ــ لا تتضجر من أخبار الموت، ولا تعترض على الكمائن المتوحشة في عصور الخلفاء، ولا تخف من القصف الهمجي الذي يسد عليك آفاق المستقبل؛ مد لحافك على ما تبقى من أحلامك الغبية، وأغلق أذنيك وأغمض عينيك ما استطعت.. ما يحدث هو جزء صغير من إرادة أمير المؤمنين حفظه الله!! ــ هذا الجيل المحاصر هو آخر المحاولات الفاشلة للعيش المشترك بين المذاهب والطوائف الملعونة، وبعدها لا مكان إلا للنصب المشترك باسم الخلفاء وعلى بركتهم.. شيئاً فشيئاً ينحاز الجميع إلى زرائبهم الأولى، ويعودون عراة العقل من جديد؛ لا بد من الغرائزية وإن طال الزمن. ــ الخلفاء يتكاثرون والشعوب تنقرض يا صديقي؛ فأغلق عليك دارك ولا تُشارك في هذه المآسي فما هو قادم أسوأ من كل ما رأيت، ومن يدري فقد تتفاجأ غداً أنهم يبايعون جارك بالخلافة على شاشة التليفزيون، وأنك قد أصبحت من ضمن رعيته المباركة. ــ أهلاً بكم في العالم العربي المسجَّى مثل جثة هامدة يتناوب عليها طلبة التشريح والمكتشفون والخلفاء المحدثون؛ الذين نبايعهم ونترجاهم في نفس الوقت أن يحسنوا الذبح حينما يفعلون، وهم والحمد لله يفعلون وسيفعلون كل ما هو جديد وضروري ومبتكر من طرق الموت كي لا نمل الحكاية أو نحتجَّ عليها.. عاش الخلفاء! ــ أخيراً: أنصحك أن تكون منتمياً ما استطعت إلى الأقلية العاقلة التي لا تؤمن بالخلافة، ولا بتحشيش الفتوحات الدينية أو مواعيدها الكاذبة أو سبيها الجنسي الفاضح، ولا تندهش حينما تصبح على الرف مثل أي كائن وحيد عزلوه لأنهم يعتقدون خطورته على بقية قطعان الأمة الراشدة.. ما أحلى العزلة وأطيبها بعيداً عن ثقافتكم.