التناقض أصبح وباء مجتمعياً طاغياً! لا ريب أن أكثر المجتمع أصبح ذا تفكير عدواني وسلبي وأناني مع كامل الاحترام للجانب الآخر! فمجتمعنا تحفة! إذا كتبنا الحب.. قالوا (الأخ حبيب). على الرغم من أنهم يحبون أي شيء يتعلّق بالحب.. من أشعار وقصص وروايات وكلمات عابرة تفوح برائحة العشق الأبدي. وإذا كتبنا الحزن.. قالوا (نفسية). وكأن الحياة بمجملها سعادة! وإذا كتبنا الحقيقة.. قالوا: من أنت؟ ومن تكون؟ ومن أي كوكب أتيت؟! نعم.. رجل يعيش في زحل! «رضا الناس غاية لا تدرك» هكذا علّمتني الحياة! إن أفضل طريقة لكسر تناقض حديث المجتمع! أن ترمي سلبية مجتمعك ومن هم فيه في حائط وتستمر في نهجك وكلك ثقة «أن القناعة كنز لا يفنى». هذه بعض التناقضات الواقعية التي نراها ونعيشها في مجتمعنا! يقال إن التناقض يظهر ملامح الحياة! فلولا وجود السواد لما رأينا البياض جميلا.. ولولا وجود الموت لما قدَّرنا الحياة أبدا ولولا الألم لما فهمنا معنى الأمل. ولولا القبح لما عرفنا الجمال.. هكذا هي الحياة, التناقضات تجعلها أكثر وضوحاً. بل إنها تفسر معاني الحياة. فالتناقضات تؤدي إلى التغيير..تغيير ذاتي وتغيير مجتمعي. ولكن يظل التناقض بؤرة مهلكة في نهايتها.. حتى وإن أظهرت الحياة جانبها الآخر. التناقض حالة مزمنة لدى بعض العقليات التي لم تكتشف ذاتها بعد! فهي تناقض أي شيء، حتى في كيفية شرب الماء تناقض نفسها! لا بأس في بعض التناقض.. ولكن ليس في أتفه الأشياء أرجوكم. حتى يصبح التغير تغيراً جيداً، لا بد من اكتشاف الأخطاء وتصحيحها إن وجدت. يقول ابن خلدون في حتمية التغير: (إن الحياة التي نعيشها قائمة على ثنائية التناقضات والأضداد، وعلى التغير والتطور والتحول المستمر في الكون والأشياء والمجتمعات، وأن التناقضات الداخلية في المجتمع الإنساني، تؤدي، ضرورةً، إلى تغيير الواقع الحياتي)..انتهى في النهاية أكاد أجزم أن هنالك من يبحث عن التناقض حتى فيما أكتب.. هنا يستحضرني بيت شعر قرأته: فشلت جميع محاولاتي.. في أن أفسر موقفي!