عندما نشاهد سمو الأمير متعب بن عبدالله وهو يستقبل أصحاب الحاجة في مكتب سموه, تعود بنا الذاكرة الى سياسة والده العظيم خادم الحرمين الشريفين، وكيف كان يتعامل مع كبار السن وأصحاب الحاجة بمنتهى اللطف والتواضع وإنكار الذات والحرص على خدمة وطنه ومواطنيه. إن مدرسة خادم الحرمين الشريفين بترك جميع الابواب مفتوحة أمام شعبه ابتداء بمكتبه - حفظه الله - مرورا على مكاتب مسؤولي الدولة قد تتلمذ بها الابن البار وأجاد كل ما تعلمه وبرز في الكثير من الامور الانسانية, مستشعرا ان المسؤولية تكليف قبل أن تكون تشريفا, وان مراقبة الله هي ديدنه في جميع أعماله. كونه خريج كلية ( سانت هرس ) البريطانية, أتاح له المجال لأن يبدع في انجاز المهام الموكلة اليه من قبل والده, وبدا ذلك جليا عند استلامه مسؤولية رئاسة وزارة الحرس الوطني. لقد كان سموه عند حسن ظن والده الكريم عندما اختاره لهذه المهمة العظيمة, فقد أكمل المسيرة على أكمل وجه محققا قفزات كبيرة فاقت التصور , لعل أهمها بناء الانسان وإعداده الاعداد المطلوب لهذه المرحلة للتوسع في التعليم والتدريب داخل المملكة وخارجها لمواكبة الحروب الحديثة , التي تعتمد على الكيف أكثر من اعتمادها على الكم لإدارة أعقد الخطط والعمليات الحربية القائمة كثيرا على الاسلحة الذكية. وهذا ما تحقق لمنسوبي وزارة الحرس الوطني, ولعل ادخال الطيران الى تشكيلات الحرس الوطني يأتي مكملا لهذه المنظومة القتالية لضمان الامن والاستقرار لوطننا الغالي. حيث إن متابعته الدقيقة والدائمة لقطاعات الحرس الوطني في جميع انحاء المملكة قد أتاحت له أن يتعرف - عن قرب - على جميع القيادات والصفوف الاولى وحتى معظم القيادات الصغيرة, ما انعكس ايجابيا على اختيار القيادي المناسب في المكان المناسب بحكم معاصرته الفترة الذهبية لتطوير الحرس الوطني الذي استطاع أن يحقق نجاحات باهرة، بالإضافة للمجال العسكري , فقد تفوق في الاعمال المدنية كالتعليم والصحة والاسكان والاعلام والمهرجانات كمهرجان الجنادرية وخدمة المجتمع . يعرف عن سموه - رغم كثر التزاماته - انه كثير الحرص على التواصل مع منسوبي الحرس بمشاركتهم في مناسباتهم السعيدة والمواساة في الاتراح ما أكسبه ولاء وحب منسوبيه من مدنيين وعسكريين، بل إن اهتمامه يشمل المتقاعدين من أبناء الحرس الوطني وكأنهم لا يزالون على رأس العمل. لقد عرف عن سموه التواضع والصدق والبشاشة في وجه الجميع والابتسامة الصافية وتطبيق العدالة بين المنسوبين، بالإضافة الى حرصه الشديد على احترام الاوامر والتعليمات والتمشي بموجبها خصوصا أصول الحرس الوطني الثابتة والمتنقلة من خلال تطبيق أحدث أساليب الخزن والصرف الدقيق. وبحكم عملي السابق في ادارة العلاقات العامة ومجلة الحرس الوطني أتيحت لي الفرصة أن أتعرف على الكثير من الجوانب الانسانية والعملية لسموه. فقد كان له كبير التأثير على معنويات من عملوا معه في حب العمل واتقانه من خلال تشجيعه المستمر لهم وتوجيههم التوجيه البناء. كما عرف عن سموه إعطاء مرؤوسيه الصلاحية الكاملة في انجاز الأعمال والثقة فيهم تحت مراقبته الشخصية، وبالتالي مكافأة المجتهد ومعاقبة المقصر خصوصا من تعمد تجاوز الأوامر والتعليمات حتى يكون عبرة لغيره.