قال خالد عبد العزيز، وزير الشباب المصري، لـ«الشرق الأوسط» إن بلاده ستسمح لعدد أكبر من الجماهير بحضور مباراة تجمع بين منتخب بلاده ومنتخب السنغال منتصف الشهر المقبل، ما يعكس ثقة متزايدة لدى السلطة الجديدة بالبلاد في قدرتها على ضبط الأوضاع، واحتواء تمرد شباب ينتمون إلى روابط تشجيع الأندية (الألتراس)، وشدد عبد العزيز على ضرورة الحذر من اندساس بعض مثيري الشغب، دون أن يستبعد وجود دوافع سياسية خلف تحركاتهم، مؤكدا أن حكومته لا تملك الوقت ولا الرغبة في فتح حوار مع العناصر التخريبية. ومنعت مصر الجماهير من حضور منافسات كروية عدة مرات خلال الأعوام الـ3 الماضية، وقد شهدت مدينة بورسعيد مطلع عام 2012 أسوأ كارثة في تاريخ الرياضة المصرية، راح ضحيتها 73 قتيلا ومئات المصابين من جمهور النادي الأهلي، فيما عُرف بـ«مجزرة بورسعيد»، التي أعلن على أثرها وقف النشاط الكروي وإلغاء الدوري. وأحرق شباب غاضبون اتحاد الكرة بوسط العاصمة وناديا للشرطة، وقتل العشرات في 3 مدن، وأعلنت حالة الطوارئ بها ضمن تداعيات ذلك الحادث. ورغم استئناف دوري كرة القدم، فإنه ما زالت مبارياته تقام دون جمهور. وقال عبد العزيز: «إن مصر لديها رغبة قوية في حضور جماهيري كبير في مباراة مصر والسنغال، في إطار التصفيات المؤهلة لنهائي أمم أفريقيا، بعد أن تزايدت فرصنا في التأهل، فنحن لا نخشى ضبط الأوضاع الأمنية داخل الملاعب؛ لكننا حذرون من رغبة بعض المندسين في إثارة الشغب».. دون أن يستبعد وجود أبعاد سياسية خلف هذا السلوك (في إشارة على ما يبدو إلى جماعة الإخوان المسلمين). وخلال السنوات الماضية، تناسبت عودة النشاط الكروي طرديا مع مناخ الاستقرار الأمني في البلاد، في ضوء الصراع الممتد منذ سنوات بين روابط مشجعي الكرة وقوات الأمن، التي دفعت تلك الروابط إلى المشاركة بقوة في ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011. وقال عبد العزيز إن سلوك الجماهير في مباراة جمعت بين المنتخب المصري ونظيره البتسواني عكست الوعي الإيجابي بعد اعتراضهم على سلوك بعض ممن أشعلوا الألعاب النارية خلال سير المباراة. ويعزز حضور الجماهير منافسات كرة القدم شعورا بعودة الاستقرار إلى البلاد. وسمحت السلطات الأمنية بحضور 15 ألف مشجع في مباراة منتخب مصر ونظيره التونسي في سبتمبر (أيلول) الماضي، كما سمحت بحضور 20 ألف مشجع في مباراة مصر الأخيرة أمام بتسوانا. ويسعى اتحاد كرة القدم إلى زيادة الأعداد في المباراة المقبلة إلى 50 ألف متفرج