شدد الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات على وجود حاجة ملحة إلى تعزيز الفهم المشترك للتحديات الإقليمية، وإلى اصطفاف التفكير الاستراتيجي من أجل كبح التهديدات الناشئة. وأضاف: «لا يصح هذا الأمر أكثر مما يصح الآن وهنا في الشرق الأوسط حيث يرزح السلم والاستقرار الإقليميان مرة أخرى تحت التهديد»، مشيرا إلى أن التهديدات التي تواجها المنطقة اليوم أصبحت ذات عدد غير مسبوق، وتتضمن 5 تهديدات تتمثل في الحرب الطائفية في كل من العراق وسوريا والتي أشعلها الحكم القمعي، والصعود السريع لتنظيم داعش والذي يذكيه المقاتلون الأجانب من كل أنحاء العالم. إضافة إلى عنف الميليشيات وإخفاق الدولة في ليبيا، والهجمات على سيادة اليمن من المتمردين الحوثيين الذين يتلقون تمويلا أجنبيا، وأخيرا العنف في غزة في الآونة الأخيرة واستمرار احتلال إسرائيل لفلسطين. وأكد قرقاش الذي كان يتحدث في الدورة الأولى من ملتقى أبوظبي للحوار الاستراتيجي الذي يستضيفه مركز الإمارات للسياسات، أنه وفي وجه هذه التهديدات «هناك حاجة واضحة للحوار المتزايد والعمل المنسق». وقال: إن «الإمارات العربية المتحدة تدرك مسؤولياتها الإقليمية وهي مستعدة للتصرف في سياق جهد جماعي». وحول إيران قال الدكتور أنور قرقاش «إن مجلس التعاون لدول الخليج العربية وإيران جاران ولدينا مسؤولية مشتركة حيال هذا الجوار، وفي هذا الصدد ترحب الإمارات بالمفاوضات النووية الجارية بين مجموعة 5+1 وإيران، على أننا نعد أن من المهم جدا أن يكون أي اتفاق مستقبلي مع إيران حول ملفها النووي اتفاقا محكما وخاليا من نقاط الضعف.. فالإخفاق في التوصل إلى اتفاق متماسك يمنع الانتشار النووي يمكن أن تكون له عواقب خطيرة ليس فقط في منطقتنا بل في مناطق أبعد بكثير وذلك من خلال تقويض نظام عدم الانتشار». وأكد أنه يتفق تماما مع تعليقات الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي في الآونة الأخيرة والتي جاءت عبر مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الألماني، حيث ميز وزير الخارجية السعودي ما بين إيران الدولة والمجتمع من جهة وإيران كسياسة خارجية توسعية وعدوانية، وقال: «نحن نرحب بالأولى ونعدها جارة جغرافية وتاريخية ذات أهمية كبيرة نرى تعاونا مشتركا مستمرا معها. لكن النزعة التوسعية المستمرة للنفوذ الإيراني في العالم العربي تشكل تهديدا للعلاقات الخليجية الإيرانية وللعلاقات العربية الإيرانية بوجه عام». وتابع: «تطول القائمة هنا وتشمل البحرين وسوريا والعراق ولبنان واليمن الذي انضم إلى القائمة على نحو دراماتيكي في الآونة الأخيرة»، وأضاف: «وإن الحقيقة التي مفادها أن هذه السياسة الخارجية طائفية بطبيعتها تجعل التوتر في المنطقة أكثر استفحالا. وإن علاقة عربية - إيرانية تعاونية ومريحة سوف تعتمد كثيرا على مبدأ عدم التدخل واحترام الكيانات الوطنية وسيادة السياسات الوطنية». وأكد أن بلاده تمتلك رؤية واضحة وليست لديها طموحات للعب دور إقليمي أكبر بكثير، وقال: «سياستنا الخارجية في هذه الفترة الصعبة ستواصل دعم قوى الاعتدال والاستقرار والانفتاح، وهي سترفض محاولات إعادة تشكيل عالمنا وفق خطوط متطرفة وطائفية، ولهذا السبب كانت الإمارات عازمة ومستعدة لتحمل المسؤوليات إلى جانب شركائها لتعزيز ونشر الاستقرار والاعتدال والحيوية الاقتصادية وكذلك الديناميكية الاقتصادية».