تشكل 8 أضعاف النسبة في باقي دول الشرق الأوسط. جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده البنك أمس الأول لطرح إصدار البنك تقرير «غلوبال فوكس». ويستعرض التقرير كيفية إشراف العام الجاري على نهايته بالنسبة إلى الاقتصاد العالمي، وما هي الأمور التي ينبغي أن يستعد لها العالم مع دخول 2015. وقال رئيس وحدة الأبحاث في «بنك ستاندرد تشارترد» ماريوس ماراثيفتيس: «نحن نتوقع نموّاً أفضل خلال العام الجاري مقارنة بالعام الماضي. وخلافاً للرأي الذي ساد في وقت سابق من هذا العام، فإن الأسواق الناشئة تقود مرّة أخرى النمو الاقتصادي العالمي». وأضاف ماراثيفتيس: «كان موضوعنا الرئيسي لهذا العام هو الانتقال، وهي فكرة تنطبق على سوقي الصين والولايات المتّحدة، حيث يشهد سوق الصين حالة من إعادة التوازن، إذ يعمل واضعو السياسات على تعزيز الاستهلاك والخدمات بشكل يتناسب مع الاستثمار والتصنيع والبناء. ويترافق مع عملية إعادة التوازن هذه دون أدنى شك حالة من التباطؤ، إلا أن الصين ستضطر إلى قبول هذا الواقع من أجل تحقيق نمو مستدام في المستقبل». ورغم أن الانتقال سيبقى قوّة دافعة في العام المقبل، فإنّنا نتوقّع أيضاً أن تشهد السنة المقبلة تبايناً على صعيد السياسة النقدية، إذ سيمضي البنك المركزي الأوروبي قدماً في التسهيل الكمي (QE) ومعدلات سياسة زيادة الفائدة لدى البنك الاحتياطي الفيدرالي. كما سيكون هناك أيضاً تباين إضافي بين الأداء الاقتصادي وأسعار الأصول. فقد شهدت أسعار الأصول ارتفاعاً عالميّاً رغم معدّلات النمو المتواضعة في الولايات المتّحدة وأوروبا. كما تصبح السيولة والبنوك المركزية وعلى نحو متزايد القوى الدافعة لأداء الأصول». وأكد ماراثيفتيس أن من المتوقع ان يصل النمو إلى 3% خلال العام الجاري، صعوداً من 2.7% في العام الماضي. وبعد الأداء المخيب في الولايات المتحدة ومنطقة اليورو، فإن الأسواق الناشئة هي من تقود مرة أخرى النمو الاقتصادي العالمي. وأوضح ان هناك تبايناً في الديناميات الاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على نحو متزايد بين دول مجلس التعاون الخليجي وبقية دول المنطقة. ففي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تتمثل التحديات الأساسية في نقص الموارد لتقديم النظم التي تخفف الضغوط الاجتماعية والسياسية. وعلى صعيد آخر، تتمتع دول مجلس التعاون الخليجي باستقرار سياسي واجتماعي ولديها قطاع نفطي مربح ساهم في امتلاك هذه الدول للثروة والقيام باستثمارات ضخمة، ما أدى إلى تسجيل معدلات نمو قياسية في المنطقة خلال السنوات الخمس الماضية.