أكد وزير العدل رئيس المجلس الأعلى للقضاء عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، أن الدعوة إلى الله تعالى تكون تحت شعار الإسلام لا تحت أي شعار أو اسم آخر ولا تكون تحت رمزية لشخص معين بل تكون تحت ولاية أمرها لأن منازعة ولاية الأمر شر. وبين د.العيسى أنه منذ نشأة الأحزاب والتيارات والجماعات لم تجن من المناجزات والمنازعات إلا الشر والوبال عليها قبل غيرها ولو كان عندها حكمة ورسوخ في علم الشريعة وفهم لمقاصدها لسلكت جادة المسلمين في الدعوة إلى الله ولاستطاعت التأثير على الجميع الصغير والكبير. وأضاف «هناك أمر مهم وهو أن لا يشعر المسلمون في ديار الإسلام بأنهم فئة منفصلة عنهم شعوريا وكأنهم ليسوا إخوانا لهم بحيث يشعرونهم بأن هناك حزبا أو فئة إسلامية يقابلها فئة أخرى غير إسلامية بينما كلهم يدين بدين الإسلام بل يجب أن يعلموا أن الجميع إخوان لكن يوجد في بعضهم العصاة والفساق وتبقى فطرة الإسلام في كل منهم موجودة وعلى الدعاة تحريكها من خلال الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ومتى لم يلزم الدعاة هذا الأمر وسلكوا مسلك التنظيم تحت اسم آخر غير اسم الإسلام وتحت رمزية أخرى غير ولاية أمرهم العامة التي تشمل جميع مواطني الدولة فعليهم أن لا يلوموا الناس حين يطلقون عليهم وصف طلاب السلطة. وشدد العيسى على ضرورة أن يحذر الدعاة من التساهل في التكفير وسوء الظن بإخوانهم والغرور والسخرية بالناس وتحقيرهم، كما أن عليهم الصبر على الناس وتحملهم والإحسان إليهم مصداقا لقول الله تعالى: (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك). وأردف «ما أتى العنف إلا بعنف مضاد وما أتت مواجهة الناس من إخوانهم المسلمين بشدة إلا قوبلت بشدة مثلها أو أشد، إلا ماكان من جهة السلطة من تأديب المخالف فهذا شأن مختلف، ومن ناجز السلطة أدبته وإن كان هناك نظام عام يجب احترامه، وكل هذا يصب في واجب الدعوة الى الله بالحكمة». وأوضح العيسى أن تفريق المسلمين إلى أحزاب وشيع وجماعات عظيم في دين الله، مضيفا «لكننا نراه اليوم أكثر من ذي قبل بتوقيعات وشعارات تنسب نفسها لدين الله وكأن الله أمرها بهذا والإسلام والمسلمون حزب واحد بنص القرآن، وما أعظم قوله تعالى (من الذين فرقوا دينهم وكانو شيعا كل حزب بما لديهم فرحون)». وبين أن الاختلاف في قضايا الفقه والاجتهادات العلمية أمر آخر مستثنى من تلك القاعدة، وإنما الحديث عن العصبة والحزب الواحد تحت ولاية واحدة يكون فيما يتعلق بقضايا الإسلام والخطوط العريضة.