العلم، ولا شئ كالعلم ــ بعد الله ــ هو المنقذ للبشرية والارتقاء بها إلى آفاق لم تكن تحلم بها. وتستطيعون من هذه الناحية أن تعتبروني (علمانيا) متحمسا، والعلمانية التي أقصدها ليست هي (أيديولوجية) لا ترتكز على الإيمان ــ لا سمح الله، ولكنها تؤمن بأن (1+1=2) لا ثلاثة أو ثمانية، وهذا النهج المتبصر هو الذي يرسخ بأذهاننا عظمة الخالق الذي وضع سره في عقول خلقه. تداعت لي هذه الأفكار وأنا أشاهد في الليلة البارحة سيارة صنعها العلماء في اليابان تطير بدون مراوح أو ضوضاء، محلقة فوق السيارات العادية في الشوارع، وهي تقود نفسها بنفسها، وما على راكبها إلا أن يبرمج منذ البداية (خريطة طريقه)، وإذا أراد أن ينام فليغمض جفنيه لا مشكلة؛ لأنها تعرف خط سيرها بدون أي خطأ أو مخاطرة. كما أن أمريكا مقدمة على تصنيع مثل ذلك، ويتوقع الدكتور (دانيال غولدن) رئيس الوكالة الأمريكية للفضاء (ناسا) أن يتوفر هذا النوع من السيارات الطائرة لحوالي 25% من سكان الولايات المتحدة في غضون 10 سنوات من الآن، ولنسبة 90% من سكانها في غضون 25 سنة. وأزيدكم لا من الشعر بيتا، ولكن أزيدكم من العلم خبرا جاء فيه: أن وكالة الفضاء الأمريكية كذلك قامت باختبار محركات تسير بسرعة تفوق سرعة الصوت بخمس مرات لطائرات وصلت سرعتها إلى سرعة (ماك 15) ــ أي 15 ألف كيلومتر في الساعة، وستجعل هذه التكنولوجيا أبعد مكان في المعمورة لا يزيد على ساعتين فحسب. وها هي أيضا شركة (ايرباص) الأوروبية تريد أن تزاحم الأمريكان، وهي بصدد تصنيع طائرة بعشرة طوابق ــ نعم بعشرة طوابق، وصورتها تشبه المرأة الحبلى بأربعة توائم وهي في شهرها التاسع. وسبعة طوابق منها هي مخصصة للركاب الذين يبلغ عددهم (1760) راكبا، وثلاثة طوابق للشحن، وباستطاعتها الطيران لمسافة (16.600) كيلومتر بدون توقف. وهي مزودة بستة محركات (رولز رويس)، وبها ستة مطاعم، ومسرحان، وصالة ألعاب، وأسواق حرة، وبركة سباحة، وقاعة احتفالات، ومن شاء أن يلعب فليلعب، ومن شاء أن يرقص فليرقص. وفي الختام، لا بد وأن أتأسى عندما أشاهد (العالم الأول) يسير بواسطة العلم بسرعة تخترق جدار الصوت، ونحن في عالمنا العربي والإسلامي، ما زلنا نتجادل، بل ونتذابح على تفسير أقوال وأحداث عفى عليها الزمن ــ فيا عجبي ويا لوعتي ويا شقاي (!!). أعتقد أن السلحفاة وهي السلحفاة، أكثر حكمة منا، وأكثر كذلك سرعة. Meshal.m.sud.1@gmail.com