تمنيت أن تكون راقص بالية إلا أنك عملت كممثل؟ - الإنسان مسير وليس مخيراً، كثير من الناس يكتشفون موهبتهم متأخراً، وهناك من لا يكتشف الموهبة حتى يراها الناس فيه ويكون ذلك بالمصادفة البحتة، رغم أنني كنت أتمنى أن أكون راقص بالية إلا أنني تمنيت أن أكون فناناً وحدث. . ولكنك درست المسرح ودخلت عالم التمثيل متأخراً؟ - صحيح درست المسرح ولكنني درست معه الإخراج وعملت فيهما، وشاركت في أعمال تلفزيونية ليست كثيرة ولكنها كانت ناجحة وتركت أثراً عند المشاهد وما زالت. . ضحيت بعملك كمعيد بمعهد السينما أمام إرادتك العمل كفنان؟ - لا يمكن لفنان أن ينجح إلا إذا أعطى فنه وبإخلاص شديد، تركت عملي الأكاديمي كمعيد بعدما حصلت على امتياز مع مرتبة الشرف في السنة الأخيرة بالمعهد، مقابل ما العمل بالتمثيل الذي أعشقه، وقد نجحت أيضاً وحققت ما أردته. . ما سر علاقتك مع الكاتب لينين الرملي؟ - علاقتي بلنين الرملي علاقة صداقة وأخوة امتدت لسنوات طويلة، وقد حققنا نجاحاً في توقيت واحد وساعد كل منا الآخر، وبقي في الذاكرة أنه من أسباب نجاحي، كما كنت أيضاً سبباً في شهرته وقد كان كاتباً مشهوراً. . متى وكيف تولد لديك حب الفن؟ - تولدت لدي الرغبة في حب الفن منذ كنت صغيراً، فقد كنت أسكن بجوار شارع محمد علي أو ما يطلق عليه المصريون قديماً شارع الفن، ولحسن حظي كانت هناك سينماتان أمام منزلي، كل هذه العوامل دفعت في شرايين حب الفن والارتباط به. . ولكن الظهور الحقيقي لموهبتك جاء متأخراً؟ - صحيح أن بدايتي كانت في الصغر، والدليل علي ذلك أنني اخترت معهد الفنون المسرحية، وأديت شخصية «هاملت» على مسرح المعهد في حفل التخرج وكانت بمثابة اكتشاف جديد لفني ولاقت استحسان الجميع وبعد ذلك أديت الشخصية نفسها بعدها بسنوات طويلة على المسرح للجمهور. . أسباب ظهورك المتأخر في التلفزيون؟ - لا بد أن نفرق بين شيئين، أولهما الظهور المتأخر في التلفزيون وسبب ارتباط ذلك بحبي الشديد للمسرح وثانيهما، نجاحي في كل الأعمال التي قدمتها في التلفزيون وارتباط الناس بها، فهناك أعمال قدمتها في السبعينيات وما زالت محفورة في ذاكرة المصريين والعرب. . ولكن ما أسباب تأخرك في الظهور؟ - لم أتأخر كثيراً كما يظن الناس، فقد بدأت حياتي في التمثيل وأديت أعمالاً في دور الكومبارس، مع الفنانين، محمود المليجي، حسن يوسف، فؤاد المهندس، محمد نجم، عبدالمنعم مدبولي، محمد عوض، وبعدها انطلقت لعالم النجومية. . بالعودة لبداياتك ورغم أنك ارتبطت بالتلفزيون في السبعينيات إلا أنك أسست فرقة مسرحية في أوائل الثمانينيات؟ - كونت فعلاً فرقة استديو 80 مع صديق عمري لينين الرملي، ولم يكن تأسيسي للفرقة له علاقة مطلقاً بفشلي في التمثيل وإنما بحبي للمسرح، فقد نجحت في دراسته بل وتفوقت وحصلت على الامتياز مع مرتبة الشرف وهو ما دعاني لاستكمال مشواري فيما بعد، وقد قدمت مسرحية هاملت على مسرح المعهد وكانت شهادة نجاح تقف أمام عيني دائماً. . ما أهم الأعمال المسرحية التي تحبها؟ - كل الأعمال التي قدمتها على المسرح لها أثر بداخلي وهي أعمال مميزة، من أمثلة «الجوكر» و«أنت حر» و«الهمجي» و«البغبغان» و«تخاريف»، فلا أحد ينافسني في المسرح، فرغم حالة الموات التي يعيشها استطعت أن أقدم على خشبته ويواظب الناس على حضور العرض. . البعض يشبهك بنجيب الريحاني وبديع خيري في المسرح؟ هؤلاء هم عملاقة المسرح وكنت أتمنى أن أكون جزءاً منهم، ولولا الظروف السياسية التي عاشتها البلاد لأصبح للمسرح وجود، ولكننا نتمنى أن يعود المسرح من جديد إلى سابق عهده. . عودة إلى دورك في التلفزيون، ما أهم الأعمال التي ما زلت مرتبطاً بها؟ - الأعمال التلفزيونية وغير التلفزيونية مرتبط بها وأعتبرها جزءاً أصيلاً من شخصيتي، من أولى هذه الأعمال «فرصة العمر» التي قدمتها في منتصف السبعينيات، و«رحلة المليون» في منتصف الثمانينيات وقد عاشت مع الجمهور لفترة طويلة وما زالت مثل «سنبل» الذي قدمته في التسعينيات، وأخيراً مسلسل «يوميات ونيس» وكان عبارة عن ثمانية أجزاء ومسلسل «فارس بلا جواد». . ولكنك ما زلت مقلاً في أعمالك التلفزيونية؟ - أركز دائماً على الكيف وليس الكم، همي الأول نجاح العمل الذي أقدمه، كما يهمني أيضاً أن يحمل رسالة للمجتمع وأن يكون مفيداً، وقتها أقبل العمل ولا يضرني عدم الإنتاج طالما أنه لن يكون مفيداً أو على مستوى جيد. . ما الأعمال التي تنوي تقديمها الفترة القادمة؟ - دائماً ما يفاجئني الإعلام بهذا السؤال ودائماً ما تكون إجابتي أنني وقت ما أستقر على عمل ما سأعلن عنه ولن أبخل على الناس بمعرفته، ولكنه يصعب على الفنان الكشف عن عمل لم يوافق عليه وما زال في مرحلة قراءة الورق، أتمنى من الجمهور أن يتابعني برأيه. . لماذا لم تسع لتقديم عمل فني وليكن مسرحياً عربياً؟ - أتمنى ذلك، فأنا من أكثر الفنانين الذين يعشقون العمل الجماعي وأحب النجاح لكل زملائي بلا استثناء، أتمنى أن أشارك في تقديم عمل عربي ضخم ولو بدور صغير طالما أن هناك رسالة تفيد العالم العربي بأكمله. . من أقرب الفنانين لقلبك؟ - تجمعني علاقة طيبة بالوسط الفني وأكن لهم جميعاً الحب والتقدير، ودائماً ما أحافظ على مساحة الود هذه، ولي أصدقاء فنانون في الوسط. . لو خيرت بين عملك الفني وأن تكون راقص بالية؟ - لاخترت الاثنين، أنا أحب عملي كفنان وكراقص بالية، فرغم حبي للبالية، إلا أنه لو استدبرت من أمري لعملت في فن التمثيل، وأنا فنان مغرور والمسرح في دمي. . أنت تكتب أعمالك الفنية الآن وتقوم بتمثيل دور البطولة وتقوم بالإخراج أيضاً؟ - يضحك كثيراً ثم يقول، أنا فنان شامل، فالفنان لا بد أن يكون متعدد المواهب، فأنا أمتلك قدرات أهلتني لكل ما ذكرت، فعندي ما يمكن القيام به كما أنني عندي أيضاً ما يمكن كتابته. . إذا عرضت عليك عملين أحدهما تلفزيوني وآخر مسرحي أيهما تقبل؟ - سأقبل العمل المسرحي بلا أي تردد، فهذا عشقي ومعشوقي ولن أتخلى عنه مطلقاً، بل يظل في القلب انتهز الفرصة بين الوقت والآخر. . هل يفهم من كلامك أنك تسعى لتقديم عمل مسرحي قريباً؟ - أحاول ذلك من فترة ولكن الوضع السياسي صرف المصريين عن أشياء كثيرة، حتى العرب الذين كانوا يأتون لمصر قل عددهم بشكل كبير في فترات الصيف الإجازة، واستقرار الأمور الآن تدفعني للكتابة والمشاركة في عمل مسرحي. . من تراه الآن شبيهاً لك على الشاشة؟ - هناك كثيرون يحاولون تقليدي ولكني أتحفظ على ذكر أسمائهم وأنا أتابع حركة الفن صعوداً وهبوطاً ومن يقلدني ومن يحاول تقديم المفيد ومن يبذل مجهوداً من أجل عودة المسرح. . عرضت عليك تولي وزارة الثقافة 4 مرات ولكنك رفضت؟ - لا أحب إلا أن أكون فناناً فقط وأرفض أن أكون مديراً أو سفيراً أو وزيراً، عملي إبداعي وليس إدارياً. . ولكن ألحت الحكومة أكثر من مرة عليك؟ - وفي كل مرة كنت أرفض ليس هروباً من المسؤولية كما يحب البعض أن يسميها ولكن لأنني أرى أن هذا الأمر يخصم من رصيدي، فأنا فنان في الأصل. . ومتى تكون مؤهلاً لتولي هذا المنصب؟ - أنا مؤهل لتولي المنصب، المنصب هو غير المؤهل لأن يجلس محمد صبحي عليه، دعني أقول لك باختصار عندما أتولى هذا المنصب لا بد أن أنجح في تقديم الجديد للناس وعندما لا تظهر مقومات ذلك الطبيعي أنني أعتذر وهذا ما حدث. . هل تحب المشاركة في العمل السياسي؟ - الفنان جزء من مجتمعه ودائماً يقف على مسافة واحدة من الأطراف كافة وإن كان له وجهة نظر ينتظرها الناس الذين يحاولون الوصول لرأيه وعلى كل الأحوال، دوري كفنان أن أخفف من وقع السياسة التي أدمنوها بعد ثورتين في يناير 2011 ويونيه 2013، حتى يصبح العالم أجمل وأفضل. . على أي شيء تعتمد في اختيار أعمالك الفنية؟ - أعتمد على النص بأن يحمل رسالة يستفيد منها الناس في كل زمان ومكان، وأعتمد على محاولة رسم البسمة على شفاه الناس، معتبراً أن هذا أمر عظيم وتحقيقه ليس سهلاً. . كيف تقرأ واقع الفن والمسرح عموماً في الوطن العربي؟ - يعانون من أزمات حقيقة، وأتمنى من شركات الإنتاج الكبرى ألا تعتمد على فكرة أن أبحث عما يريده الجمهور وإنما أقدم ما يرغبه الجمهور، فالجمهور يريد الأفضل والأحسن والأجود. . لماذا لا تتجه لتقديم عمل مسرحي رغم الظروف السياسية التي يمر بها الوطن العربي؟ - هذا ما أفكر فيه جيداً وقد أخذت خطوات في هذا الاتجاه وسأعلن عنها قريباً، وسأقوم بالإنتاج على العمل المسرحي من نفقتي الخاصة، لإيماني بالفن والمسرح على وجه الخصوص، ولأنني على ثقة بأنني سأنجح لا مناص من ذلك. . كيف وجدت النص؟ - أنا أكتب النص بنفسي الآن سأظهر من خلاله كل ما يمر بعالمنا العربي وسيكون مسرح مفاجأة وسأنتقل بهذا المسرح لكل الدول العربية حتى تستمع الدنيا بأكملها. . وما ملامح العمل الجديد ومن يشاركك البطولة؟ - الإجابة عن هذا السؤال سابقة لأوانها، وسأخصكم بكل التفاصيل في وقتها، ولكني مشغول الآن بالنص، كما أنني مشغول بخروجه للنور.