بما أن الشعر (والفن عموماً) يزدهر مع تخلف المجتمع المدني؛ فقد ازدهر لدينا نحن السعوديين فن صناعة النكتة، وأوشكنا على مجاراة أستاذنا الشعب المصراوي، إن لم نتفوق عليه! ومع انتهاء إجازة الحج وعيد الأضحى، انتشرت (فيذا) نكتةٌ تقول: حكومة دبي تعلن نجاح خطة إعادة السعوديين، بعد انتهاء موسم الدَّجِّ بنجاح مشرف!! ومع البعد عن ممارسة فن (التعميم)، المزدهر جداً في الترعية والتبليم؛ فلم يعد خافياً على أحدٍ ولا أربعاء: أن كثيراً من السعوديين يسافرون لمشارق الأرض ومغاربها؛ بحثاً عن المتعة المكبوتة فيذا: الحلال (كالمسرح، والسينما، والكتب، والاستشفاء)، وغير الحلال كالـ.... وأنا إش دراني؟!! إلى هنا: لا غرابة ولا استغراب ولا اعتراض؛ فنحن بشرٌ ككل الإنس والجن (مِنَّا الصالحون ومنَّا دون ذلك)؛ ولكن حين تتأمل ثمرات السياحة السعودية الخارجية؛ فستفاجأ بعينيك (اليُمرى واليُسنى)، وقد طارتا إلى منتصف صلعتك البهية، قبل أن تعودا منكَّستين خجلاً إلى باطن خُفَّيك! و... (خلِّيك ثابت تكفى)!! حسب تقارير جمعية أواصر (الرسمية البيروقراطية؛ بدليل عشرات اللجان التي تعمل فيها) فإن عدد الأسر السعودية في الخارج يتنامى بمعدل (668) في الشهر!! ونلفت فطنتَكُمْكُنَّ إلى أن هذا الإحصاء يقتصر على الحالات التي استطاعت إثبات سعوديتها رسمياً، واعترفت الجهات المختصة بها، وقامت بواجبها في رعاية مواطنيها، أما على أرض الواقع فيؤكد بعض المتابعين أن هذا الرقم (قد) لا يمثل أكثر من (10 %) من فدائح (تسونامي الدَّج) السعودي، بدلالة مؤشر آخر هو: أن خطوط النسخ والرقعة الجوية العربية السعودية (التي ترددت كثيراً في تشغيل مطار العُلا؛ لعدم الجدوى الاقتصادية) بدأت منذ (أبريل) الماضي، تسيير رحلة مباشرة يومياً إلى (الدار البيضاء)، التي أصبحت (في ظل المآسي العربية في الشام ومصر) القبلة الأولى للدَّجِّ السعودي نحو الماء العربي الآخر! أما تجربة أستاذنا نجيب الزامل، التي (كما استشهد هو بلازمة شهرزاد): تُكتب بالإبر، على مآقي البصر، لتكون عبرةً لمن اعتبر، ودفعته إلى تأسيس (رابطة العودة إلى الجذور)، فسنعرف غداً كيف انقلبت إلى: العودة إلى الـ(...)ـ(...)ــور! وأنا إش دراني برضو!!! نقلا عن مكة