×
محافظة المنطقة الشرقية

عام / المؤتمر الدولي الرابع للإعاقة يختتم أعماله غداً بـ (27) جلسة علمية و(14) ورشة عمل

صورة الخبر

اتهم رقاة «شرعيون» عاملين في محال حلاقة بالمشاركة في أعمال السحر والشعوذة، عبر استعمال شعر الزبائن في هذه الأعمال، بالتواطؤ مع آخرين. وفي المقابل، اتهم استشاري نفسي الرقاة الذين يوجهون هذه الاتهامات بترويج «الخرافات والدجل»، لافتاً إلى أن «كثيراً مما يقال عنه من تأثيرات السحر ما هو إلا أمراض نفسية، كل الناس عرضة لها، بسبب ضغوطات الحياة». إلا أن الرقاة يعتقدون أن غياب الرقابة وموت الذمة والضمير لدى بعض العاملين والعاملات في مجال تصفيف وحلاقة الشعر، جعلهم «صيداً سهلاً» بسنارة «حقد» متعاملين مع السحر والسحرة. وقام المتعاملون بعقد اتفاقات من تحت الطاولة مع عاملين وعاملات في محال الحلاقة وتصفيف الشعر والصوالين لتزويدهم بشعر زبائنهم. وذلك بهدف الإيقاع بالزبائن في «فخ أعمال السحر». في مقابل المقدم من المتعاملين بالسحر، بمنح هؤلاء العاملين والعاملات عائداً مادياً، يعوض الخسائر التي تكبدوها جراء التنظيمات الجديدة لنظام العمل والعمال، وإقرار وربط العامل بمهنته مع اسم الكفيل مباشرة. وبحسب الرقاة فإن الأمر «لا يتطلب من المتعاملين بالسحر معرفة اسم صاحب الشعر من الزبائن. إذ يتضح ذلك بعد الحصول عليه من العاملين في محال الحلاقة، وتسليمه للساحر الذي يقوم بإجراء بعض الأعمال عليه، لكشف هويّة وبيانات صاحب الشعر، وما إذا كان هو المعني والمطلوب عمل السحر له». فيما يلجأ متعاملون مع السحر والسحرة إلى مراقبة الشخص الذين يرغبون في إيقاعه في فخهم، ويستمر ذلك لأيام عدة. وينتهي سيناريو القصة بالتعرّف على العامل في صالون الحلاقة، والطلب منه مباشرة كميّة من شعر الشخص المراقب طوال الفترة الماضية. واستغل هؤلاء الأطراف (العاملون والمتعاملون) الإجازات الرسمية والأسبوعية والأعياد لتنفيذ خططهم. ويجرى اختيار هذه الأوقات بالذات لكونها موسماً للحلاقة الشعر والذقن. فيما أكد مصدر متعاون مع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لـ «الحياة» وقوفهم على حالات من عاملين في محال وصوالين حلاقة قاموا بالتعامل مع السحر والسحرة وتزويدهم بقطع من شعر زبائن. وأوضح المصدر أن القصص «كثيرة وغير منتهية». ولفت إلى أن سحر الشخص من خلال استخدام شعره من دون التوصل إلى بياناته «أمر صحيح، ووارد حدوثه». بدوره، أكد الراقي الشرعي ناصر العتيبي أن الاستعانة بصوالين ومحال الحلاقة لتزويد المتعاملين بالسحر بكمية من شعر الزبائن للقيام بالإضرار بهم «أمر وارد، وصحيح»، مبدياً استغرابه من الفائدة التي يجنيها هؤلاء العاملون في المحال والصوالين من القيام بهذه الأعمال التي «قد تؤدي إلى إلحاق الضرر بأشخاص في حال وقع فعل السحر». وكشف العتيبي لـ «الحياة» أنه وقف على عدد من هذه الحالات، التي يكون السحر فيها من طريق الشعر. ولفت إلى أن المتعاملين بالسحر «يلجؤون إلى هذه الطرق من دون معرفة لمن تعود كمية الشعر التي في حوزتهم». وأكد أنه بالإمكان معرفة معلومات وبيانات الشخص قبل أخذ شعره. وذكر أنه من خلال إجراء أعمال السحر على كمية الشعر يتم معرفة صاحبه وتظهر بياناته كاملة. ولفت الراقي إلى أن أعمال السحر في هذا الوقت متزايدة (الأعياد والمناسبات) إذ إن الرقية الشرعية أظهرت حالات عدة من هذا النوع، وذلك من بروز علامات على الشخص تدل على أنه مسحور بالشعر. وأبرز تلك العلامات هو ظهور كمية من الشعر من فم المسحور مع كمية من الدم، إذ إن أكثر ما يطلبه السحرة والمتعاملون مع السحر هو الشعر وذلك لتوافره وسهولة توفيره، مطالباً مرتادي صوالين ومحال الحلاقة الاعتماد على أنفسهم في ذلك. من جهته، أشار الراقي الشرعي أبو عبدالملك إلى كثرة استخدام الشعر في عمل السحر. وأكد أن ذلك يتم من خلال مراقبته حال دخوله صالون ومحل الحلاقة لفترة زمنية. فيما لو أراد المتعامل مع السحر الحصول على شعره، يتم التواصل مع صاحب الصالون أو محل الحلاقة للترتيب بهذا الشأن. فيما يتم منحه عائداً مادياً ضخماً لإنجاز هذه المهمة. وفي المقابل، رد استشاري الأمراض النفسية الدكتور ناصر موسى، بالقول في تصريح إلى «الحياة»: «إن هذا الكلام خرافات يكثر ترويجها من الرقاة الشرعيين بين عوام الناس من أجل التكسب المادي»، مستدركاً: «أنا لا أنفي وجود السحر والعين، ولكنني أشكك في كثير مما يقوله بعض الرقاة، لأنه يندرج ضمن خانة تعميم خرافة الأعمال السحرية، لتسويق أنفسهم كمنقذين لمن أصيبوا بالسحر، عبر أعمال الرقية الشرعية، التي يتكسبون من خلالها عوائد مالية كبيرة جداً». وأقر موسى بأن «الكثير من الناس يصدقون كلام الرقاة، إما لجهل فيهم، أو لرغبتهم الجادة في التخلص من المعاناة التي يعيشونها، فيلجؤون إلى هؤلاء الرقاة، على أمل البحث عن علاج. فيما علاجهم الحقيقي في عيادات المستشفيات، لأنهم مصابون إما بأمراض في أجسادهم أو نفوسهم»، لافتاً إلى أن هذه الأمراض «تصيب الجميع، وبخاصة في هذا الزمن، إذ تتزايد الضغوطات على الناس».