أكد الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية أن 80 بالمائة من عدد السكان في المملكة يعيشون في 24 مدينة من المدن التي سوف يتم تطبيق العزل الحراري فيها، لافتا إلى أن ما تم إنجازه في هذه الفترة الوجيزة سيحقق ثماره للوطن والمواطنين فيما يخص العزل الحراري، وما يتمتع به اقتصاديا وبيئيا، فما نشاهده اليوم خطوات مباركة سيتبعها خطوات تنفيذية وتطبيقية. وقال وزير الشؤون البلدية والقروية -خلال رعايته أمس أعمال أول منتدى ومعرض من نوعه في المملكة عن العزل الحراري في المباني، والذي ينظمه المركز السعودي لكفاءة الطاقة بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية، وذلك في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض والذي يستمر على مدى يومين-: "لقد شهد الوطن نهضة تنموية شاملة تعددت وتنوعت مجالاتها وصاحب ذلك نمو متزايد في استهلاك المواد وزيادة كبيرة في الطلب على الطاقة الكهربائية التي تحتاج للكثير من الاعمال لتوفيرها بما يعود بالنفع والفائدة على المجتمع، كما أن القيادة الحكيمة استشعرت أهمية هذا الجانب والحاجة الملحة للحفاظ على هذه الثروة، فصدرت التوجيهات السامية بتطبيق العزل الحراري بشكل إلزامي على جميع المباني". وبين أن وزارة الشؤون البلدية والقروية عملت على إصدار نشرة إيضاحية عن العزل الحراري في المباني كما وجهت الأمانات والبلديات والمكاتب الاستشارية والهندسية بتطبيق العزل الحراري بشكل إلزامي على جميع المباني الجديدة في أربع وعشرين مدينة من مدن المملكة، إلى جانب حث ملاك المباني على استخدام العزل الحراري في المباني الخاصة والتذكير بفوائده ومزاياه. وأضاف: «أهمية هذا المنتدى تكمن في ابراز الجهود والمنجزات التي حققتها الجهات المختصة في المملكة لتطبيق العزل الحراري من خلال منظومة عمل برنامج وطني لكفاءة الطاقة يعمل على إعداده المركز الوطني السعودي لكفاءة الطاقة بمشاركة المعنيين من القطاعين الحكومي والخاص، والذي سيتم فيه طرح العديد من أوراق العمل المتنوعة وحلقات نقاش ومعرض مصاحب للأهداف المرجوة، وصولاً إلى رؤى بناءة وأفكار إبداعية تسهم في ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية ورفع مستوى الوعي والحد من الهدر المتنامي للطاقة». وأشاد وزير الشؤون البلدية والقروية بالجهود المتميزة والعمل الدؤوب للإعداد والتحضير لهذا المنتدى، الذي شهد تعاون وتكاتف العديد من الجهات الحكومية التي أظهرت تفاعلا كبيرا في تنفيذ الأهداف السامية من هذا المنتدى الذي نعقد عليه الكثير من الطموحات في انعكاس الفائدة على المواطن الذي يلمس الفرق الكبير إذا ما تم تطبيق العزل بالصورة المطلوبة. وعلى صعيد متصل بيَّن المهندس عبدالله الحصين وزير المياه والكهرباء أهمية إيجاد العزل الحراري خلال المرحلة الحالية وبسبب ذلك جاء هذا المنتدى وكذلك التشريعات التي صدرت من الدولة للدفع بعجلة العزل الحراري وأهمها اشتراط العزل للأبنية مستقبلا قبل إيصال التيار الكهربائي وهذا من أهم التشريعات التي صدرت وسيكون لها الأثر الفعال، مشيرا إلى أن تطبيق القرار مبدئياً في 24 مدينة من بينها 15 مدينة تشكل 85 بالمائة من السكان وإذا وصلنا لجميع المدن تصل نسبة التغطية إلى 90 بالمائة من السكان وهذا الرقم يعتبر جيد جداً. وقال: المنازل هي الأكثر استهلاكا من المساجد التي لها حقها من فقد الطاقة وما ينطبق على المساجد ينطبق على المنازل في العزل وتقليل عدد النوافذ والعامل المهم الذي بدأت وزارة الشؤون الإسلامية في تطبيقه هو عزل الصفوف الأخيرة من المساجد عن المقدمة في غير صلاة الجمعة، فعلى سبيل المثال مدينة الرياض بها أكثر من 1200 مسجد جامع، والمسجد يكيف ويضاء في صلاة واحدة يوم الجمعة وقامت الوزارة بتعميم فكرة عزل الصفوف الخلفية بقاطع زجاجي لتأدية الصلوات الخمس، كما رصدت مبالغ لهذه الفكرة التي من شأنها ترشيد الطاقة. وأفصح حول الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي قائلا: "الشركة تستعد قبل الصيف في ثلاثة جوانب التوليد والنقل والتوزيع، لكن هناك عوامل كثيرة تؤدي إلى الانقطاع، فمثلا شركة تعمل في البنية الأساسية وقطعت كيبل وهذا يحدث كثيرا ولا علاقة للشركة به، أيضا المحولات التي تحترق كثيرا لا يعني أن الشركة تتخذ كل الوسائل، ولم ينقطع التيار أبداًَ بسبب عدم كفاية الطاقة المنتجة وهذا هو المحك بالرغم أن في هذا العام زاد الحمل الذروي عن العام الماضي 8 بالمائة وهذه الزيادة تعني زيادة 4000 ميجا واط عن العام السابق وهذا كم هائل جدا جدا يعادل الطاقة المركبة في عدد من البلدان المجاورة كاملة. وأضاف حول التغيير في التعرفة الكهربائية: إن مراجعة التعرفة الكهربائية قرار سيادي للدولة ولم يناقش حتى الآن، مؤكدا على فرض غرامات كبيرة على المقاولين الذين تسببوا في قطع الماء والكهرباء عن المشتركين وهناك تغريم للإصلاح والقطع، وكما نعرف البلد عبارة عن ورشة عمل في الاتصالات والماء والكهرباء وهذا كله خلال فترة محدودة وتنتهي كل المشاكل. من جانبه، أوضح الدكتور محمد السويل رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، رئيس اللجنة الإدارية للمركز السعودي لكفاءة الطاقة أن توالي جهود الجهات المختصة في الدولة من أجل التغلب على التحديات التي تواجهها المملكة في مجال استهلاك الطاقة في ظل تسارع نمو الاستهلاك المحلي من البترول والغاز بمعدل سنوي يفوق معدل النمو الاقتصادي، مبيناً أن إنشاء المركز السعودي لكفاءة الطاقة ضمن الهيكل الإداري في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية قبل أربع سنوات شكل خطوة هامة وعملية تهدف إلى تنسيق جهود الجهات المعنية بالطاقة وتوحيدها في سبيل تحقيق مبدأ الترشيد في استهلاك الطاقة بالمملكة. وقال: "أبرز ما يميز المركز السعودي لكفاءة الطاقة وجود عدد كبير من الجهات المعنية بترشيد الطاقة في المملكة حكومية كانت أو من القطاع الخاص ضمن اللجنة الإدارية للمركز، والتي تعمل مع المركز كمنظومة واحدة لرفع كفاءة استهلاك الطاقة وترشيد استخدامها في المملكة، وتحديد الاتجاه المستقبلي لهذه الغاية، لذا كان هذا الجهد المشترك والتناغم في الأداء بين الجميع عاملاً مهماً لما تم تحقيقه من نجاحات للمركز في الفترة الماضية". وبيَّن رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية أن التنسيق العالي بين أعضاء هذه المنظومة أثمر في تطوير العديد من المبادرات وعلى رأسها البرنامج السعودي لكفاءة الطاقة الذي يعد من أبرز مبادرات المركز، والذي يمكن من إيجاد نظام متكامل يختص بترشيد ورفع كفاءة استهلاك الطاقة في المملكة، ويضمن التنفيذ والتطبيق لمخرجاته، والمراجعة والتدقيق لمبادراته بشكل منتظم، إضافة إلى تنفيذ العديد من المهام والانجازات الملموسة في فترة قصيرة ولله الحمد. وأشاد السويل بالجهود المخلصة والمتميزة من قبل جميع أعضاء اللجنة الإدارية للمركز والجهات التي يمثلونها من خلال روح التعاون الواضح بين الجميع؛ من أجل تحقيق غايات ومبادرات المركز كمجهود متكامل يعكس حجم الاهتمام بهذه القضية، ويؤسس لعمل منهجي يسهم في تحسين كفاءة الطاقة بالمملكة. وأضاف: «مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية إضافة إلى أنها الجهة الحاضنة للمركز قد عملت ضمن برامجها للبحث والتطوير على عدد من المشاريع في مجال ترشيد استهلاك الطاقة، ومن هذه المشاريع تطوير طلاء نانوي للزجاج لاستخدامه في العزل الحراري، وإنتاج خزف شفاف مقاوم للخدش وعازل للحرارة، كما تعمل المدينة بالتعاون مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية وجامعة كاليفورنيا في سانتا باربرا على مشروع واعد لتطوير جيل جديد من مصابيح الإضاءة يتميز بكفاءته العالية». وأشار إلى أن انعقاد منتدى ومعرض العزل الحراري في المباني يهدف إلى إبراز الجهود والمهام التي نفذها المركز السعودي لكفاءة الطاقة وبرنامجه الوطني خلال الفترة الماضية، في إطار منظومة متجانسة تهدف إلى تفعيل تطبيق متطلبات العزل الحراري للمباني السكنية في أربع وعشرين مدينة رئيسة في المملكة كمرحلةٍ أولى تمهيداً لتطبيقه على كافة مدن المملكة في فترة لاحقة. ونوه السويل إلى أن المنتدى جزء من جهود وأنشطة الجهات الحكومية المعنية بتطبيق العزل الحراري، والتي تشمل كذلك عقد ورش عمل مكثفة في ثماني عشرة مدينة بالمملكة للتعريف بمسؤوليات المكاتب الهندسية في التطبيق الإلزامي للعزل الحراري بالمباني الجديدة، متطلعا في الوقت ذاته إلى أن المنتدى سيساهم من خلال ورش العمل في تحقيق الأهداف المرجوة، وتعزيز جهود الجهات المختصة في مجال تطبيق العزل الحراري على المباني الجديدة، ورفع الوعي العام حول أهمية العزل الحراري في توفير الطاقة بالدرجة الأولى، خاصة في الجهات المعنية بالتطبيق وتشمل المكاتب الهندسية والمقاولين والمطورين العقاريين والشركات والمصانع. وشدد على أهمية الحملة التوعوية المكثفة عن العزل الحراري في المباني التي تتواصل على مدى شهر كامل، حيث تعتبر هذه الحملة الأولى من نوعها في المملكة، وتهدف إلى رفع الوعي لدى المواطنين بأهمية العزل الحراري للمباني والآثار الايجابية المترتبة على استخدامه، والفرق الذي سيلمسه المواطن بين المبنى المعزول وغير المعزول. بعد ذلك افتتح سمو وزير الشؤون البلدية والقروية معرض العزل الحراري في المباني المصاحب لأعمال المنتدى، وتجول والحضور في أرجائه، حيث يضم 35 جناحاً يجمع الجهات الحكومية المعنية بتطبيق العزل الحراري، وعدداً من الجهات الأخرى التي لها جهود في مجال العزل الحراري للمباني، وكذلك الشركات المصنعة والموردة لمواد العزل الحراري في المملكة كما تضمن المعرض عروضاً للعزل الحراري في المباني وانواعه وطرق تطبيقه. حضر الحفل عدد من الوزراء، والمسؤولين في العديد من الجهات الحكومية والاهلية المعنية بتطبيقات العزل الحراري في المباني. بدوره، كرم الامير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية الشركات البلاتينية الراعية للمنتدى والمعرض وهي: الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، والشركة السعودية للكهرباء، وأرامكو السعودية، كما كرم شركة الزامل الراعي الرسمي للحملة الوطنية للعزل الحراري في المباني (الفرق واضح).