نشر مقاتلو «داعش» صورا لعملية صلب علني لفتى مراهق. استمرت العقوبة الوحشية على مدار 3 أيام في ميدان مركزي في الرقة التي يتخذ منها المتطرفون عاصمة بحكم الأمر الواقع. اتهم التنظيم الإرهابي المراهق بالتقاط صور لمقراته في سوريا. وادعى أنه تم الإمساك بالفتى وهو يحصل على 500 ليرة تركية مقابل كل صورة التقطها للقاعدة العسكرية التابعة لـ«داعش». تظهر الصور جثمان فتى تعرض للضرب وملطخ بالدماء وهو معلق على صليب، ووضعت حول رقبته لافتة مكتوبة بخط اليد تشير إلى اتهامه بالردة. يحاول بعض المعارضين لـ«داعش» توثيق العنف الذي يمارسه التنظيم في الرقة. لذلك انتشرت الصورة عبر «تويتر» بواسطة كل من المعارضين لتنظيم داعش ومناصريه. وصرح تشارلي وينتر، مسؤول البرامج في مؤسسة كويليام للأبحاث الخاصة بمكافحة الإرهاب في العاصمة لندن، بأن «داعش» يستخدم عقوبة الصلب مع جرائم محددة، موضحا: «استخدم الصلب كثيرا قبل ذلك، وهي عقوبة قديمة تنفذ في الأشخاص الذي ارتكبوا الخيانة». وأعلن التنظيم عن بداية عهد الإرهاب منذ استيلائه على المدينة في وقت سابق من العام الحالي. وأصبحت المدينة منذ ذلك الحين حماما للدماء، ترفع فيه الرؤوس المقطوعة على أسنة الرماح في الميدان، بينما نصبت الصلبان الخشبية والمعدنية لتنفيذ أحكام الإعدام. وقال وينتر إن «هذه العقوبة مصدرها تفسير خاطئ بواسطة (داعش) لآية في القرآن تقول (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض)»، وأضاف أن «الآية التي تليها بها قدر كبير من التسامح وإزالة ضرورة استخدام مثل هذا العقاب والآية تقول (إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن الله غفور رحيم)». وجاءت عملية الإعدام هذه في أعقاب سلسلة من عمليات الإعدام في مدينة الرقة السورية في شهر مايو (أيار) الماضي التي يعتقد أنه تم ارتكابهم بواسطة مسلحي «داعش»، حيث تم ترك الجثث معلقة على صلبان خشبية لمدة يومين، كما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «(داعش) صلبت رجلا كان قد قتل رجلا آخر عمدا لسرقة أمواله».