أعلنت جامعة الملك سعود في الرياض عن تقدم نحو 5650 بطلب وظيفة خلال يومين من بين 12 ألف خريج من جميع التخصصات، وذلك في أسبوع المهنة الذي تنظمه الجامعة، وتم تدشينه أمس الأول. ووصفت الجامعة حجم الإقبال من طلابها وطالباتها بـ "الكبير جدا"، مؤكدة أن شركة أرامكو السعودية فرزت نحو 100 طلب نهائيا عن اليومين الأول والثاني لوظائف هندسية وإدارية، أما عدد المتقدمين لبنك الراجحي فبلغ 1450 طلبا لوظائف صرافين وخدمة عملاء وإداريين، وحصلت شركة الاتصالات السعودية على 1200 متقدم، وشركة "علم" لتقنية المعلومات على 900 متقدم على وظائف تقنية معلومات وهندسة صناعية وإدارية، مشيرة إلى أن الطلبات التي تلقتها نحو 35 شركة أخرى تجاوزت 2000 طلب. وواصلت الجهات الحكومية والخاصة المشاركة في "أسبوع المهنة" لليوم الثاني، استقبال المتقدمين والمتقدمات، وشمل الاستقبال مقابلات شخصية وتقديم على الوظائف المتاحة في المصارف والشركات والجامعات الحكومية والأهلية والإجابة عن استفساراتهم، وتقديم المزايا الوظيفية التي تقدمها جهة العمل لهم. وحضر المعرض في يومه الثاني أعداد كبيرة من الطلاب من أجل اقتناص الفرص الوظيفية المطروحة في سوق العمل داخل المملكة، حيث قدمت الشركات والمؤسسات الحكومية آلاف الوظائف لطلاب وطالبات جامعة الملك سعود الخريجين وغير الخريجين. أروقة المعرض شهدت حضورا لافتا من الطلاب. «الاقتصادية» وتوقف طلاب وطالبات الجامعة في أدوار طويلة على جناحي شركة "سابك وأرامكو"، و"الخطوط الجوية السعودية" والشركة السعودية للكهرباء والشركات العاملة في مجال النفط والغاز، لتقديم السيرة الذاتية والاستفسارات عن أهم التخصصات المطلوبة، فيما قدمت المصارف مئات الفرص الوظيفية للخريجين في جناحها في "أسبوع المهنة". ودعا الدكتور بدران العمر مدير جامعة الملك سعود طلاب وطالبات الجامعة إلى اغتنام الفرصة أثناء وجود أكثر من 40 جهة خاصة وحكومية للحصول على وظيفة مناسبة، والاستفادة من الندوات واللقاءات التي يقدمها خبراء ومتخصصون في الموارد البشرية والتوظيف. وأوضح بدر الحربي مسؤول التوظيف في المنطقة الوسطى والغربية في شركة أرامكو، أن شركة أرامكو رصدت 136 وظيفة مباشرة خاصة لفعاليات "أسبوع المهنة" في جامعة الملك سعود، تم توظيف -حتى نشر الخبر- 45 متقدما من خريجي الجامعة ومن جامعات محلية وخارجية بعد أن تمت مقابلتهم. من جهته، اعتبر ناهض العتيبي مسؤول التوظيف في "سابك" لقاء خريجي جامعة الملك سعود فرصة مهمة من أجل استقطاب الكفاءات المتمكنة في مجال الهندسة والإدارة، كاشفا أن الشركة تتطلع لتوظيف عدد من المهندسين في جميع المجالات. إلى ذلك، أوضح الطالب زياد آل خميسة المتخصص في "القانون" أن "أسبوع المهنة" أتاح لهم التقديم على المصارف وغيرها من الجهات التي تستقطب تخصصاتهم، كما أمدهم بمعلومات كثيرة كانت تنقصهم كتعدد الأعمال وتنوع المزايا بين شركة وأخرى، مشيرا إلى أن الندوات واللقاءات المصاحبة التي يقدمها متخصصون في مجال الموارد البشرية قدمت أيضا معلومات مهمة للوصول إلى قرار وظيفي مخطط له. وشهدت ورش العمل المقدمة للطلاب والطالبات إقبالا كبيرا، حيث بلغ عدد المستفيدين منها في اليوم الأول 291 طالبا و365 طالبة، وكذلك في اليوم الثاني بلع عدد التسجيل أكثر من 400 طالب وطالبة. خريجون يستفسرون من ممثل إحدى الشركات. وكان الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة وزير الثقافة والإعلام وزير التعليم العالي بالإنابة، قد دشن أمس الأول "أسبوع المهنة والخريج" بحضور الدكتور بدران العمر مدير جامعة الملك سعود وعمداء الكليات ومقدمي خدمات التوظيف والطلاب. وقدم الدكتور خوجة شكره لخادم الحرمين الشريفين، على اللفتة الكريمة برعايته "أسبوع المهنة"، مشيرا إلى أن ذلك نابع من اهتمامه بأبنائه الطلاب والطالبات، آملا أن يحقق الأسبوع التوفيق والنجاح في عملية استقطاب الخريجين وتوظيفهم، وكذلك نشر ثقافة العمل الحر، وابتكار أفكار للمشاريع الصغيرة، ليكتمل دور الجامعة في عملية تعليم وتثقيف وتوظيف الطلاب والطالبات. وقال الدكتور بدران العمر: "تنظيم الأسبوع جاء انطلاقا من مسؤولية الجامعة المجتمعية تجاه طلابها وخريجيها، وكذلك واجبها تجاه الشركات والمؤسسات الساعية إلى سدّ احتياجاتها من الكفاءات البشرية، وقد سرّنا كثيرا هذا التجاوب الرائع من قبل جهات التوظيف التي بادرت بالمشاركة في فعاليات هذا الأسبوع الذي يمثل فرصة لالتقاء الطلاب والخريجين بمسؤولي التوظيف في سوق العمل مباشرة، لتتاح لطالب التوظيف فرصة اختيار الأنسب له، كما تتاح لجهات التوظيف أيضا فرصة انتقاء الأجود لها". وأضاف "ولتحقيق استفادة قصوى من هذا الأسبوع، فقد قامت الجامعة باتخاذ خطوات استباقية منها -على سبيل المثال- تدشين بوابة التطوير المهني، التي تمثل فرصة أمام الطلاب والخريجين لتنمية مهاراتهم المهنية والوظيفية، وتوفر لهم الإرشادات التي تساعدهم على شقّ طريقهم نحو سوق العمل، كما تمّ تنظيم زيارات من قبل مستشاري التوظيف لكليات الجامعة المختلفة؛ بهدف توعية الطلاب، والمساهمة في تهيئتهم لهذا الأسبوع لضمان تحقيق الاستفادة القصوى من فعالياته وبرامجه". ولفت إلى أن مناسبة أسبوع المهنة في هذا العام تختلف عن الماضي، بكونها شاملة كلّ كليات الجامعة وأقسامها الأكاديمية، بهدف توسيع دائرة المشاركة، ومنح هذه المناسبة ثقلا أكبر ونفعا أوسع، وجعلها كالمنصة الكبرى التي يقصدها طلاب الجامعة باختلاف تخصصاتهم في زمان ومكان واحد، ليجدوا فيها نوافذ تتيح لهم الاطلاع على مستقبلهم، واختيار المسار الوظيفي الأنسب لقدراتهم واهتماماتهم. وأوضح مدير الجامعة أن أسبوع المهنة ليس مناسبة تقليدية تجمع طالب الخدمة ومقدّمها، بل هو أسبوع توعية وتدريب وتهيئة وإعداد، وتقديم إرشادات، وتوجيه استشارات، وتوسيع فرص التوظيف والتدريب أمام أبنائنا الطلاب والخريجين. وانطلاقا من هذه النظرة التكاملية، فقد حرصت الجامعة على تنويع الفعاليات التي يتضمنها هذا الأسبوع ما بين معرض وندوات وورش ومحاضرات، وتقديم خدمات في مجال التطوير المهني، وعرض قصص النجاح، وغير ذلك من البرامج والفعاليات. فيما أكد الدكتور محمد بن أحمد السديري رئيس اللجنة العليا لـ "أسبوع المهنة والخريج" وكيل الجامعة لتطوير الأعمال، أن الأسبوع ينطلق من حقيقتين: الأولى: أنّ دعم الخريجين يقع في صلب التوجه الاستراتيجي للجامعة، الذي تعززه الجهود والمبادرات الرامية إلى تحقيق الريادة في ربط الخريجين بسوق العمل، وتهيئتهم للحصول على الوظائف المناسبة، والوصول بهم إلى مواقعهم الوطنية.. فلا يكفي أن تقدم الجامعة خريجيها بكفاءة ومهارة فحسب؛ بل لا بد من الأخذ بأيديهم إلى مواقعهم الوظيفية نحو مستقبلهم الزاهر. والثانية: أنّ تنظيم هذا الأسبوع يأتي في سياق المسؤولية الاجتماعية للجامعة تجاه طلابها، وخريجيها، وجهات التوظيف المختلفة من القطاعين العام والخاص، والمجتمع بصفة عامة. وأضاف أنّ "أسبوع المهنة الأول تتلاقى فيه الحاجة الملحة، والرغبة الصادقة بين الجامعة، وجهات التوظيف، وتتجلى فيه العناية، والإرادة، والمسؤولية؛ لبناء الوطن بسواعد أبنائه، والعمل معا لنموه وازدهاره". وبعد أن افتتح وزير الثقافة والإعلام المعرض المصاحب لفعاليات "أسبوع المهنة"، تجوّل على الشركات المشاركة في الفعاليات. وفي ذات السياق، عقدت شركة "إنجيوس" العالمية للتعليم والتدريب والتنظيم -الشركة المنظمة لـ "أسبوع المهنة"- ورش عمل للطلاب الأسبوع الماضي لتعريفهم بمقدمي الخدمة، وطريقة تقديم الملف الإلكتروني للسيرة الذاتية وفاء لمتطلبات الشركات. كما تعرّف الطلاب على آلية عرض وطلب الوظيفة، والسؤال عن امتيازات العقد والشروط، وأهمية الإلمام الكامل بالشركة أو القطاع المتقدم له.