×
محافظة مكة المكرمة

«العروس» تكتسي خضارًا لفرحة المواطنين بالذكرى وولائهم لـخادم الحرمين

صورة الخبر

أحياناً تغزوني بعض الأفكار في غير موعدها، لا أعرف ماالذي يحفزها أو يوقظها، لكنها تأتي فأفكار وربما أبحث قليلاً أو أتناقش أو أكتفي بالعصف الذهني الذاتي وأنشغل بأمور أخرى وأنسى. لا أعرف ماالذي يحفز هذه الأفكار، أهي إشارة معينة أو صوت أو حادثة أو كلمة أقرأها أو عبارة أسمعها أو مشهد يمر عليّ لا أعرف لكنها تزورني فتشغلني قليلاً. لعل هذه الأفكار هي نوع من الرياضة التي تحافظ على خلايا العقل أو لعلها حالة ذهنية لها خصوصتيها وأسبابها مثل الأحلام مثلاً! لا أدري لكن هل يمكنك أن تفسر الفكرة بمعادلة كيميائية واضحة مدخلاتها ونواتجها هل يمكن أن تكون لحظة ولادة الفكرة هي مثل التفاعل الحيوية الذي يحفزه إنزيم معين، مرة أخرى لا أعرف ولأنني لا أعرف سأنتقل للحديث عن موضوع آخر. مررت بالمعمل حيث ينشغل الباحثون ومساعدوهم في القيام بتجارب مختلفة، في لحظة ما بين السؤال والإجابة، كنت أنظر إلى المادة البروتينية المستخلصة الموجودة في أنبوب صغير في يد السائلة ونحن نفكر في الخطوة التالية، بعد نجاحنا في تشكيل واستخلاص البروتين المعطوب لدراسته ومعرفة تأثيره على الخلية. الخطوة التالية تشمل دراسة تأثيره في وسط خلوي معملي والتعرف على تأثيره على البروتينات الأخرى مع أي منها يرتبط وأي منها يبتعد عنه؟ هل تتأثر وظيفته بسبب العطب الوراثي الموجود؟ ما تأثير ذلك بصورة عامة على الخلية؟ وكيف يمكن ربط النتائج أيا كانت بالمرض الذي ندرسه. الإجابة على هذه الأسئلة تأخذ وقتاً طويلاً وتجارب معملية مختلفة، إحداها تتعلق بمدى ثبات البروتين المعطوب وحفاظه على خصائصه مقارنة بالبروتين الطبيعي، والإجابة على هذا السؤال البسيط لا تأتي من خلال تجربة واحدة بل من خلال تجربتين أو ثلاث مختلفات مع تغيير الظروف وتثبيتها والتأكد من أن النتائج ثابتة لا تتغير بالتكرار. حين تنشغل في العالم البحثي التطبيقي محاولاً أن تفهم تشعر أحياناً أنك تتحرك ببطء. وفي زمن السرعة والسباقات المحمومة قد يكون التأني سمة غير مطلوبة، لكن في مجال البحث العلمي لا يكون أمامك سوى التفكير مراراً وتكراراً بهدوء، وأن تمشي كالطفل خطوة بخطوة حتى تصل.