( هل أنا في مباراة دورية أو مباراة نهائية ) بهذه الكلمات تساءل اللاعب المصري محمد عبد الشافي المنضم حديثاً للنادي الأهلي وفي أولى مبارياته مع الفريق بعد وصوله بـ(48) ساعة وكان سؤاله موجهاً لزملائه اللاعبين بعد مواجهة الأهلي ونظيره النصر على ملعب مدينة الملك عبد الله بن عبد العزيز الرياضية (الجوهرة المشعة) ضمن الجولة السابعة لمنافسات دوري عبد اللطيف جميل للمحترفين وكان عبد الشافي نفسه لحظة وصوله إلى مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة يوم الخميس الماضي للانضمام لمعقل الأسود قال ( أنا قدمت من نادي ملكي إلى نادي ملكي ) أنها الملكية الحقيقية يا أبن النيل وحفيد الفراعنة إنها ملكية شرعية مستمدة من جماهيره الراقية الحضارية الملهمة في عالم التشجيع والمساندة لفرق كرة القدم إنها هي من أطلقة لقب المجانيين على عشقها للكيان الأهلاوي ولم يكن قولاً من مجاز البلاغة أو نثراً من الشعر إنما كان أمراً حقيقياً ملموساً على الواقع وأصبحت جماهير يحتذى بها في كافة مدرجات ملاعب الشرق الأوسط ووصل جنان تلك الجماهير إلى أن جاءت بالتيفو الأوروبي إلى الملاعب العربية ورغم ذلك كله إلا أن تلك الجماهير في السابق كان ينقصها ملعب عالمي بمستوى الملاعب الأوروبية وانتظرت الجماهير التي لها هي جماهير في الخليج والوطن العربي إلى نهاية الموسم الماضي لتكون هدية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للشباب الرياضي وهي ملعب الجوهرة المشعة بمثابة الهدية الكبرى لجماهير الأهلي التي أنثرت إبداعاً عالمياً كبيراً في مدرجات الجوهرة ليقف الجميع احتراماً لها ولدورها المؤثر في الملعب مما أثر على أداء ومستوى فريقها فالكل يذكر موسم ( 2010-2011م ) وحين كان الأهلي يعاني من مستويات متدنية قامت تلك الجماهير بدورها التاريخي لتقف خلف فريقها وتدعمه حتى كان أفضل فريق سعودي في نهاية الموسم وحقق بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال أمام منافسة التقليدي فريق الاتحاد . كانت المباراة الأولى للمحترف المصري محمد عبد الشافي وذهل من المجانيين ولم يكن عبد الشافي وحيداً في هذا الذهول الذي يلازم كل لاعب جديد يأتي إلى الملاعب السعودية فقد كان زميله الآخر الأسباني داني كذلك مذهول مما شاهده في قمة الجولة السابعة وكان أول لاعب يدخل إلى أرض الملعب قبل بداية المباراة لمشاهدة الجماهير الكبيرة والاستمتاع بأجوائهم العالمية وليتذكر المباريات الأوروبية في بلاده فالمدرج والملعب والجمهور وطريقة التشجيع كلها تجعله يتذكر ويعيش أجواء الملاعب الأوروبية وهو ما سبق وصرح به في تغريداته بموقع التواصل الاجتماعي تويتر وأنه كان على أحر من الجمر في انتظار المباراة ليشاهد جماهير الأهلي في مدرجات الجوهرة بعدما سمع عنها الكثير منذ توقيعه للعقد الرسمي مع الفريق الأول لكرة القدم كيف لا يسمع عن تلك الجماهير أو المجانيين وجماهير الفرق المنافسة والإعلاميين والحضور دائماً حريصين على أخذ صورة (سلفي) مع تلك الجماهير المجنونة والمبدعة في الجوهرة . ستون ألف وأكثر غطت بهما مدرجات الجوهرة المشعة ولو كان الملعب يتسع لأكثر من ذلك لكان الحضور أكثر أنه جنون كرة القدم وما تفعل بعشاقها تجلى ذلك الجنون لحظة دخول اللاعبين إلى أرضية ملعب الجوهرة عندها حييت جماهير الراقي لاعبين فريقها بتحية الكبار وقامت بإنزال أوراق الترحيب اللاتينية كالمطر على لاعبين فريقها ورسمت تيفو عبرت خلاله عن سعادتها وشكرها لإدارة ناديها على التعاقدات الجديدة للاعبين الأجانب وإيجاد راعي عالمي للنادي وقدمت ترحيبها لشركة الخطوط الجوية القطرية بعد أن أصبحت الشريك الاستراتيجي للأهلي مع برشلونة الإسباني وكان التيفو عبارة عن قميص للنادي وسطه شعار الخطوط القطرية وفي جانبين الإستاد كلمة ترحيب باللغة الانجليزية ليسطر بعدها لاعبين الفريق الأهلاوي أحلى أبداع وينثروا قناديل الفرح في نفوس فريقهم ولتسير المباراة وفق ما أشتهى الجميع داخل ملعب الجوهرة وينجوا المنافس من هزيمة كادت أن تكون قاسية ومؤلمة لولا الحظ العاثر الذي لازم مهاجمين الفريق في العديد من الفرص السهلة أمام مرمى عبد الله العنزي حارس الفريق النصراوي الذي كان أحد رجالات المباراة بجانب سومه وداني وعبد الشافي ومصطفى الكبير وتيسير الجاسم دخل الأهلاويون المباراة بعبارة ( نكون أو لا نكون ) وكانت أشبه بالمباراة المفصلية في مسيرة الفريق لهذا الموسم فأن تحقق النقاط الثلاث المهمة بعد ثلاث تعادلات أثرت على مركز الفريق في الدوري ومن أمام منافس ومتصدر للبطولة بذلك ضرب الفريق أكثر من عصفور بحجر واحد فقام بالتقدم وأخر منافس واقتربت جميع فرق المنافسة في نقاطها وأصبحت الحظوظ شبه متساوية بعد مضى سبع جولات ونجح أسود الملكي من خلال المستوى الفني المميز الذي ظهروا به في كسب احترام الجميع بمن فيهم المنافس الشريف الفريق النصراوي الذي قام رئيسه الأمير فيصل بن تركي بمباركة الأهلاويين داخل غرفة ملابس لاعبين الأهلي ليظهر معدن الرجل الحقيقي ومدى احترامه للجميع وتأكيد مدرب الفريق كانيدا أن منافسه الأهلي كان يستحق الفوز يرسخ مدى العلاقة الوطيدة التي تجمع الملكي بالعالمي ومن شاهد مدرجات الفريقين عقب المواجهة يعي مدى الأخلاق الرياضية الرائعة الموجودة في ملاعبنا والتي لن تندثر مهما أجج البعض ونفخ في بوق التعصب الأعمى فالجميع خرج من الجوهرة بابتسامة وقام النصراويين بتهنئة الأهلاويين وتبادلوا الآراء الفنية حول المباراة بكل رحابة صدر وشفافية إنها المنافسة الشريفة التي تجلت في لليلة الأحد الماضي والتي نتمنى أن نشاهدها في كل ملاعبنا السعودية وبين جميع أنديتها فالصورة واللوحة الخرافية التي رسمها الأهلاويين في مدرجات الجوهرة اكتملت بريقاً ولامعاً بالأخوة والمباركة التي كانت بين اللاعبين والإداريين والجماهير فكانت من ليالي الكرة السعودية الخالدة فنياً وجماهيرياً وتنافسياً ورقياً .