بُني جامع في حي المونسية بالرياض، وسفلتت ورصفت المواقف المحيطة به من قبل الأمانة، ما دفع المواطنون لشراء الفلل المحيطة بالجامع بسعر يزيد على مثيلاتها رغبة في جوار بيت من بيوت الله، بدأ الجامع في منتصف مربع سكني تحيط به الفيلات من كل الجهات، ولم يكن يدور بخلد السكان المجاورين للجامع أن تلك المواقف التي تحول دون تكدس المركبات أمام منازلهم كل يوم جمعة سيتحول جزء كبير منها إلى مبنى تجاري، الأمر الذي سيضيق على المصلين، وسيزحم الفضاء المحيط بالجامع. وقال إمام وخطيب جامع الدعجاني بحي المونسية بالرياض عبدالعزيز النجعي إن الجامع أنشئ عام 1432ه على نفقة فاعل خير، وخصصت له مواقف محيطة تستوعب سيارات المصلين في يوم الجمعة وصلاة العيدين، وبقية أوقات الصلوات الأخرى. وأضاف أن المواطنين تسابقوا لامتلاك المنازل المحيطة بالمسجد والمطلة عليه رغبة في جوار بيت من بيوت الرحمن، إلا أن السكان تفاجأوا بعد مضي عامين بأن جزءا من هذه المواقف التي سفلتت ورصفت كمواقف للجامع يطالب بها مواطن على أنها ملك له، وأنها جزء من مخطط الحي بمسمى مركز تجاري حسب المخطط، الأمر الذي يعطيه الحق في إزالة المواقف المسفلتة والمرصوفة المحيطة بالجامع، وهو أمر حسب خطيب الجامع له وقعه النفسي على سكان الحي والمصلين. وأوضح النجعي أن مالك الأرض يتفهم الشعور تجاه إقامة مبنى يقتص من مواقف الجامع كل هذه المساحة، وأنه لا يمانع في تقبل حلول قد تبقي على هذه المساحة من المواقف لصالح المسجد كما هي عليه الآن، وأردف: "لقد تواصلنا مع مالك الأرض، وهو رجل خير، ومتفهم لرغبة سكان الحي في أن تبقى هذه الأرض لصالح مواقف الجامع، وهو لا يمانع في بيعها لمن يريد أن يحتسب الأجر في شرائها وبقائها مواقف للمصلين". وذكر انه في حال تحول هذه المواقف إلى مبنى ستمنع إقامة مدرسة التحفيظ التي ستلحق بالجامع، وستربك الحي كل يوم جمعة، وستقلل من المواقف المتاحة للمصلين، وسوف تجعل السيارات تزدحم أمام أبواب السكان وهو أمر لا يحدث الآن في ظل توفر هذه المساحة الجيدة من الموقف. واختتم النجعي حديثه قائلاً: "إننا في بلاد مباركة، يأخذ فيها المسجد مكانة كبيرة في نفوس الناس، وهي كذلك بلاد مليئة بفاعلي الخير والحريصين على تشييد بيوت الله وخدمتها في كل وقت وفي كل مكان، ونطالب كل من يستطيع التدخل لصالح هذا الجامع والمصلين أن يفعل ما يستطيع في سبيل التوسيع على المسلمين من مرتاديه كل يوم، وهو أمر ليس بالعسير على أبناء هذا المجتمع الخير".